دخل سورية بمساعدة "السي آي إيه".. معلومات تنشر لأول مرة عن الجاسوس كوهين؟

الثلاثاء, 21 نيسان 2015 الساعة 16:23 | سياسة, عالمي

دخل سورية بمساعدة

جهينة نيوز:

كشف تقرير "إسرائيلي" جديد، جوانب كانت مخفية حول الجاسوس الاسرائيلي ايلي كوهين، الذي اعتقل وأعدم في سورية في ستينات القرن الماضي، بعد القبض عليه متلبسا يتخابر مع الاستخبارات الاسرائيلية. وبحسب التقرير الجديد، المنشور في موقع "واللا" الصهيوني، فإن كوهين أسدى "لتل أبيب" خدمات جمّة مكنتها من استهداف الكثير في سورية، وأن أصل دخوله الأراضي السورية مع معدات التجسس التي كانت في حوزته طوال سنوات تجسسه، جاء بمساعدة من الاستخبارات الاميركية، "السي اي ايه".

وأشار تقرير "واللا" الى أن "كوهين خدم في التجسس لصالح الاستخبارات الاسرائيلية في دمشق، بين اعوام 1962 و1963، أي ثلاث سنوات متواصلة. وكان كوهين قد أبحر من مدنية جنوى الايطالية الى الاسكندرية في مصر، ومن ثم الى بيروت، ومنها باتجاه العاصمة السورية دمشق، حيث بدأ على الفور نسج علاقات مع الطبقة السياسية والعسكرية السورية، أوصلته الى اصحاب القرار في دمشق.

ولفت تقرير و"اللا" الى أن الجولان، في تلك الأيام، كان تحت سيطرة الجيش السوري، وكان منطقة عسكرية مغلقة لا يمكن السماح بدخولها إلا بموافقة من رئيس أركان الجيش السوري، لكن بفضل الاتصالات والصداقات التي نسجها كوهين سريعا في سورية، مكنته من الدخول الى الجولان ثلاث مرات، وبمرافقة من كبار الضباط السوريين، وكان يرسل مشاهداته ومعايناته للاستحكامات والمواقع السورية العسكرية وانتشارها واستعدادها إلى "تل ابيب"، حيث كان يراسل مشغليه يوميا، الأمر الذي مكّن الجيش الاسرائيلي من ضرب هذه الاستحكامات بناء على المعلومات التي جمعها كوهين.

واستأجر كوهين، بحسب التقرير، شقة مقابل هيئة الأركان العامة في دمشق، وأرسل الى "اسرائيل" معلومات قيمة حول مراكز ومؤسسات الجيش السوري ومناطق انتشار الجيش وانتشار الدبابات وتركيز السيطرة والتحكم العسكري، وكلها وصلت الى "اسرائيل" إضافة الى معلومات قيمة جدا، الى حد أن رئيس وزراء "إسرائيل" في حينه، ليفي أشكول، قال: إنه "لولا المعلومات التي وفرّها كوهين لكان الجيش الاسرائيلي عانى كثيرا مع سورية في الجولان".

وقد ولد كوهين في الإسكندرية في مصر، في كانون أول من العام 1924، من أم وأب هاجرا من حلب في سورية الى مصر، وكان الابن الثاني من عائلة مكونة من ستة ذكور وبنتين. وفي العام 1948، هاجرت العائلة الى فلسطين المحتلة، إلا أن كوهين فضّل أن يبقى في مصر في خدمة الحركة الصهيونية، إلى أن اعتقل بتهم متعددة من قبل السلطات المصرية، لكن أُعيد اطلاق سراحه لعدم كفاية الدليل، ومن ثم هاجر الى كيان الاحتلال، وعرض خدماته على الاستخبارات الاسرائيلية، وتجنّد في الوحدة الخاصة (قيصاريا)، التي أرسلته الى الأرجنتين بجواز سفر فرنسي، على أنه من أصل سوري ويريد العودة الى وطنه الأم، وهناك في الارجنتين نسج صداقات مع الدبلوماسيين السوريين، وعلى رأسهم أمين حافظ الذي كان دبلوماسيا في السفارة السورية هناك، وبعد عامين من ذلك اصبح رئيسا للجمهورية السورية جراء انقلاب.

لم يضع كوهين الوقت في سورية، وفور دخوله الاراضي السورية نسج علاقاته وصداقاته مع النخبة الحاكمة والقيادات في دمشق، ومن بين أولى الصداقات كان ابن شقيق رئيس الأركان السوري وقائد وحدة كوماندوس في الجيش، الأمر الذي مكّنه من التغلغل في الكثير من المفاصل الحساسة في سورية واستجلاب معلومات استخبارية لـ"اسرائيل"، ومن بينها معلومات سياسية وعسكرية وتقارير عن مراكز القوى والتعيينات الداخلية والعلاقات الحزبية وحركة الطائرات والبرامج العسكرية والشراكة مع الاتحاد السوفياتي والتحصينات العسكرية وإجراءات وتدابير القوات السورية في الميدان، وبشكل خاص كل ما يجري في الجولان.

وفي تلك الأيام، كانت "إسرائيل" قلقة من أزمة مياه ومن إمكان جرّ سورية مياه نهر الأردن وتحويلها، إلا ان كوهين نسج علاقات مع مهندس المشروع واستقى منه المعلومات التي مكنت الجيش الاسرائيلي من ضرب المشروع ومنشآته وانهاء الخطة السورية في مهدها.

وكان كوهين يواظب على زيارة الكيان الصهيوني كل ستة شهور وكان يقضي شهرا في منزله. وقبل زيارته الأخيرة لـ"إسرائيل" بعث كوهين إشارة ضيق. وحينما وصل إلى "تل ابيب" كان متوترا وعصبيا وتبدو عليه علامات الضيق. ومع عودته إلى دمشق اكتشف أن الاستخبارات السورية فتشت منزله خلال غيابه، وفي العام 1965 داهمت قوة عسكرية منزله واعتقلته متلبسا خلال إرسال رسالة للاستخبارات الإسرائيلية. وفي مطلع أيار (مايو) حكم عليه بالإعدام، ونفذ في 18 من الشهر نفسه في ساحة المرجة في دمشق.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 سوريا المنتصرة
    22/4/2015
    06:12
    بالأمس كوهين واليوم الخوان
    عقبال مشانق كوهينات الداخل الخونة وهم أخطر وأكثر لسع من ثعابين العدو الغدارين

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا