من « مطار كويرس » ... هنا « فيينا »

الخميس, 19 تشرين الثاني 2015 الساعة 21:39 | منبر جهينة, منبر السياسة

من « مطار كويرس » ... هنا « فيينا »

جهينة نيوز-سامر عبد الكريم منصور

»»» كان المندوب الأممي «ستيفان دي مستورا»، يضع تفاصيل مشاوراته السابقة، على طاولة مجلس الأمن الدولي، حين أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية "فك الطوق عن مطار كويرس”، و"تزفُّ" له خبر الإنجاز النوعي الذي يشكل " ضربة قاسمة للمشروع

الارهابي وداعميه ". وحين خرج دي مستورا مع نهاية الجلسة المغلقة لمجلس الأمن، وأعلنّ بأنه يجب "عدم تضييع إندفاعة فيينا"، التي جعلت حلم اجتماع روسيا وأمريكا وإيران والسعودية حول طاولة المفاوضات، ممكنا، ربما كان يفكر بقلق أممي معتاد، بـ"إندفاعة فيينا" في ضوء "إندفاعة كويرس". قبل أن يقرّ بفشل الأمم المتحدة، في إيجاد "صيغة حل" توقف الأزمة في سوريا خلال السنوات الأربعة الماضية، وأنه "حان الوقت للدول لتواجه تلك التحديات". 

»»» بعد نهاية اجتماع فيينا في الثلاثين من تشرين الأول الماضي، حمل دي مستورا «بيان فيينا» إلى دمشق، حيث أكدّ له وزير الخارجية السوري «وليد المعلم»، أهمية العديد من نقاط البيان، مستغربا عدم تضمنه إلزاما واضحا للدول الداعمة للإرهاب بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب. بينما كان دي مستورا يصرّح عن حاجته لـ " بعض الوقائع على الأرض، وبعض وقف إطلاق النار وخفض العنف"، دون أن نسمع منه الإلتزام بـ" بعض قرارات مجلس الأمن" من قبل الدول التي تعمل بشكل مستمر على زيادة دعم العنف الإرهابي بكل الوسائل الممكنة. أما عن مسألة الرئيس السوري، فأعلن دي مستورا من موسكو، بأنها تعود إلى الشعب السوري، وهو صاحب القرار فيها، آملا مشاركة جميع الأطراف السورية في صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات.

»»» بين أكثر من ألف فصيل منخرط في عملية نشر "الحرية والديمقراطية" في سوريا، يجب على «فيينا 2» التنقيب عن الفصائل "المعتدلة”، التي سيتمّ تجاهلها من حرب "المجتمع الدولي" على الإرهاب، وسوقها إلى العملية السياسية. «لافروف» اشتكى من تهرب بعض الأطراف من العمل الملموس، وانشغالهم بنداءات غير مجدية عن ضرورة رحيل الرئيس السوري، مؤكدا على أن نتائج «فيينا 2» الذي سيعقد يوم السبت القادم 14 تشرين الثاني، مرهون بالتوافق حول قوائم التنظيمات الإرهابية والمعارضة السورية "المعتدلة"، وهو ما أكدّ عليه أيضا وزير الخارجية الإيراني بقوله: «يجب أن يحدد اجتماع فيينا القادم قائمة المجموعات الإرهابية». كذلك حدد الوزيران لافروف وظريف بأن مهمة اللاعبين الخارجيين هي دعم المفاوضات «السورية- السورية» للتوصل إلى حلّ، وليس «محاولة حسم نتائجها مسبقا». الخارجية الأمريكية رفضت أن يكون اجتماع «فيينا 2» لتحديد الجماعات الإرهابية و"المعتدلة"، وأنه «يجب التقدم نحو مرحلة انتقالية سياسية»، بينما كان وزير الدفاع الأمريكي يتهم روسيا «بصبّ الزيت في نار الحرب في سوريا»، دون أن يستثنيها من لعب "دور بناء" في حل الأزمة. لذلك ليس غريبا أن ترفض السعودية وقطر وتركيا ضمّ «جبهة النصرة»، رغم انتمائها الصريح إلى «القاعدة» وتصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل مجلس الأمن، وكذلك ضمّ «أحرار الشام» و «جيش زهران علوش»، إلى قوائم الإرهاب، لأنها تلعب "دوراً بناءاً " للأطراف الداعمة للإرهاب الدولي، على طاولة «فيينا 2». تلك الأطراف التي تقدمت عبر المملكة السعودية، بمشروع قرار لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يدين التدخل الإيراني والروسي في سوريا، ويندد بشدة كل الاعتداءات ضد المعارضة السورية "المعتدلة". كانت في الواقع، تدين بشدة "الاعتداءات" ضدّ منظماتها الإرهابية على الأرض السورية. المندوب السوري في الأمم المتحدة قال بأنه لا يحقّ للسعودية أو قطر التحدث عن حقوق الإنسان، وأنّ مشروع هذا القرار هو محاولة استثمار سياسية من الأطراف الداعمة للإرهاب، للوضع الإنساني في سوريا.

»»» من طهران، أعلن نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، بأنه «لا وجود لمرحلة انتقالية... هذه الفكرة موجودة في أذهان من لا يعيشون على أرض الواقع». وقال بأن الرئيس منتخب من الشعب، و «إن المهم هو ما أكد عليه الشعب السوري، وهو أنه لا بديل في القيادة من الرئيس الأسد».

»»» من «مطار كويرس»، الذي كان كجزيرة معزولة وسط محيط داعشي, وبعد أن فكّ الطوق الإرهابي عنه، هناك معادلات كثيرة تغيرت. عزيمة وإصرار أبطاله بعد أكثر من ثلاث سنوات على الحصار، وهم يندفعون نحو جبهات ما بعد كويرس، تعلن أن "إندفاعة" الجيش السوري وحلفائه، وحدها، من ستحدد مصير «فيينا».


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا