" سورية ..مهد الأرجوان" تكرم الفنان العالمي مصطفى علي باللاذقية

الجمعة, 26 شباط 2016 الساعة 21:45 | ثقافة وفن, فن وتشكيل

جهينة نيوز - عاطف عفيف

تعودنا خلال الفترات السابقة أن يتم تكريم المبدعين بعد رحيلهم عن الحياة، لكن مؤسسة عشتروت خالفت هذا العرف وقررت أن تكرم المبدعين السوريين وهم على قيد الحياة لتشعرهم بأهمية إبداعاتهم وقيمة الأعمال التي قدموها، وكانت أول خطوة تقوم بها المؤسسة بهذا المجال تكريم الفنان والنحات العالمي مصطفى علي، وذلك بمشاركة وزارة السياحة في منتجع أفاميا باللاذقية.

ولابد بداية من الإشارة بأن مؤسسة عشتروت تعنى بتنظيم المعارض والمؤتمرات الطبية والاقتصادية ، لكنها حديثاً أطلقت مبادرة جديدة تحت عنوان " سورية...مهد الإرجوان " والتي تتمحور حول البحث عن المبدعين السوريين في مختلف المجالات وتكريمهم.

ويقول زياد مصطفى مدير مؤسسة عشتروت بأن المؤسسة تأسست عام 2007 وتفتخر بأنها المؤسسة الوحيدة في سورية التي لم تتوقف عن تنظيم المعارض والمؤتمرات رغم صعوبة الأزمة التي تمر بها سورية ، وسنستمر من إيماننا بأرضنا وهويتنا السورية.

ونحن في عشتروت نؤمن بأن من لا يكبر سيصغر مع مرور الزمن،لذلك كانت فكرتنا في توسيع مجال عملنا و البحث كل فترة عن مبدع سوري في مجال ما وتكريمه، نحن نكبر ونتفاخر بالأشخاص الذين رفعوا اسم بلدهم، من هنا كانت فكرة التكريم كنوع من التقدير للأعمال الإبداعية لأي مبدع سوري.

وأضاف : بأن هذه العملية لا تقتصر على الفنانين بل ستتناول المبدعين في أي مجال بالحياة، وهي بمثابة الإضاءة على هؤلاء الناس المتميزين الذين هم منارتنا للإضاءة على سوريتنا إضافة إلى شهداؤنا.

وأشار بأنه أطلق على هذا النشاط " سورية ...مهد الأرجوان " انطلاقا من لون الدماء...دماء الشهداء التي روت أرض الوطن ..ونحن بفضل هذه الدماء ما زلنا مستمرون وقادرون على الحياة والعمل والقيام بمختلف نشاطاتنا.

أما الفنان مصطفى علي قال بأن التكريم كان خطوة مفاجئة وهو أول تكريم له في مدينته اللاذقية ، وأعتبر أن تكريم الفنان أو المبدع وهو على قيد الحياة مهم جداً،حيث يشعر الشخص بأهمية إبداعه وأنه يلقى التقدير والمتابعة والاهتمام وهذا بحد ذاته يعطي الفنان دافعاً للعمل والمتابعة، مشيراً بأن الفنون التشكيلية تعد من أصعب الفنون لذلك هي عادة تقدر لاحقاً.

وأضاف: بهذه المناسبة أعتز بوجودي في بلدي سورية الذي أعيش به ، و الحقيقة أني أمثله في أي مكان أذهب إليه ، وانتمائي له متجذر ولا يمكن أن أعيش خارجه.

رافق عملية التكريم إقامة معرض خاص لبعض أعمال الفنان وهي منحوتات من البرونز، ويقول الفنان علي بأن المعرض هو عبارة عن مجموعة من المنحوتات أغلبها حديث ومواضيعها وعناوينها متأثرة بالأحداث التي تتعلق بالأزمة والأعمال الإجرامية الفظيعة التي ترتكب بحق الشعب السوري العظيم والمبدع والمعطاء الذي أعطى للبشرية الكثير وأولها الأبجدية .

وأضاف بأن أغلب المنحوتات تعرض فكرة عودة تشكل الإنسان من الأشلاء والدمار والحطام ، يبنى جسده من جديد ويقاوم إلى أقصى ما يمكن.

يستخدم الفنان علي مختلف المواد بأعماله النحتية لكن أعماله من مادة البرونز ترتبط بأوغاريت هذه المملكة العظيمة والتي تم فيها اكتشاف الزجاج ومختلف المعادن، وأن تجربته بالأعمال البرونزية ترتبط بإرث عمره 3000 سنة من تاريخ أوغاريت ،والبرونز مادة نبيلة ومرنة وطيعة وقابلة للتلوين تمتلك حس الزمن وحس المعاصرة، واختياريه للبرونز هو نتيجة علاقة أعماله بالأرض والفراغ والهواء .

وقال بأن الأعمال الجديدة أغلبها مبنية من أشكال فيها حس تكعيبي وهندسي وتتأثر بالشظايا التي دخلت على أجسادنا نتيجة الأزمة ورغم ذلك ما زلنا واقفين وصامدين ، وجزء من هذه الأعمال تمثل علاقتي بالفراغ،وجزء له علاقة بالطموح، وجزء آخر جمالي له رؤية بصرية خاصة .

والإنسان هو المادة الرئيسية في أعمال الفنان علي وتستطيع قراءة أي عمل من دون الدخول بالتفاصيل ، وعندما تقف أمام أي عمل تشعر أن هذا العمل يخبرك عن محتواه، ويشعرك أنه يحاورك، فهو ليس جماداً أبداً ،فعندما تمتد يد الفنان المبدع لأي مادة يحولها إلى حياة.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا