جهينة نيوز- بلال ديب:
يبدو الاستهتار بالقانون ومشاعر ومصالح المواطن السوري جلياً من خلال مشاهدة مخلفات الدعاية الانتخابية لمرشحي مجلس الشعب التي لم تنته آثارها رغم انتهاء الانتخابات منذ حوالي الشهر تقريباً، فبعد أن تمت العملية بنجاح واستطاعت مؤسسة مجلس الشعب السوري انجاز الاستحقاق الهام بتظافر جهود المؤسسات ومشاركة المواطنين، ما جعل الموقف السياسي لسورية التي تخوض حرباً لا هوادة فيها يزداد قوة وتماسك، لم تترك تلك المخلفات المجال للمواطنين لتلمس مؤشرات خير.
فلو تناسينا تلك الحالة الغير منتظمة والخارجة على القانون التي مارسها الكثير من المرشحين أثناء ممارسة دعايتهم الانتخابية من خلال النشر العشوائي للصور واللافتات في كل مكان، دون أن تتم مراقبة تلك الممارسات أو محاسبة من قام بها رغم توفر البنية القانونية التي تمكن القائمين من إلحاق العقوبة بكل من خالف وتجاوز.
ولو قلنا أن ما فات مات وعفا الله عما مضى ونقولها لأنه ما باليد حيلة فالوقت فات للمحاسبة، فلن نستطيع البقاء صامتين حيال هذه المخالفات التي تُركت إلى الآن في شوارع العاصمة، لتعكس مظهراً عاماً غير لائق ومنظراً مشوهاً ومدلولاً سيئاً في قيام هؤلاء بخرق القانون مبكراً، ما يجعل المواطن يتساءل إن كان هذا حال المرشحين والناجحين في انتخابات مجلس الشعب ولم يمضي شهر على وصولهم فكيف سيكون الحال لاحقاً.
ولتوثيق هذه الظاهرة جلنا في شوارع العاصمة، والتقطنا عدة صور على سبيل المثال لا الحصر، حيث ابتدأت الرحلة من اوستراد المزة لنجد الصور الممزقة تشوه المدخل، وتزيد في تشوه أنقاض لوحة متهالكة للإعلان لإحدى المحلات التجارية، وليس بعيدا عن المكان على اوتوستراد المزة، وأمام سور مدرستي "نهلة زيدان" و"بكري قدورة" الذي دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر لوحة جدارية، أتت بقايا الصور الممزقة لتخرق جمال اللوحة، بل وتسلقت الصور المعالجة عبر الفوتوشوب لمرشحينا الأفاضل على إشارة المرور المقابلة لسور المدرسة لتجعل منها لوحة إعلانية سيئة، وتابعنا المسير حتى وصلنا إلى مدخل المعهد الهندسي الذي يعتبر من المداخل المميزة للمؤسسات التعليمية من حيث التصميم والعمارة متباهياً بتواجد شعار جامعة دمشق عليه، لنجده مشوهاً ببقايا الصور التي تزاحم شعار الجامعة، ولم تسلم من تلك الفوضى كوات المصارف، وشاركت أبواب المحلات التجارية ومداخل الابنية ومواقف الحافلات وأعمدة الكهرباء ومداخل المؤسسات الحكومية بقية الأماكن التي رصدناها تلك المعاناة وغصت كلها بالصور الممزقة.
وفي الوقت الذي تقاسمت المؤسسات العامة والخاصة والجدران ومداخل الأبنية تلك المأساة المتعددة الجوانب، غاب عنها الرقيب والحسيب وحتى المبادر لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة كل آثار هذه الظاهرة التي لا تحتاج من المعنيين إلى لجان ولا إلى فرق اقتصادية بل تحتاج إلى تفعيل القانون الذي ينظم العملية الدعائية للمرشحين أو ترك ذلك الدور للمبادرات الحقيقية التي لا تقوم من زاوية الاستهلاك تستهدف الإعلامي فقط كما حصل مع البعض...
22:47
06:15