جنيف.. ومحاولات التركي والسعودي ترجمة النيات المبيتة على الأرض

الثلاثاء, 26 نيسان 2016 الساعة 20:07 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

جنيف.. ومحاولات التركي والسعودي ترجمة النيات المبيتة على الأرض

جهينة نيوز_خاص:

حتى الآن ومنذ بدء الأزمة في سورية لا تزال الحكومة السورية تتفاعل وتتجاوب مع المبادرات الساعية للحل السياسي، من أجل الخروج بحل يرضي السوريين ويخلصهم من الحرب الإرهابية المفتعلة والتي أتت على كل مظاهر الحياة فيها.

وكثيرة هي المبادرات التي تقدمت فيها أطراف دولية وأممية، وكانت الحكومة السورية السباقة دائماً لأن تدرس الحلول بجدية وحيادية مطلقة، لكون قرارها أساساً نابع من داخلها ولا يتأثر بأي عامل خارجي كما هو عند الأطراف الأخرى التي تدعي أنها "معارضة"، وتلك الأطراف دائماً تأخذ تعاليمها وأوامرها من النظامين السعودي والتركي اللذين كان لهما بصمات سوداء واضحة في تسعير نار الأزمة والحرب في سورية عبر دعم الإرهابيين بالمال والسلاح وكل ما لديهم من قوة.

خمس سنوات ونيف من عمر الأزمة مرت على سورية، ولا تزال تلك الأطراف تصب نار غضبها وحقدها الأعمى على سورية وقيادتها وشعبها إلا ان سورية ماضية في محاربة الإرهاب والحل السياسي دون أن تترك عندها تلك التدخلات أي أثر.. عملاً بالمثل المعروف.

الآن وبعد عودة الأطراف الأممية والدولية إلى جنيف، هناك انقسامات كبيرة في الأوساط السياسية والعارفة بخبايا الحل السياسي في سورية، حيث تتساءل تلك الأطراف عن جدوى المفاوضات إذا كانت أميركا وحلفاؤها مستمرين بالعزف على الوتر النشاز، ويصنفون الإرهابيين إلى معتدلين ومتطرفين، متجاهلين أن الإرهاب واحد والتطرف والتكفير هو الوجه الثاني له.

ربما ما مر ذكره استعراض بسيط لسنوات الأزمة التي انصرمت مخلفة وراءها الويلات والدمار والخراب، واليوم حديث الساعة محادثات جنيف الثالثة التي انسحب منها ما يسمى بوفد الرياض، بالإضافة لموضوع الهدنة الذي مضى عليه نحو شهرين تقريباً ، والذي تم التعويل عليه لأن يكون بداية للحل السياسي وتعميم المصالحات في مختلف المدن والمناطق في سورية.

إذا ربما لا يكون هناك جدوى من المفاوضات، مادام هناك إرهاب تعاني منه سورية وتحاربه نيابة عن العالم، والجيش السوري يبذل التضحيات الكثيرة لتخليص البلاد من براثن التطرف وفساده، ومادام أيضاً هناك أطراف دولية لا تقبل بالحل السياسي إلا حسب رؤيتها وعلى طريقتها، وأقله التقسيم وتكريس الفوضى وإسقاط سورية الدولة ومشروعها النهضوي، في وقت أصرت فيه تلك الأطراف على تصنيفات لا طائل منها، لأن المعارضة فيما كانت موجودة أصلاً تمارس عملها على الأرض ويتم خلقها من الشارع الذي يشعر بهموم الناس ومشكلاتهم.

وبعودة إلى المفاوضات وانسحاب ما يسمى بوف الرياض منها قال الدكتور بشار الجعفري رئيس الوفد في مؤتمر صحفي عقب الجلسة: «بعد تراجع حلفاء وفد السعودية من الإرهابيين لذلك كان طبيعي ما شهدناه من تشنج وعصبية وتطرف ومشهد مسرحي يذكرنا بمسرح العبث وهذا التوتر يعكس حالة الجهات التي يعمل لديها هؤلاء فهم أتباع إلى درجة أنه إذا انهارت هذه الجهات فإنهم يعكسون فورا هذا الانهيار وإذا غادروا المحادثات فإنها لا تخسر شيئا لأنهم اصلا لا يمثلون الشعب السوري بل على العكس تماما ربما بذهابهم تزال عقبة كبيرة ونصل ربما إلى حل لأن هؤلاء هم مزيج من المتطرفين والإرهابيين والمرتزقة لآل سعود».

ولفت الجعفري إلى «أن آل سعود وأردوغان لم يكونوا يريدون أساسا الحضور بمرتزقتهم إلى جنيف لأنهم أصلا ضد أي حل سياسي لكن جنيف فرض عليهم فرضا وبدورهم فرضوا على اتباعهم ومرتزقتهم المشاركة بدون قناعة سياسية بذلك».‏

وأشار الجعفري إلى أنه ما من فصيل لديه حق «الفيتو» على مصادرة عملية الحوار السوري السوري في محادثات جنيف لافتا إلى أن من يغادر جنيف يؤكد بما لا يدع أي مجال للشك على أنه غير ناضج سياسياً وأنه لم يفهم بعد الغرض من مجيئنا إلى جنيف.‏

وقال الجعفري: «بغض النظر عن كل ما يطرح فإن الحل السياسي هو حكومة وطنية موسعة ودستور وانتخابات برلمانية وأي مجموعة تفكر بغير ذلك هي واهمة وتعطل حوار جنيف وتضيع وقتها ووقتنا».

الجعفري قال أيضاً في تصريح للصحفيين عقب الجلسة الثانية أمس إن رسالة وفد «معارضة الرياض» قبل مغادرته جنيف كانت واضحة وهي كسر اتفاق وقف الأعمال القتالية ومهاجمة قوات الجيش العربي السوري وقصف المدن وقال «هكذا ورد في تصريحات رسمية نسبت إلى ما يسمى رئيس الوفد المفاوض في جماعة السعودية ولم يكن ذلك غريبا لأن بعض أفراد جماعة السعودية إرهابيون بامتياز ولذلك اعترض على مشاركتهم الكثير من الدول المهتمة بالحوار السوري السوري في جنيف.. كما اعترضت على مشاركتهم الحكومة السورية».‏

القضية لم تتوقف عند هذا الحد حيث قامت كل من تركيا والسعودية ومن أجل كسب أوراق تفاوضية جديدة وإفشال الحوار السوري السوري، وفرض سياسة الأمر الواقع صعدا من إجرامهما وما شهدته منطقة السيدة زينب من تفجيرات ومناطق حلب من إطلاق لقذائف الحقد الصاروخية أكبر دليل على ذلك، فضلاً عن قيام تركيا بإدخال أعداد كبيرة من الإرهابيين والخلايا النائمة التي كانت في تركيا بانتظار ساعة الصفر.

التصعيد التركي السعودي تزامن أيضاً مع تصريحات إعلان الرئيس الأميركي إرسال المزيد من القوات الأميركية إلى سورية بهدف دعم الإرهابيين "المعتدلين"، وتحت مظلة محاربة "داعش" ليصبح عدد القوات الأميركية في سورية 3000 بين جندي ومدرب وخبير عقب إرسال الـ 250 الذي أعلن عنهم رئيس البيت الأبيض..

في ظل هذه الصورة يمكن القول إن فترة الهدنة الهشة كانت لإعادة تجميع قوى التنظيمات الإرهابية التي شتتها تقدم الجيش السوري في الجبهات كافة ؟؟ ومحاولة لإعادة ترتيب وتشييد أوكارهم التي دمرها سلاح الجو وضربات القوات المسلحة الباسلة المكثفة، والتي لن تنتهي إلا بتدمير أوكار الإرهابيين ومعاقلهم، وعودة من يريد العودة إلى حضن الوطن بعد تسليم السلاح وتسوية وضعه.

ولا بد في هذه الصورة من التأكيد على ان رؤية المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا لم تكتمل بعد، إلا إذا اتضحت الرؤية لديه وهنالك من يقوم بتعميته وتحييده عن الطريق الواصل إلى الحل.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا