جهينة نيوز:
يتساءل كثيرون من المستفيد من حالة التوتر بين إيران والسعودية؟، على الرغم من أن المتابع البسيط يدرك أنها «إسرائيل»، ولكن هذا السؤال يُطرح فيما لو كانت الحالة طارئة واستثنائية، إذ لا يمكن أن نقرأ تصعيد الرياض الحالي تجاه طهران إلا من زاوية كون السعودية طرفاً في مشروع «أسرلة» المنطقة، وأن الحامي الوحيد لآل سعود هو التفوق الإسرائيلي، فكان لابد من دعم هذا المجهود بكل الوسائل والسبل اللوجستية والعسكرية، ذلك أن السعودية اعتادت أن تكون في كل مرحلة من تاريخها مستظلّة بظل قوي إقليمياً ودولياً كما كانت في الماضي القريب محمية من قبل إيران الشاه، وبعد الثورة الإسلامية كان لعراق صدام حسين هذا الدور، لتنتقل اليوم كلياً إلى الحضن الإسرائيلي عبر انخراطها بقوة في المشروع «الصهيوني» والذي أساسه معاداة الحلف الإيراني السوري- الروسي!.
على أن ما سبق لا ينفي التعاون الكبير والمغرق في القدم بين آل سعود و«إسرائيل»، ولكن ما يختلف بين الأمس واليوم أنه كان في الماضي عبر الوسيط الأمريكي، بينما تحوّل في العقد الأخير ليصبح تعاوناً مباشراً وإن لم يكن معلناً، أولى ثماره موقف الرياض في الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006 واعتبارها «أن مواجهة العدوان الإسرائيلي مغامرة»، ما وفّر على المحللين السياسيين عناء تحديد أين موقع السعودية في الصراع العربي- الإسرائيلي، ليتعمق التعاون بتدخل «إسرائيل» العسكري والمباشر في الحرب على سورية دعماً لآل سعود وأردوغان، إضافة إلى تقديم كل أشكال الدعم في عدوان ما يسمى «التحالف العربي» على اليمن.
إن ما تفعله السعودية تجاه إيران، وما تفعله تركيا تجاه روسيا، والاثنتان معاً تجاه سورية ما هو إلا ترجمة حقيقية لدورهما في إطار المشروع الصهيوني.. فـ«إسرائيل» لا تخفي غيظها وحنقها من الرئيس بوتين بسبب الصفعة التي تلقتها سابقاً في جورجيا ولاحقاً في سورية، ولا تخفي مساعيها في تسعير العداوة ضد إيران على خلفية الاتفاق النووي مع الغرب والذي أدخلها النادي النووي العالمي بقوة.
من هنا لا يمكن أن ندرج السلوك السعودي في إطار «التهور والانفعال» فقط، وإنما هو تلبية عملية لمتطلبات تحالف «الأمر الواقع»، تحالف عنقودي برأس إسرائيلي وجسد تركي- سعودي، وحّد الأطراف الثلاثة على الرغم من عدم وجود أي ترابط فيما بينها لدوافع عقائدية، فتركيا كما بدا واضحاً تسعى لتحويل الوهم إلى حقيقة والحلم إلى واقع، من خلال السعي لإنشاء «خلافة» تمتد من القوقاز إلى كل امتداد السلطنة العثمانية، والدليل أن أردوغان قد رفع صورة «كمال أتاتورك» عن جدران قصره ونصب مكانها صورة «محمد الفاتح»، هذه السلطنة التي لا يمكن لها أن تكتمل إلا بالسيطرة على مكة.. أما آل سعود فهم في حالة دفاع عن وجودهم في زمن المتغيرات الكبرى، وهم العاجزون كلياً عن إدارة شؤون مملكتهم منفردين منذ نشأتهم الأولى، ما يعني أن كلاً من السعودية وتركيا تحتاجان «إسرائيل» كضامن قوي للتحالف، وهذا ما عبّر عنه أردوغان صراحة عن حاجة تركيا لإسرائيل!!.
هذا الحلف الذي ولد من دون اسم، ربما يصلح أن نسميه «الحلف الشيطاني»، يبدو ملموساً بالوقائع وعلى درجة عالية من التنسيق في محاربة «العدو الافتراضي الملح» المتمثل بروسيا وإيران وسورية ومن يدور في فلكهم عبر إشعال أو دعم نزاعات محدودة جغرافياً وزمنياً، كحرب تموز2006 والتظاهرات «الشعبية» في إيران عام 2009 وفي جورجيا عام 2008 وأخيراً أوكرانيا عام 2014.
إن فشل هذا الحلف في تحقيق أهدافه الاستراتيجية بمثل هذه الصراعات المقيّدة، دفعه إلى تطوير قدراته من خلال تعميق أسس التعاون وقيادة حروب ساخنة طويلة الأمد، فها هي الحرب على سورية أوشكت على إكمال عامها الخامس والحرب على اليمن على مشارف عامها الثاني، لكن متانة الحلف المقابل ستفشله أيضاً، لنراه في المستقبل القريب يقود «معركة وجود» وفقاً لمعرفة أطرافه بحقيقة راسخة أن خسارة الحرب على سورية «بيضة القبان في تحديد من هو المنتصر في كل ملفات المنطقة»، ستؤدي إلى تداعيات خطيرة في قلب كل من «تركيا والسعودية»، ليبقى خيارهم الوحيد، إن لم يستطيعوا النصر ولن يستطيعوا، توسيع وإطالة أمد الحرب وهذا ما يحصل اليوم، ما يعني أن التصعيد سيستمر في كل مكان، وما عملية حزب الله في مزارع شبعا ونشر موسكو صواريخ «إس400» في سورية رغم أنه من المحظورات الإسرائيلية، والقضاء على رجل السعودية الأول الإرهابي «زهران علوش» ما هو إلا رسالة موحدة من الحلف الإيراني- الروسي- السوري مفادها «أننا مستعدون لأي تصعيد وجاهزون للرد عليه بقوة لا يتوقعها الخصم».
يقول أحد الإعلاميين المقربين من العائلة الحاكمة: (لتكن الصفعة السعودية الثانية لإيران بإتمام النصر في اليمن وسورية، وإن أكملتها بالموصل فهو خير وبركة، بعدها لن تقوم لطهران وآياتها دولة..).
ونحن هنا نردّ: نعم.. صدق فيما قال، فهو ببساطة المنفعل فرحاً بالخطوة السعودية وبوهم متانة التحالف القديم الجديد قد أقرّ بدور بلاده في المنطقة ومن تخدم في ذلك، فأي نصر تريده السعودية في سورية والعراق واليمن؟!، أليس وضع مصير هذه البلدان بأيدي فصيلهم الوهابي «داعش» الذي يخطّ عقيدته وفقاً للهدف في جعل البداية «إسرائيل» والنهاية «إسرائيل» وما بينهما مملكة آل سعود و«السلطان» العثماني الحائر؟!.
22:39
11:15
11:40
12:02
21:39
23:27
00:25
01:50
03:18
19:41
03:14
22:15
01:00
13:23
11:15
20:00
16:26
04:08
04:25
18:56
04:02
06:25
18:21
04:49
20:52
21:39
21:42
11:50
21:41
23:33
01:45
20:01
16:55
17:52
14:28
18:14
14:08
15:05
00:15
03:44
04:06
05:26
21:49
22:40
23:49
16:11
17:00
18:18
19:41
19:41
18:46
03:07
03:26
03:35
20:17
19:36
12:25
21:33
21:34
21:36
21:36
06:18
14:04
14:26
18:00
12:29
04:12
04:39
20:34