عليَّ..وعلى أعدائي!!

الخميس, 19 تشرين الثاني 2015 الساعة 04:08 | منبر جهينة, منبر السياسة

عليَّ..وعلى أعدائي!!

جهينة نيوز- براهيم فارس فارس

نسأل أنفسنا جميعاً : لماذا وصلنا الى ما نحن عليه في سورية ؟ هل لأن الحكم عندنا ديكتاتوري مثلاً كما تتشدق بعض أطراف ما يسمى زوراً : المعارضة؟ أي بلد عربي أو اسلامي حتى ، الحكم فيه ليس ديكتاتورياً بالمعنى الذي يقصدون ؟ فلماذا لم يحصل فيه مثلما حصل في بلدنا اذا كانت الديكتاتورية كما يدعون هي الذريعة والسبب؟ هل الحكم مثلاً في المغرب ديموقراطي ؟ هل هو في السعودية ؟ بل في كل دول الخليج مثلاً؟

من يجرؤ في السعودية أن ينتقد بكلمة احد أفراد الأسرة المالكة وليس الملك بالضرورة ، حتى لو كان طفلاً مقمطاً في السرير ؟ في احدى جلسات السمر شارك فيها مواطن سعودي يعمل في بريطانية ، وقد جاء الى بلده السعودية في اجازة ، قال : يجب أن يكون نظام الملك عندنا يشبه ما هو في بريطانية ، دستورياً ،أي يملك ولا يحكم ..!! هذا كان في عام 2010 .. فجأة ، اختفى هذا المواطن ، وما يزال البحث عنه جارياً حتى اليوم !!فعن أي ديموقراطية وشرعية يتحدثون ؟

كلنا يعلم أن بداية الأحداث عندنا كانت من درعا . حصل اشكال ما فعالجه حكماء الأمن هناك بطريقتهم الخاصة ، وكان لعبقريتهم في المعالجة ما تسبب ببعض الاشكالات الأمنية بعد ذلك .. واعتبرت الجهات التي خططت لدمار هذا البلد أن ما حدث انتصار وشرارة ثورة !! ومع ايماننا المطلق بأن ما حدث كان بداية مؤامرة قذرة لتخريب هذا البلد ، ولكن ، هل لو فشلت الخطة تلك ، ألم تكن ثمة خطة أخرى بديلة ؟ هل لو عالجنا الأمر في حينه بكثير من الجدية والحكمة ،وعاقبنا المسؤول - ان كان ثمة مسؤول محدد- أمام الناس علناً وعوضنا المتضرر ين ، هل كنا تفادينا ما حدث لاحقاً ؟ ومع ايماننا المطلق بأن ما حُضِّر له كان بداية المؤامرة ، الا انه كان يجب الاهتمام بما حدث من حيث الثواب والعقاب ، وعلى العلن ، على الأقل لم نكن لنلوم أنفسنا ذات يوم ، لكننا وأياً كان الاجراء الذي كان علينا أن نقوم به ، فربما لن ينقذنا من براثن الوقوع في أتون مؤامرة خطط لها دهاة العالم وبتعاون وتكالب بين دول وأموال عربية واسلامية ، وللأسف ..!! في الثاني من شهر آذار 2011 كان ثمة برنامج تعرضه احدى الفضائيات .سأل المذيع احد الاعلاميين في دمشق : هل تتوقع أن يصل الربيع العربي الى سورية ؟فأجاب بثقة كبيرة : هذا مستحيل !وعندما وجه السؤال ذاته الى احد وجوه ما يسمى المعارضة وكان هذا في استانبول قال : انتظروا 15 آذار!! فعلام يدل ذلك؟

هل استُهدفت سورية ، لأن فيها فساد مثلاً ؟ من من دول العالم ليس فيها فساد، حتى اليابان مثلاً ، ولماذا سورية تحديداً ؟ السعودية ، أليس فيها فساد ؟ ألا يوجد فيها فقر مثلاً ، وفقر مدقع ؟

سورية ، ومنذ الاستقلال ، وحتى قبل الاستقلال ، ركبت رأسها – ان جاز التعبير – ورفضت قيام اسرائيل في فلسطين . أرضعت أبناءها مع حليب أمهاتهم كره اسرائيل . صار الفكر المقاوم لاسرائيل يمتزج مع لقمة عيش المواطن السوري ..لذلك خاضت اسرائيل الحروب واحتلت وقتلت ودمرت ، ولكن لم يشف غليلها ، فلم يكن امامها غيرفكرة التآكل من الداخل وبأيد وأموال عربية واسلامية وللأسف !! سورية هي الهدف الأساس وكذلك مصر ، ولكن داهية السياسة الأمريكية كيسنجر نصح قادة اسرائيل بأن حيدوا مصر ولا تفكروا بمواجهتها ، بلد فيه نحو مائة مليون لن تكون سهلة . انه لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سورية وبما أن السلام لا يعنيكم فلا بد من تحييد مصر .. دمروا سورية لأنها الشوكة الأساس في حلق اسرائيل ، هكذا نصح كيسنجر اسرائيل ، دمروا العراق وليبية واليمن وحتى السودان لأن لهم مواقف معادية في كثير من الأحيان وبعضها مؤثر .. ولذلك مزقوا العراق ، ودمروا ليبيا واليمن ، وقسموا السودان ..ويدمرون الآن الهدف الأساس : سورية ..

هل فكرنا يوما ً ان الحدود التي يبلغ طولها نحو ألفي كيلومتر ان انفلتت وطبعاً بعلم ودعم الدول المجاورة ، ماذا يمكن أن يحل بنا ؟ قوافل هائلة من القتلة والمدججين بأكثر صنوف السلاح المتطور في العالم ، مدعومين بالمال والحقد الخليجي الذي لا حدود له ،والموجه من قبل اسرائيل طبعا ، لأنه – ومصداقاً للمقولة القانونية : دائما ً ، فتش عن المستفيد – فليس ثمة مستفيد مما يحدث في سورية والدول العربية الأخرى أكثر من اسرائيل – ولأجل ذلك وظفت دول الخليج وبعض الدول الاسلامية كتركية الفكر التكفيري الظلامي من خلال أجهزة اعلامها ومشايخها الانتيكا والذي يصادق أن قتل المسلم وانتهاك عرضه وتدميره ، انما هو جهاد في سبيل الله !!

أنا كمواطن أسأل : ترى لو أشعلنا الحرب مع اسرائيل ، ما ذا يمكن أن نخسر أكثر مما نخسره اليوم ؟ ثم ، وقد ذاقت اسرائيل حلاوة ما يتحقق بالنسبة اليها في سورية والبلدان الأخرى من دمار وتخريب لم تستطع أن تحقق ولو جزءاً يسيراً منه في كل حروبها ، فهل تفكر مجدداً في الحرب المباشرة ؟ ان ابادة العرب والاسلام أسهل عند اسرائيل من مقتل مواطن اسرائيلي ، فكيف تفكر في حربنا وهي تحقق ما تحققه من مكاسب هائلة ، دون أن تخسر قطرة دم أو تدفع دولاراً واحداً ؟ 

انني كمواطن ذاق ما ذاق من مرارة الكارثة وكأكثر أفراد الشعب السوري ، نتوجه الى مقام قيادة هذا البلد الصامدة ، والتي نحبها من أعماق قلوبنا ، أن لا بد من وضع نهاية لهذه الكارثة وبأسرع ما يمكن ، وبأي شكل . حتى لو كان الثمن نشوب حرب عالمية ، فأهون ألف مرة مما يكابده الشعب في سورية . ولتتغيير خريطة العالم بعد ذلك . لتنقلب البحور صحارى والصحارى بحوراً .. المهم ان ننتهي من هذه المأساة . لا بد من الزام الحلفاء بما تعهدوا به تجاه سورية ، والا فليذهبوا هم وتحالفهم الى الجحيم . لم نعد نريد خبزاً ولا مازوتاً ولا حبة دواء ، نريد انهاء هذه الكارثة وأياً كان الثمن !! ثم أين معاهدة الدفاع المشترك مع ايران ، ولماذا وقعت أساساً اذا كان المقصود منها التضامن النظري والقاء بيانات الاستنكار!!..ما الذي ننتظره بربكم ؟ هل ننتظر أن تباغتنا هذه العصابات المجرمة في قلب دمشق – لا سمح الله - لتملأ فروع بردى بدماء وجثث الأبرياء ، فقط لأننا في نظرهم كفار ، ولأن منا من هو سني وآخر علوي وثالث شيعي .. أو مسيحي ؟؟!! لماذا تصرح السعودية وبكل وقاحة انها تدعم آلاف القتلة الذين تستقدمهم من أصقاع العالم وترسلهم الى سورية للقتال فيها ، بينما ترتبك ايران اذا تحدث الاعلام المعادي عن بضعة آلاف من مقاتلي حزب الله شاركوا اخوانهم السوريين في قتال هذه العصابات ، أو اذا تبين ان مستشاراً ايرانياً استشهد في احدى المعارك في سورية ؟؟!!

اننا ننحني اجلالا لموقف روسية الصديقة تجاه ما يحصل في سورية ، وان كانت تأخرت في ذلك ! ونحن لن ننسى لها هذا الجميل ما حيينا . ونرجو منها ألا تتعامل بحذر مع استخدام القوة بالشدة الملائمة للؤم هؤلاء القتلة ، أياً كان الأسلوب ونوع السلاح ..فما يجري من فظائع يرتكبه أولئك الهمج يستحق أن يرد عليه بالطريقة التي تناسبه ، ولن تحل المسألة السورية من خلال جينيف وفيينا وموسكو الا بالقوة ، القوة ستفرض الحل ، أو ستحلها عسكرياً على الأرض صدقوني . وإن دولاً مثل السعودية وقطر وحتى تركية لن تتحمل من روسية أكثر من نفخة .. وان أمريكا التي تدعي انها هؤلاء حلفاء ستتخلى عنهم عند احساسها بأن الدفاع عن هكذا أنذال يتعارض ومصالح أمريكا ، صدقوني .

الارهاب ليس له دين ولا وطن ، وهو بدأ بالانتشار الى أوروبة مع أنهم كانوا يدعمونه وما يزالون ، فقط كي يتناغم دعمهم مع رغبات اسرائيل ومصالح اسرائيل وما قد يحصلون عليه من الأموال الخليجية المودعة في بنوكهم ، وانا على يقين بأنه لو تم التأكد من افلاس بني سعود فإن أول من سيتخلى عنهم أكثر من يعتقد أنهم أصدقاء مخلصون لهم وهي أمريكا !! أليس معيباً أن تتنادى من تسمي نفسها جمعيات خيرية في الكويت والامارات ومثلا ، لتجمع التبرعات لمن يسمونه أخوة لهم في الجهاد في سورية ، ومن لا يتبرع فهو آثم !! أعوذ بالله ! لمن تتبرعون أيها الكفرة العابثون ؟ ألا تعلمون أن من تسمونهم مجاهدين ، يقتلون أخوة لكم في الدين ، والعروبة ؟ ألا تعلمون حقيقة ما يجري في سورية أيها الغافلون ؟ ثم لنفترض أنكم لا تحبون الرئيس بشار الأسد ، مع أن كعب حذاء سيادته أشرف مرتبة من أعلى هامة فيكم ، ولكن ، هل لأنكم لا تحبون هذا الرجل ، تقومون بتدمير بلد عربي واسلامي ؟ 

اصحوا يا عرب ، يا مسلمين ، واستفيقوا ..اسرائيل تحقق حلم بني صهيون وتدمر بلادكم ودينكم وأنتم تعتقدون بأنكم تجاهدون في سبيل الله ، وللأسف !! ألا تعلمون ان هدم الكعبة أهون عند الله من هدردم مسلم ؟ ألم تسمعوا بحديث سيدنا محمد(ص) : المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ؟ ألم يمر عليكم هذا الحديث ؟ فكيف تدعمون من يقتل مسلماً يشهد أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله و، ويصلي ويصوم ، ويحج ويزكي ان استطاع ، فقط لأنه ليس على مذهب آل وهاب أو سواه من مشايخ يجهلون حقيقة الاسلام الأكثر من رائعة ..وغالباً مقابل نفع مادي أو مصلحة خاصة ، وللأسف !!

لابد من وضع حد لما يجري ، حتى لو أدى ما يمكن أن يحدث الى حرب عالمية ، فما يحدث في سورية لا يمكن أن يحس به من يعيش في القصور وهو مؤمن وعن قناعة وللأسف ، بأن ما يجري انما هو جهاد مقدس في بلاد الشام ، ولذلك فإن ضميره مرتاح ، هذا ان كان لديه ضمير أساساً ...ولا يرى حقيقة القتل والدمار والاغتصاب الذي يجري بوحشية لا مثيل لها وبحق مسلمين ، ويفترض انهم أخوة لهم في الدين والعروبة ..ولتذق الشعوب المجاورة وحتى شعوب العالم ولو جزءاً من مرارة ما يجري ، والذي مانزال نتحمله نحن ، وندفع ثمنه ، وهم يتفرجون ..وعليَّ وعلى أعدائي .


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 تغريد....
    19/11/2015
    05:09
    من علامات يوم القيامة
    حياك الله ايها الكاتب . انت تضع اصبعك على الجرح ولكن الجرح مؤلم .انا استغرب ثلاثة امور : هل هذه هي الأمة التي أخبرنا عنها كتاب الله بأنها خير أمة أخرجت للناس ؟معاذ الله أن تكون ، وحاشا لله أن تكون ..هل الجهاد الذي أبلغنا عنه القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة هو ما يمارس في سورية وتدعمه دول الخليج وتركية التي يفترض انها مسلمة ،؟وضد من يجاهد هؤلاء ؟ أليس ضد اخوة لهم في الدين ؟ ثم ان العالم الاسلامي كله بكى بمرارة لمشهد انساني عابر ولكنه مؤلم حدث في فرنسة ، ولكنهم لم يرف لهم جفن ومئات آلاف المسلمين يقتلون وتغتصب أعراضهم وتدمر أملاكهم ومنذ نحوخمس سنين في سورية؟! أليست هذه من علامات يوم القيامة حقاً؟؟
  2. 2 لو
    20/11/2015
    05:40
    ياريت
    نعم علي وعلى أعدائي إن ضربت تلك الدول وعصاباتها الإجرامية المقتحمة بلادنا بهذه الوحشية لما عانينا كل هذا العذاب والهجوم الهستيري الحيواني الوحشي البربري من قبل البهائم وتشريعات الكفار المجرمين المتأسلمين الكذابين
  3. 3 والباديء أظلم
    20/11/2015
    06:03
    البريء يعاقب والمجرم طليق
    شعبنا يعاني من حقارة العدو وإجرامه وطمعه وحقده وووو بينما المجرم الحقيقي يتفرج ويفرح بالفوضى التي خلقها ببلادنا وبشعبنا وبنتائجها المريعة ويبقى متفرج منفرج بدون عقاب !!! يندب وينتقم بعنف ووحشية ويهدم بيوت من يلمس أحد مواطنيه حتى لو كان هو المعتدي والباديء بالعدوان والاحتلال والهمجية بسوريا وكأن قتل وتشريد وهدم وذبح شعبها شيء طبيعي !!!!
  4. 4 تغريد....2
    21/11/2015
    05:21
    لا بد من المشاركة براً ,,فهذا أفضل
    انا كمواطنة سورية احب وطني وقيلدة وطني وجيش وطني ينتابني احساس قوي بأن الجيش العربي السوري مع المساعدة الروسية بالجو سينتصر وسنذكر هذا بكثير من العرفان لروسية الصديقة ما حيينا ولكنني آمل أن تتطور المساعدة الروسية الى المشاركة الفعالة في الحرب البرية ..ان مشاركة روسية في البر سيمنع تركية والسعودية وسواهما من امكانية المشاركة مباشرة في هذه الحرب وهذا سيقصر امد القضاء على الارهاب وسينقذ الوضع بشكل عام وسيحمي حتى امن روسية ايضا .
  5. 5 الكاتب
    21/11/2015
    19:52
    شكرا للجميع
    انا اشكر كل من قرأ مقالتي وخاصة الذين علقوا عليها وهذا دليل اهتمام واعجاب ربما ..وأخص بالشكر الأخت تغريد وخاصة ما يتعلق باقتراحها مشاركة الروس بالحرب البرية ..اعتقد انه آن الأوان لذلك لأن ثمة ضرورة هامة ان تتوقف هذه الحرب وهذا القتل العشوائي والخراب والدمار المجنون . واعتقد ان روسية قد تستطيع ارغام تركية على سحب مقاتليها من الشمال والسعودية من الجنوب وما يتبقى من جيوب يمكن القضاء عليها في اقصر زمن هذا اذا لم تهرب وتنسب من تلقاء ذاتها وهذا يوفر الكثير من الخراب والدماء والا فلابد من السحق والجيش السوري البطل ومعه الأصدقاء الروس بما لديهم من قوى مدمرة هائلة ليسوا بعاجزين عن هزيمة هذه الشراذم ووضع حد لهذه الكارثة الانسانية المؤلمة والتي لم يحدث بمثل قسوتها وبشاعتها في التاريخ .

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا