بورصة الرؤوس والكرامة.. النشوء وانحدار الأنواع العربية!!

الجمعة, 10 تموز 2015 الساعة 15:48 | مواقف واراء, زوايا

بورصة الرؤوس والكرامة.. النشوء وانحدار الأنواع العربية!!

جهينة نيوز- بقلم نارام سرجون:

في عنوان عريض لمواقع إسرائيلية ساخرة ذكر أن هيلاري كلينتون ستتبرع بـ 200 ألف رأس فلسطيني هدية لإسرائيل.. فكم ثمن رأس العربي هذه الأيام وكم ثمن رأس المسلم؟؟ هذا الخبر الساخر ليس للنكتة ولا يحمل نكهة التحامل العنصري وليس أحجية رمضانية بل هو واقع حقيقي يتم تداوله بشكل موارب في تعهدات الحملات الانتخابية الأميركية وفي التيارات العنصرية الأوروبية بشكل غير مباشر وفي الكواليس.. ولكنه يعكس واقعا مريرا وثقافة تتفاعل تدريجيا في العالم وقيام بورصة لرؤوس العرب.. وعلى العرب والمسلمين أن يدركوا أنهم وصلوا الى زمن ستباع فيه رؤوسهم في مزاد الانتخابات دون حرج.. ولكن عليهم قبل أن يغضبوا ويزبدوا أن يسألوا عن سبب هذا التدني في قيمة الرؤوس العربية والاستهتار بالنوع العربي.. وسبب الثمن البخس لرؤوسهم في عالم الحقيقة..

فمنذ أيام تداولت مواقع اسرائيلية ساخرة عرضا سخيا قيل بأن المرشحة لسباق الانتخابات الرئاسية الاميريكية هيلاري كلينتون قدمته الى أحد كبار المتبرعين اليهود لحملتها الانتخابية.. وقد حددت قيمة العرض بمئتي ألف مواطن فلسطيني ستسمح لاسرائيل بقتلهم في أي حرب قادمة عرفانا منها بجميل الدعم اليهودي.. أي إن الثمن الذي ستسدده السيدة كلينتون ليس من جيبها وليس من أرواح شعبها بل هو 200 ألف رأس من الماشية العربية.. أي فقط 10% من تعداد سكان غزة..

هذا ليس مجرد خبر ساخر بل وصف دقيق لثقافة الكاوبوي الذي يلازم كل الاميريكيين مهما تحضروا ولبسوا الثياب الأنيقة.. فالحقيقة أنه في داخل كل أميريكي وأميركية وعقلهما اللاواعي كاوبوي وقبعة ومسدس.. وكل معارك الكاوبوي محصورة من أجل توسعة مزارعه بالقوة والسلاح وبيع أبقاره.. أو مبادلتها..

قد ينظر الى الخبر على أنه مجرد دعابة ثقيلة وخبر مفبرك وليس واقعيا.. ولكن ماهو الفرق بين هذا الخبر الساخر والخبر الحقيقي؟؟ بل إن الحقيقة هي أكثر مرارة من هذا الخبر الساخر.. ولو قالت كلينتون ذلك علنا فثقوا أنكم طبعا لن تقرؤوا تعليقا واحدا غاضبا من كل ذوي اللحى ومن كل القبضايات الاسلاميين والاخوان المسلمين الذين سيغضون أبصارهم في رمضان عن وجه هيلاري وكلامها كما مروا دوما على اهانات النبي دون أن يرفعوا أنظارهم في وجه غربي واحد ولكنهم سيشربون حليب السباع أمام كل دعوة للحوار بين السنة والشيعة والمصالحة الوطنية.. ولاداعي لتذكيركم أن اردوغان وكل حزب العدالة والتنمية لن يفقدوا أعصابهم كرمى لعين خالد مشعل وإسماعيل هنية كنوع من رد الجميل واثبات أن البيعة السلطانية لم تكن مقدرة لدى السلطان.. فإسرائيل سوّت نصف غزة بالأرض ولم ينبس الخليفة ببنت شفة كرمى لعين مشعل.. ولن نحرج أمير قطر "أمير الحريات العربية" أن يأمر بإغلاق قاعدة العيديد لخمس دقائق فقط احتجاجا إذا ماسمع هذا الخبر بشكل فعلي.. لأن ماسيغلق بعدها هو حكم آل ثاني الذي سيزول من الوجود.. وان كنتم تتوقعون أن أمرّ على موقف آل سعود وأتنبأ به فإنني أتوسل إليكم أن تبقوا كلام هيلاري المزمع طي الكتمان لأنني على يقين أن الملك إن سمع بعرض هيلاري فسيرقص رقصة العرضة معها هذه المرة وقد يضمها بحنان إلى صدره..

الكارثة أن السعر الذي حددته المواقع الإسرائيلية سيبدو أنه الحد الأدنى الذي لن ينزل عنه أي مزاد لقتل العرب لأن أي عدوان على العرب لم يقتل أقل من ذلك.. والرقم المذكور هو حصرا للرؤوس الفلسطينية.. أما مايعادلها من الرؤوس العراقية فلا ندري لأن بوش ومن أجل مجرد الشك بوجود سلاح دمار شامل فتك بربع سكان العراق وعددهم بالملايين ثم رقص معه السعوديون رقصة العرضة وكأن شيئا لم يكن.. أما ساركوزي ففتك بربع سكان ليبيا من أجل انتخابات الرئاسة وحصص شركات فرنسا في النفط الليبي.. واليوم يبدو أن رؤوس السوريين ليست ذات قيمة لأن الثوار الإسلاميين والدواعش وجيش الإسلام جعلوا قطع الرؤوس تسلية وألعابا حتى للأطفال.. وجعلوها زينات على الجدران والحدائق العامة وعلى أغصان الأشجار.. ومع ذلك لم يقل عضو واحد في الثورة السورية كلمة إدانة بل إن أحدهم ويعتبر نفسه أستاذا في علم الاستبداد فسر الأمر على أنه نتاج طبيعي للثورات ومفرز نقي من مفرزات عهود الاستبداد..

ولايجب توجيه اللوم في المستقبل إلى كلينتون أو أي سياسي غربي يتبرع بدمنا حقيقة دون مزاح لأن نخبنا هي التي تبيع شعوبها وتحدد سعر الرأس.. وسعر المفرق والجملة.. فالجميع رأى بأم العين أن إسرائيل كانت تحصد الأجساد المدنية في لبنان عام 2006 بسلاح أميريكي ولكن كونداليزا رايس كانت تستقبل في بيروت من قبل جماعات الحئيأة والمستأبل بالأحضان ويتسابق الجميع لمصمصة خدودها السمراء.. وكان مروان حمادي يزودها باحداثيات لقتل السيد حسن نصرالله غير عابئ بأنها أبنية سيموت فيها مئات المدنيين..

وهيلاري لن تجد غضاضة في قول ذلك يوما لأنها رأت بعينها أن شيمون بيريز ارتكب مجزرتين فظيعتين في لبنان ولكن لم يبق سياسي عربي ومسلم إلا وهرول إلى مصافحته في كل المؤتمرات والتقط معه صورة تذكارية اعتبرها طريقا للمجد السياسي والخلود.. حتى شيخ الأزهر السابق هرول وصافح وطلب المجد ولم يعاتب أحدا بيريز حتى هذا اليوم.. بل إن وزيرا لبنانيا قدم الشاي للجنود الإسرائيليين الذين جاؤوا لقتل اللبنانيين في حرب تموز.. وهذه أول مرة ينتظر فيها غزاة فناجين الشاي مكافأة لهم بدل الرصاص.. وفي المرة القادمة يتوقع أن يقدم لهم الكاتوه والبقلاوة..

وهيلاري رأت بأم عينها أن الأميركيين قتلوا ملايين العراقيين والليبيين ومع هذا يريد العرب أن يقتلوا الإيرانيين والشيعة وليس الأميركيين.. بل يستقتل الثوار السوريون من أجل أن تكمل أميريكا جميلها وتبيد مابقي من مكونات بلادهم وتحرق نصفها دون تردد كما فعل نتنياهو الذي فتك بإخوانهم الغزاويين.. وهاهم اليوم يحلون ضيوفا عليه يشربون من مائه ودوائه ويعطيهم البطانيات وصواريخ لاو وتاو ليقتلوا له الطيارين السوريين وضباط الجيش الذي يخيفه ومغاوير حزب الله..

وهيلاري تدرك أن كل المثقفين العرب تشتريهم الجوائز والمكافآت المالية وجميعهم تطغى على عقولهم الأناشيد المذهبية ولايسمعون عن بورصة الموت العربي وانهيار أسعارها بل عن انهيار بورصات المذاهب.. وكل الإسلاميين العرب لايساوي عندهم رأس المسلم رأس ذبابة.. فهو إما انتحاري يموت وتنتظره الحوريات.. أو هو ضحية عابرة لجنون المقاتلين والانتحاريين الذين لاتساوي حياته عندهم إلا حياة بعوضة في الطريق.. ولاشك أن هيلاري لازالت تتذكر كيف أفتى القرضاوي بفتوى القتل الرخيص (ومالو؟؟) وشرحها بأنها تشمل مدنيين وغير مدنيين.. عسكريين وغير عسكريين.. علماء أم تجار أم أساتذة.. كله يقتل..

ومن المؤكد أن هيلاري سمعت بما أفتى به شيوخ الوهابية في بداية الحرب على سورية بالاستغناء عن ثلث أو نصف الشعب السوري (أي بضعة ملايين دفعة واحدة) من أجل انتصار الثورة السورية وحتى يرضى الله ويشبع من الدم.. وهي لم تنس أن الأزهر سكت وصمت صمت القبور عن هذا الجنون وأصابه الصمم المطلق وصار جثة هامدة.. وفارقته الروح إلى بارئها.. ورجعت نفسه المطمئنة إلى ربها راضية مرضية.. وقال لها السعوديون (فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)..

الحقيقة أن هيلاري كلينتون ستنصف دمنا أكثر مما ينصفه الإسلاميون العرب والسياسيون العرب.. وأكثر مما يحترمه المثقفون العرب الذين لايزالون يجلسون خلف مكاتبهم في دول النفط وفي العواصم الغربية ولم يتبرع واحد منهم بالقول بكلمة "كفى موتا.. وكفى جنونا".. النخب والفنانون والأساتذة والصحفيون والروائيون والكتاب والعلماء.. كلهم يمضون الوقت في متابعة الأخبار وقد تبين أنهم بدورهم فارقوا الحياة مثل الأزهر ورجعت أنفسهم المطمئنة إلى ربها راضية مرضية.. ولم يقم واحد منهم بإحصاء المدن التي زالت وتبخرت وصارت آثارا.. أو التي انقرض سكانها بين مقتول ومهجر ولاجئ.. بل العجيب أنهم لايزالون يأملون أن تغير إدارة اوباما أو بوتين رأيها وتسمح بالفصل السابع لتقوم طائرات الناتو بجولة أخرى من جولات القتل والإبادة والصدمة والرعب..

وأكاد أجزم أن الأمر لو كان عائدا للمثقفين والأمراء والإسلاميين العرب لنصحوا كلينتون أن تعلن العرض المزمع وتجعله حقيقة وأن تكون أكثر سخاء وليكون ثمن كل عهد وميثاق انتخابي مليون رأس من الماشية العربية من كل الأصناف.. فنحن شعوب كريمة.. فقد كان حاتم طي ينحر حصانه عندما لايجد مايقيت به ضيفه.. وكاد الحطيئة أن ينحر ابنه من أجل أن يطعم الضيف من لحم ولده كيلا يتهم بالتقصير في إكرام الزوار.. واليوم لابد أن يستمر الكرم العربي.. ويجب تقديم ملايين الرؤوس إكراما لهيلاري وغيرها..

رؤوسنا كثيرة.. ورخيصة.. ورجالنا يتزوجون مثنى وثلاث ورباع.. وماملكت الأيمان.. ولنا في الإسلامي أحمد منصور (صاحب بلا حدود) أسوة حسنة فقد تزوج 17 مرة ونشر بذوره كذكر السلمون من المحيط إلى الخليج.. ونحن لانعرف حتى اليوم إلا هذه الزيجات السبع عشرة.. على مبدأ (فمنهم من قصصنا ومنهم من لم نقصص).. وقد تعرفون أولاده الذين يتبعثرون في كل العواصم الإسلامية أو قد لاتعرفون من ولد له في ظلام الزيجات العابرة وزيجات جهاد النكاح.. فهو من معتنقي عقيدة "نكاح بلا حدود"..

هيلاري.. ياعزيزتي.. في إعلان التعهد القادم كوني أكثر سخاء من افتراضات ساخرة.. ولا عليك.. خذي راحتك.. فعيب أن يصيبك الحرج من قطعان العرب والمسلمين.. فنحن بعض من مالك ومال أبيك.. فأنفقي من مالك.. فليس لأحدنا من ماله إلا ماأنفق ياهيلاري.. فأنفقينا كما تشتهين.. قبل أن ينفقنا غيرك..

وبالاعتماد على نظرية النشوء والتطور وارتقاء الأنواع لتشارلز داروين والأخذ بمبدأ القياس والمقارنة.. فإن الأنواع البشرية ترتقي عندما ترتقي فيها كراماتها.. والأنواع البشرية تنحدر عندما تنحدر قيمة كراماتها.. إنها نظرية ارتقاء وانحدار الأنواع البشرية.. فهل تعلمون في أي اتجاه يسير العرب والمسلمون؟؟ نحو الارتقاء.. أم نحو الانحدار.. ؟؟ عند هيلاري الخبر اليقين

فيما يلي رابط الخبر من الصحف الإسرائيلية:

http://www.theisraelidaily.com/clinton-to-donor-in-next-w…/…


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 أبو سعيد الحلبي
    10/7/2015
    11:37
    سأكتب يوما
    أتمنى يوما ما أن أزور ضريح القائد لأصارحه بما يؤرقني: سأقول له بل سأكتب إن استطعت(سيدي الرئيس لقد أورثتنا بلدا جميلا حرا ولم تساوم عليه فجلبنا له كل حثالات الأرض لتحتله وأسست لنا حضارة فدمرناها وتركت فينا قضية نناضل من أجلها ونعتز بها فبعناها بسوق النخاسة سيدي الرئيس نحن شعب لا نستحق الحياة التوقيع :سني أبو ذنب)
  2. 2 عهد
    10/7/2015
    13:31
    ما أكثر الندابين المأجورين مع دموع غب الطلب!
    هناك طقس من طقوس بعض الجنازات في مصر و غيرها ان يستأجر أهل الميت ندابات ليبكين عليه طول الجنازة إلى أن يدفن و عندها تنتهي مهمتهن ويأخذن أجورهن من عرق جبينهن و دموع عيونهن الجاهزة دائما لذرف دموع التماسيح غب الطلب ،و كلما كان المبلغ مجزيا زاد عيار النحيب و العويل و البكاء و منسوب الدموع و أول الندابين العرب هو رئيس الفاجعة العربية التي دمرت و مازالت تدمر البلدان العربية واحدة واحدة بدءا من فلسطين مرورا بالعراق وصولا إلى ليبيا و أخيرا و ليس آخرا بالطبع سوريا، الذليل العبري كان أول الندابين مدفوعي الأجر لشريكه في سفك الدماء العربية و مولاه و ولي نعمته سعود الفيصل و اليوم سنجد الفضائيات المصرية و اللبنانية المشمولة بشيكات سفراء آل سعود ستكون من اوائل الندابين مادام كل شي بثمنه و فهمكم كفاية!!!
  3. 3 النسر 15
    28/7/2015
    05:44
    مقال مضحك يخاطب عقول ممانعة ومقاومة
    هيلاري كلينتون ارقى بكثير مما كتبه كاتب المقال وهو معذور فهو لا يفهم الغرب وامريكا ولم يغادر خارج قطر الزعيم الخالد والاوحد ويظن ان كل ما عدا هذا القطر باطل.. أمريكا دولة حضارة وقانون ولا تستطيع هيلاري او غيرها تهديد مائتي الف انسان بالقتل والسبب هو وجود منظمات حقوقية لها سطوة ونفوذ وصحافة حرة كفيلة بتدمير هيلاري او أي كان يرتكب مثل هذا الخطأ الفاحش.. على كاتب المقال ان يسافر لو على حسابي الى لندن او نيويورك لمدة أسبوع وسيعود مختلفا تماما وإذا تعذر بسبب اللغة والجهل بالأصول فدبي لمدة أسبوع كافية لتغيير قناعات الكاتب وتعيده انسانا جديدا وواقعيا يمشي على الأرض على رجليه فدبي في النهاية معجزة اقتصادية خليجية تلجأ اليها عوائل الزعماء الخالدون ..
  4. 4 غسان العلمي الحسني
    1/8/2015
    09:08
    بورصة الرؤوس والكرامة ....
    لا دفاعا عن الأشخاص بل لبيان المبيُن للغافل والمتغافل كما" النسر" جالذي يعيش في فلكه ولا يهم ما يجري حوله لم يسعفه النظر لرؤية الرابط. للتصريح قد اوافقه بأن الأمريكي الهمجي لا يصرح بل يفعل كما في فيتنام وأفغانستان والعراق وليبيا وتونس التي صرحت العقربة السوداء السامة كونداليزا رايس بأنها من أشرفت على تأسيس "حقوق الإنسان" فيها قبل ستة سنوات أعدادا للحظة البوعزيزي ، أيها "النسر" الذي ينقب الجيف ولا يبالي بمحتواها، مايهم المظهر وإن كان لوحش كاسر متجمل بياقة بيضاء وربطة عنق اوعلب تنتصب فوق بعضها بألوان تخدع بصر من لايفهم بمعنى التطور والحضارة والتقد يا "نسر" بقايا الغرب الوحش الكاسر، وأخيرا وليس أخراً يبدو ان ذاك "النسر" مغشى على سمعه وبصره ولايريد ان يعرف عن أسفار الكاتب فناقب الجيف وحده محلق!!

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا