المعابر الحدودية هدف جديد لروسيا و«الشامية» تستقوي بالأتراك

السبت, 28 تشرين الثاني 2015 الساعة 15:19 | سياسة, محلي

المعابر الحدودية هدف جديد لروسيا و«الشامية» تستقوي بالأتراك

جهينة نيوز:

بدا لافتاً في الأيام الماضية وقوع غارات جوية قرب معبر باب الهوى وصولاً إلى سرمدا في إدلب، وكذلك عند باب السلامة قرب إعزاز في ريف حلب، حيث طالت بحسب مصادر ميدانية شحنات إمداد تتجه للمجموعات المسلحة، بالإضافة إلى استهداف قوافل نفطية تتبع لتنظيم «داعش» تتجه نحو جرابلس، وهي بدورها محطة حدودية مع تركيا التي تغلق جميع البوابات منذ آذار الماضي وتسمح بالمرور فقط باتجاه الأراضي السورية.

وفي موازاة التصعيد الجوي قرب الحدود بدا لافتاً حديث مصادر معارضة عن احتمال هجوم وحدات الحماية الكردية على نقطة باب السلامة في محاولة لإحداث ضغط إضافي على الفصائل.

ولكن ما الذي تخسره المجموعات المسلحة باستهداف المعابر أو خسارتها؟

بعيداً عن الرسائل السياسية بين أنقرة وموسكو يبدو الوضع الميداني اقرب لتحول مفاده استهداف ومنع أي تجمع أو خط إمداد للفصائل المسلحة، سواء في حلب حيث يتقاتل «داعش» والأكراد و«جبهة النصرة»، وتتحدث تركيا عن منطقة آمنة تمتد من جرابلس حيث تنظيم «الدولة الإسلامية» أو في إدلب التي ترتبط العمليات فيها بالتوسع إلى ريف حماه أو اللاذقية.

وبالنسبة للمجموعات المسلحة فإن الشريط الحدودي شكل بالفعل ما يشبه منطقة آمنة في الفترات الماضية، فالمعابر التي سقطت تباعاً في قبضة «الجيش الحر»، ثم تصارع عليها مع «النصرة» و«أحرار الشام»، التي نجحت في فرض سيطرتها عليها سمحت بفرض نفوذ واسع والتحكم بحجم الدعم المالي وشحنات المواد التجارية والعسكرية والطبية.

وابعد من ذلك فقد فتحت غالبية الفصائل مكاتب لها قرب البوابات الحدودية، لتسهيل استقطاب المقاتلين القادمين من الخارج أو لاستلام شحنات الأسلحة، هذا إن لم تكن قد خصصت أراضي بجانب المعابر لتخزين الأسلحة، وهو ما بدا واضحاً حين شنت «الجبهة الإسلامية»، وخاصة «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» معركة ضد «هيئة الأركان» ورئيسها آنذاك سليم إدريس، وسيطرت على عشرات المخازن المكدسة بالأسلحة، ما لفت الانتباه جلياً إلى أهمية هذه البوابات الحدودية، وهو ما يفسر أيضا سلسلة التفجيرات التي طالت هذه النقاط ومعها مخازن الأسلحة.

وإذا كانت البوابتان الأساسيتان في الشمال تحت قبضة «أحرار الشام»، وتستخدمهما للتجارة ونقل السلاح، فإن باقي النقاط تبدو مخصصة للنفط أو التهريب. وهنا لا بد من الإشارة إلى نقطة جرابلس، وبدرجة اقل تل ابيض التي أصبحت تحت سيطرة الوحدات الكردية، فالمنطقتان الخاضعتان لسيطرة «داعش» شكلتا، بحسب مصادر ميدانية، محطة أساسية لنقل النفط من ريف دير الزور والرقة إلى جرابلس بالدرجة الأولى، خاصة أن طريق الإمداد يمر بعد الرقة على مجرى نهر الفرات إلى ريف حلب الشرقي الخاضع بغالبيته لقبضة عناصر «داعش»، وهو ما يعني ممرات آمنة لم تطلها غارات التحالف الدولي مسبقاً.

يضاف إلى ذلك وبحسب «السفير» إلى أن «الدولة الإسلامية» قد ركزت على البلدة الحلبية أكثر من غيرها بعد خسارتها لتل ابيض، وفشل محاولات السيطرة على عين العرب (كوباني)، وكذلك التمدد في محافظة الحسكة شمالاً. وعلى الرغم من إغلاق أنقرة للبوابة في جرابلس، إلا أن المعلومات تؤكد حدوث عمليات بيع وشراء الذهب الأسود عند هذه النقطة، تمهيداً لنقله إلى ميناء جيهان التركي. ولعل الغارات الأخيرة على هذه الطرق والممرات هي ما تفسر إعلان التنظيم حالة تقشف في المواد النفطية وقراره التوقف عن بيع النفط.

من جهة أخرى خرقت الاشتباكات التي اندلعت أمس بين «جيش الثوار» التابع لـ«قوات سورية الديمقراطية» و«الجبهة الشاميّة»، المعروفة بولائها للأتراك، هدوء الشريط الحدودي الرابط بين مدينتي عين العرب (كوباني) وعفرين في ريف حلب الشمالي. تلك المنطقة تُعد نقطة صراع بين الأتراك والأكراد الطامحين لإنجاز ربط مقاطعاتهم الثلاث (عفرين، كوباني، الجزيرة). والمسؤولون الأتراك حذروا مراراً من أي خرق كردي غرب نهر الفرات، في إشارة لحدود «المنطقة الآمنة» التركية بين جرابلس وأعزاز.

في المقابل، صرح الناطق باسم «قوات سورية الديمقراطيّة»، طلال سلو، لـ«الأخبار» أنهم «لن يسمحوا لأي جهة بالتقدم في المنطقة التي تربط عين العرب (كوباني) بمدينة عفرين، الذي يعد هدفا قابلا للتحقيق في أي لحظة، بالنسبة لهم». والاشتباكات جاءت بعد 48 ساعة من تهديد «غرفة عمليات مارع» لـ«جيش الثوار، بالانسحاب من كافة النقاط التي يسيطرون عليها في ريف أعزاز الغربي»، في خطوة فسّرت أنها لمنع «جيش الثوار» حليف «الوحدات» الكردية من استغلال مواقعه لأي تقدّم باتجاه مدينة أعزاز. ورغم أنّ الاشتباكات أدّت لقطع «جيش الثوار» لطريق حلب ــ أعزاز تحت غطاء الطائرات الروسيّة للمرة الأولى، وتمددت لتشمل قريتي كشتار والزيارة والطريق الدولي، وصولاً إلى منطقة قريبة من مدخل بلدة أعزاز، إلا أن «جيش الثوار» بدأ بالتراجع بعد استقدام «الجبهة» تعزيزات إلى المنطقة، ونجاحها في وقف تمدّد عدوها.

وفي السياق، أصدر «لواء أحرار سورية»، بياناً، أعلن فيه «حي الشيخ مقصود في حلب منطقة عسكرية»، ودعا البيان «أهالي الحي لمغادرته خلال 24 ساعة، لأننا سنستهدف جميع مواقع مقاتلي حزب pkk (الوحدات الكردية) بالحي بكافة الأسلحة الثقيلة، بعد غدرهم وما يسمى جيش الثوار، والتنسيق مع «الاحتلال الروسي» لتنفيذ عدّة غارات على مناطق الثوار».

«الوحدات» نفت في تصريحات إعلاميّة للقيادي فرات خليل «مشاركتها في معارك ريف أعزاز»، مؤكداً أن «المعارك تجري خارج مقاطعة عفرين، ونحن غير معنيين فيها، ولا وجود لأي قوات تابعة لهم هناك». إلى ذلك، أكدت مصادر كردية «أن زج أسماء الوحدات في المعركة، يهدف لخلق ذرائع للأتراك وحلفائهم لتحقيق حلمهم في منطقة آمنة»، مؤكدة «أنهم سيردون بشكل عنيف على أي اعتداء على مواقعهم في عفرين والشيخ مقصود». ولا يبدو تحريك جبهة الحدود التركية منفصلا عن تصريحات تركية لخلق منطقة آمنة على شريطها الحدودي، وهو ما قد يشهد رداً روسياً، من خلال تقديم الدعم لـ«قوات سورية الديمقراطية» والأكراد لمنع أي تحرك تركي في المنطقة.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا