جهينة نيوز- كتب محرر الموقع:
سواء كان سبب مجزرة منى التي تسبّب في حدوثها إهمال النظام السعودي واستخفافه بأرواح مئات الآلاف من الوافدين إلى بيت الله الحرام، تدافع الحجاج أو تأخر القطار الذي يقلّهم لإكمال مناسكهم أو حتى ما قيل عن مرور موكب ولي ولي العهد وعشرات المرافقين والسيارات معه، فإن الجريمة لا تعفي من محاسبة العائلة الحاكمة التي باتت تتحكم بالحج وتخضعه لبازاراتها السياسية الرخيصة، فتجيز لبلد وتحرم بلداً آخر من تأديته، كما حدث مع الحجاج السوريين طوال سنوات الحرب الخمس على سورية، إضافة إلى نهب الأموال التي ينبغي دفعها لإنشاء بنية تحتية تحتمل كل هذا العدد من الوافدين.
ولئن كانت جريمة التسبّب بمقتل وإصابة أكثر من 1700 حاج تامة الأركان وتدين جهاراً حكومة آل سعود المسؤولة مباشرة عن تنظيم شؤون الحجيج، فإن ما حدث أمس وقبله سقوط الرافعة على مئات الحجاج في مكة وعشرات الحوادث في السنوات السابقة، يعكس حالة الارتباك الأمني والسياسي الذي تعيشه المملكة المنبوذة من محيطها الإقليمي بعد تسببها بمقتل آلاف السوريين والليبيين والعراقيين والمصريين والبحرينيين، فضلاً عن غرقها في المستنقع اليمني وولوغها في دم هذا الشعب الفقير وتدمير بناه التحتية وإرثه الحضاري، ودعمها المطلق لعشرات المجموعات التكفيرية الوهابية التي ترتكب أبشع الجرائم وتعيث فساداً وذبحاً في مشارق الأرض ومغاربها.
وحقّ لنا بعد هذه الجريمة أن نتساءل عن كفاءة مملكة آل سعود في إدارة شؤون الحج وهي التي لا تملك خبرات علمية وعملية تقوم على خدمة الوافدين وتوجيههم الوجهة الصحيحة، ولاسيما إذا عرفنا أن موسم الحج يشهد قدوم أكثر من 3 ملايين حاج بشكل وسطي سنوياً من مختلف البلدان التي لا يفقه رعاع آل سعود لغاتها وثقافة شعوبها، فضلاً عن العائدات المالية التي تجنيها المملكة من الحجاج الذين يدفعون ملايين الدولارات لبنية تحتية وعد آل سعود بتنفيذها قبل سنوات، فيما تثبت حادثة أمس هشاشة هذه البنية وتواضعها ما يشي بأن أموال الحج تذهب إلى جيوب الأمراء الذين يبذخون في شراء الأندية الرياضية وارتياد الملاهي وطاولات القمار، على حساب أرواح مئات الأبرياء الذين يموتون نتيجة استخفاف المملكة واستهتارها المقيت.
لسنا قيمين على أحد أو في وارد توظيف هذه الجريمة لأهداف سياسية، لكن باعتقادنا أن هذه الحادثة وسواها يجب ألا تمر دون محاسبة هذه النظام المتهالك وأمرائه الحمقى الذين حولوا بلادهم إلى مهلكة، الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود!!
23:23
23:31
23:37
16:56
23:46
15:22
07:45
01:46
19:39
21:35
21:36