الصحف الغربية تسخر من فشل إستراتيجية أوباما حول تدريب إرهابيي "المعارضة المعتدلة"

السبت, 10 تشرين الأول 2015 الساعة 22:43 | سياسة, عالمي

الصحف الغربية تسخر من فشل إستراتيجية أوباما حول تدريب إرهابيي

جهينة نيوز:

أجمعت التحليلات والمقالات التي نشرتها الصحف الأمريكية والبريطانية الصادرة اليوم على فشل استراتيجية الرئيس الأمريكي باراك اوباما بشأن الأزمة في سورية فشلا ذريعاً مع إعلان مسؤولين امريكيين عن تخلي واشنطن عن برنامجها لتدريب من تسميهم قوات المعارضة المعتدلة في سورية واعتمادها ما سمته “الأسلوب الجديد” لتجهيز ودعم الإرهابيين الموالين لها.

وفي الوقت الذي نعت فيه بعض الصحف الغربية فشل البرنامج الامريكي الذي رصدت له واشنطن 500 مليون دولار لتدريب وتسليح إرهابيي ما يسمى “المعارضة المعتدلة” في سورية حاولت صحف امريكية وبريطانية أخرى التغطية على هذا الفشل بالقاء الاتهامات جزافا وتصعيد الحرب الإعلامية المضللة ضد روسيا على خلفية العمليات العسكرية التي تقوم بها ضد الارهابيين في سورية.

وفي هذا السياق رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في مقال أعده غريغ ميلر وكارين دي يانغ أن العمليات العسكرية الروسية ضد الإرهابيين في سورية تركت الولايات المتحدة في حالة من الصدمة والتخبط بشأن إستراتيجيتها التي تعتمد على تسليح وتدريب ما يسمى “المعارضة المعتدلة”في سورية.

وقالت الصحيفة أن “الولايات المتحدة وعلى الرغم من معرفتها أن روسيا أرسلت مقاتلات ومستشارين عسكريين إلى سورية إلا أنها شعرت بمفاجأة وصدمة كبيرتين من وابل الضربات الجوية التي شنتها المقاتلات الروسية الأسبوع الماضي”.

واعتبرت الصحيفة أن العمليات العسكرية الروسية ضد الإرهابيين في سورية ألحقت الضرر بالإستراتيجية الأمريكية الهشة بشأن تدريب من تطلق عليهم واشنطن تسمية “قوات المعارضة المعتدلة” في سورية والدليل على فشل هذه الاستراتيجية جاء بإعلان وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون أمس عن تقليص برنامج تدريب ما يسمى “المعارضة المعتدلة” وإدخال تعديلات جديدة عليه.

ولفتت الصحيفة إلى أن تغيرات الميدان السوري بعد البدء بالضربات الجوية الروسية أصبحت مصدرا للتوتر داخل أركان الإدارة الأمريكية حيث أعرب مدير الاستخبارات المركزية جون برينان عن شعوره بالإحباط من استراتيجية البيت الابيض.

وأضافت الصحيفة “أن وكالات الاستخبارات الامريكية تواجه الآن تساؤلات حول نطاق ومدة الحملة الروسية وتأثيرها على البرنامج الذي بدأت فيه وكالة الاستخبارات المركزية سي آي ايه قبل عامين لدعم وتدريب “الجماعات المتمردة المعتدلة”.

من جهة أخرى قالت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لمراسلها في الشرق الاوسط ايان بلاك أن “إعلان الولايات المتحدة عن تجميد برنامج تدريب “المعارضة المعتدلة ” في سورية يظهر تخبط الغرب وفشله في وضع إستراتيجية واضحة وناجحة بشأن سورية”.

وكانت الساحة الدولية شهدت مؤخرا تحولات وتبدلا في المواقف الغربية تجاه الأزمة في سورية مع تخلي البعض بمن فيهم الولايات المتحدة وفرنسا عن بعض شروطهم المسبقة التي وضعوها أمام أي حوار سوري سوري هادف إلى حل الأزمة في سورية.

ويرى مراقبون أن الدول الغربية فهمت الرسالة الروسية جيدا وبدأت بالفعل تغيير مواقفها بالتدريج بدليل إعلان وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر عن محادثات عسكرية مع روسيا حول الوضع في سورية ومحاربة الارهاب.

من جهتها انتقدت صحيفة نيويورك تايمز استراتيجية أوباما بشأن الأزمة في سورية وقالت: أن” برنامج تدريب وتسليح المتمردين المعتدلين في سورية لم يكن يبشر بأي نتائج جيدة منذ البداية وقد كشف البيت الابيض أمس عن برنامج جديد غير متماسك ومحفوف بالمخاطر”.

وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية قال أمس أن النموذج السابق لبرنامج تدريب “المعارضة المعتدلة “في سورية كان قائما على تدريب وحدات من المشاة ونقوم الآن بالتغيير إلى نموذج من شأنه أن يؤدي إلى امكانيات قتالية عسكرية أكبر.

وتوقعت الصحيفة فشل البرنامج الجديد الذي طرحته الإدارة الأمريكية موضحة “أنه لا يوجد أي سبب يدفعنا للاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستعثر فجأة وبنجاح على مجموعات متمردة تشاطرها الهدف ذاته في إضعاف تنظيم داعش وقد أكدت التجارب الأمريكية العسكرية السابقة سواء في سورية أو غيرها من الدول أن المقاتلين الذين ينخرطون في معارك بالوكالة يميلون إلى التقلب والتحول عن مسارهم وأن الأسلحة التي تلقى في أي حرب دون مراقبة حقيقية تؤدي في نهاية المطاف إلى نتائج كارثية”.

وتؤكد الحقائق والوقائع على الأرض أن الأسلحة والعتاد العسكري الذي تزعم الولايات المتحدة تقديمه إلى ما يسمى “المعارضة المعتدلة” في سورية ينتهي بيد تنظيم “داعش” الإرهابي.

يذكر أن مسؤولين أمريكيين كانوا أعلنوا في أيار الماضى بدء الجيش الأمريكي تدريب ما يسمى “المعارضة المعتدلة” في سورية بمعسكرات في الأردن وتركيا وغيرها في الوقت الذي تؤكد فيه التقارير أن الولايات المتحدة قامت من خلال هذه الخطوة المتمثلة بتدريب مجموعات صغيرة من الإرهابيين وإعطائهم صفة “معارضة معتدلة” بنقل الخبرات العسكرية والأسلحة الحديثة بطريقة غير مباشرة إلى إرهابيي القاعدة في سورية أن هذه المجموعات الصغيرة ستكون هدفا سهلا لتنظيمي “جبهة النصرة” و”داعش” الإرهابيين من أجل ضمها إلى صفوفهما طوعا أو بالقوة.

وكان المتحدث باسم إدارة أوباما أقر في آب الماضي أن برنامج وزارة الدفاع الأمريكية لتدريب “المعارضة المعتدلة” في سورية فشل فشلا ذريعا مضيفا أنه “تم القضاء واعتقال واختفاء نصف فرقة المقاتلين حتى قبل أن يحتكوا بتنظيم داعش”.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا