موسيقيون سوريون مبدعون.. من المحلية إلى العربية فالعالمية

الأحد, 28 شباط 2016 الساعة 04:21 | ثقافة وفن, موسيقى

موسيقيون سوريون مبدعون.. من المحلية إلى العربية فالعالمية

جهينة- نسرين إسماعيل هاشم:

هم من عباقرة الموسيقى العربية، انطلقوا من سورية ووصلوا إلى العالمية بشهادة مؤرخي الفن، أطربوا أجيالاً وأجيالاً بألحانهم وموسيقاهم وألّفوا مقطوعات لن تموت أو تُنسى على مر السنين. هم موسيقيون سوريون في إبداعهم وانتمائهم حفروا أسماءهم في ذاكرة الموسيقى حتى باتوا أيقونات معلقة على جدار الوطن.

"جهينة" اختارت في هذا العدد بعض أسماء الموسيقيين السوريين الكبار، لنتعرف عليهم ونتبيّن مكانتهم في المشهد الفني العربي والعالمي.

سامي الشوا

ولد سامي الشوا عام 1889 في باب الشعرية، كان عاشقاً حقيقياً للموسيقى، وعالماً بأسرار الصنعة، نظراً لنشأته في عائلة موسيقية من حلب، تعلّم العزف على الكمان ودرس فنونه منذ نعومة أظافره.

يذكر المؤرّخون أن عم جده وجده وأبيه كانوا جميعاً من كبار الموسيقيين في سورية، شاركوا في حفلات عديدة في الشام واستانبول. كما يذكر المؤرخون أن العم الأكبر والذي كان يعزف على الكمان الكبير ذي السبعة أوتار، عزف في حضرة إبراهيم باشا وأسرته في مصر واستقر فيها.

يؤكد مؤرخو الفن أنه من أفضل عازفي الكمان في الشرق العربي قاطبة، ومن أكثرهم علماً بالمقامات الشرقية.

يلقبه أعلام عصره بأمير الكمان، ويروون أنه كان يسحر سامعيه بارتجالاته المنفردة، لدرجة أنه ظل يعزف تقاسيمه في إحدى الحفلات.. يخرج من مقام ليدخل إلى مقام آخر وهو هائم.. وكأنه قد أصبح هو والكمان شيئاً واحداً.

روى قسطندي رزق في كتابه "الموسيقى الشرقية والغناء العربي" أن سامى الشوا زار برلين عام 1931، وحلّ ضيفاً على معهد الموسيقى هناك، حيث أخذت لمعزوفاته عدة أسطوانات حفظت له بالمعهد. كما زار "كونسرفتوار" باريس وأعجب به مسيو رابو رئيس المعهد. وأقام حفلات في روما ولندن وأمريكا.

ارتفع مقام سامي الشوا في سماء الموسيقى العربية، وبلغ مكانة لم يبلغها موسيقي من قبله في زمن كان يحتفل بالمطربين، معتبرين الموسيقيين العازفين "آلاتية"، حتى لقد كتب الشاعر أحمد شوقي قصيدة شهيرة نشرت تحت عنوان "من أمير البيان إلى أمير الكمان" يقول فيها:

"يا صاحب الفن هل أتيته هبة

وهل خلقت له طبعاً ووجدانا

وهل وجدت في النفس عاطفة

وهل حملت له في القلب إيمانا

وهل لقيت جمالاً في دقائقه

غير الجمال الذي تلقاه أحيانا

اشترك سامي الشوا في فرقة تخت محمد العقاد الكبير، حيث صاحب بالعزف غناء كبار المطربين والمطربات منذ عهد عبد الحي حلمي حتى عهد أم كلثوم وعبد الوهاب. وهو أول من صاحب بآلته إمام المنشدين الشيخ علي محمود في غناء ديني صوفي. والمعروف أن التقاليد كانت تمنع مصاحبة الآلات الموسيقية للإنشاد الديني، وقد اشتهر سامي الشوا بعزفه لحن الآذان، وقدرته على تصوير صوت الطيور والرياح على آلته الساحرة.

توفي سامي الشوا عام 1965.

***

عابد عازرية

عابد عازرية موسيقي سوري عالمي من مواليد مدينة حلب عام 1945م.

عشق الفن وأبدع فيه، سافر إلى باريس منذ العام 1976، واستقر فيها حوالى الأربعين عاماً اشتهر خلالها بأدائه الخاص وباشتغاله على النصوص الصوفية القديمة محاولاً إعادة قراءتها وتلحينها معتمداً على مزيج من الآلات الغربية والشرقية وبمشاركة فنانين من مختلف الثقافات، واشتهر عالمياً بمؤلفاته الموسيقية.

صدرت له عدة أسطوانات غنائية باللغة العربية والفرنسية، كما صدرت له عدة كتب باللغة الفرنسية وله شهرة عالمية لتميز أعماله الموسيقية.

افتتح عازرية فعاليات دمشق عاصمة الثقافة العربية بحفلة غنائية موسيقية على مسرح الدراما في دار الأوبرا السورية. حيث أعاد بأسلوبه المعروف تقديم عدد من النصوص الأندلسية من القرن الحادي عشر مع المغنية الإسبانية آنا فيليب وفرقته التي ضمت عازفين سوريين وفرنسيين وإسبان وعرب.

من ألبومات عابد عازرية: عمر الخيام، أرومات، ملحمة جلجامش، نصيب.

****

عبد الفتاح سكر

عبد الفتاح سكر ملحن سوري من مواليد دمشق عام 1930.

بدأ كمطرب في إذاعة القدس، وذلك حين سافر إلى فلسطين سنة 1946 ليعمل تاجراً، إلا أنه التحق بإذاعة القدس حيث تم اكتشافه كمطرب. 

عاد إلى سورية وعُيّن رئيس فرقة الكورس في القسم الموسيقي عام 1948 في الإذاعة بدمشق، واكتشف الكثير من الأصوات ومنهم فهد بلان وسمير سمرة وذياب مشهور ومروان حسام الدين.

قدم ألحاناً شهيرة كانت أغلبها للمطرب فهد بلان كالأغنية الشهيرة و"اشرح لها"، و"جس الطبيب"، و"لأركب حدك يالماتور"، و"تحت التفاحة"، و"يا عيني لا تدمعي"، و"هالأكحل العينين"، و"يا سالمة" و"يا ساحر العينين" و"يابنات المكلا". ويعتبر هو وراء نجومية المطرب فهد بلان، كما قدم للمطرب ذياب مشهور أغنيتين اشتهرتا في مسلسل صح النوم وملح وسكر أغنية "يابوردين".

لحن للمطرب فؤاد غازي "لازرعلك بستان ورود" وأغنية "ما ودعوني" و"لا بالله يا أهل الدار".

قدم ألحاناً شهيرة لمطربين ومطربات منهم نجاح سلام، نور الهدى، سميرة توفيق، هالة هادي، هيام يونس، كروان، هيام عبد العزيز. 

عاد عبد الفتاح سكر إلى دمشق عام 1970 ليتابع نشاطه الفني، وفي تلك الفترة القلقة من حياته التي سبّبها انفصاله عن فهد بلان، أسند إليه الفنان الكبير دريد لحام تلحين مسلسلاته التلفزيونية موسيقياً وغنائياً، وأبرز تلك المسلسلات "صح النوم"، ووادي المسك، وبرنامج "وين الغلط"، كذلك لحن له مسرحيته الشهيرة "ضيعة تشرين"، ومسلسل "ملح وسكر"، كما لحن أغنية الأم "يامو ياست الحبايب".

له علاقات كبيرة بمعظم الفنانين العرب وكبار الملحنين مثل بليغ حمدي ومحمد الموجي ورياض السنباطي وطلال مداح.

توفي عبد الفتاح سكر في دمشق يوم السبت 20 كانون الأول عام 2008 عن عمر بلغ 78 عاماً.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا