أخبار سوريا - جهينة نيوز - سورية : منطقة وادي بردى .. قاب قوسين أو ادنى

منطقة وادي بردى .. قاب قوسين أو ادنى

الإثنين, 16 كانون الثاني 2017 الساعة 05:03 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

جهينة نيوز:

تعتبر منطقة وادي بردى مصدر مياه العاصمة السورية دمشق, فأهمية المنطقة ليست فقط كونها تحتوي على ينابيع بل تتعداها لتصل الى ربط هذه المنطقة بالزبداني ومضايا من ناحية الغرب مما يشكل مدخلا للعمق اللبناني من جبال القلمون ومدخلا على البقاعين الاوسط والغربي من الزبداني، مما يسهل عملية انتقال الارهابيين بين سوريا ولبنان.

تشكل منطقة وادي بردى نقطة تواصل جغرافي بين رنكوس وباقي قرى ووديان القلمون من ناحية الشمال، وهي ايضا تشكل مفتاح التهريب والمهربين بين سوريا ولبنان عبر عرسال، كما انها تربط القلمون بالحرمون، لذلك يصبح لها اهمية استراتيجية مركبة، لما لها من علاقة بالكيان الصهيوني الذي يريد ان يربط القلمون بقمة حرمون بهدف تطويق العاصمة دمشق واسقاطها, ( على حد تخطيطه وزعمه ).

العمليهة العسكرية في وادي بردى توصف بالمعقده والدقيقه، جراء جغرافية المنطقة القاسية والوعره، ما يشكل تحصينات للمسلحين تضاف الى تحصينات قاموا بتعزيزها جيدا خلال السنوات الماضية بواسطة عدد من الخبراء الأجانب، والتي كان يظن المسلحون من خلال المغر أنهم يسيطيعون منع قوات الاقتحام من التقدم.

فبعد ان سيطر الجيش السوري على بلدة بسيمة التي شكت صدمة وانهيارات في صفوف المجموعات المسلحة ورصد حالات فرار من المواقع الأمامية ومقتل عدد من قيادات المسلحين الميدانيين، وفصل خطوط الامداد بين عين الخضرا وعين الفيجه من جهه و بسيمه من جهة اخرى، سيطرت وحدات من الجيش السوري على تلة " رأس الصيرة " المطل على بلدتي عين الفيجة ودير مقرن في المنطقة.

مصدر خاص لموقع جهينة نيوز, قال : " تكمن اهمية السيطرة على تلة رأس الصيرة كونها تعد احد خطوط الدعم الرئيسية للمجموعات المسلحة التي تغذي منطقة وادي بردى من بلدتي أفرة وهريرة ", وتابع المصدر " وبالسيطرة على التلة اصبحت منطقة وادي بردى معزولة بالكامل ولايوجد اي خطوط إمداد للمسلحين ".

واضاف المصدر, " المجموعات المسلحة كانت تتخذ من بلدة عين الفيجة مركزاً وموقعاً مهماً لها لانها تتوسط 10 قرى وبالتالي فإن هجوم الجيش حسب ما كان يخطط له المسلحون سيكون إما من أول القرى أو من آخرها وبشكل تسلسلي وكلاسيكي , أي لا يمكن الوصول إلى بلدة عين الفيجة إلا بالمرور على تلك القرى وصولا إلى بسيمة وعين الخضرة ثم إلى بلدة عين الفيجة, وهنا ستقوم المجموعات المسلحة بالمقاومة واستهداف وحدات الجيش, لكن ما لم يكن في حسبان تلك المجموعات أن الجيش السوري والقوات الحليفة والرديفة شنت هجومها عبر اكثر من محور, والذي ساعد في الهجوم هو قيام قرى كفير الزيت ودير مقرن وغيرها بالدخول في عمليات التسوية والمصالحات، ما أدى إلى تضيق الخناق على المسلحين وحصرهم في مناطق ضيقة وصغيرة ".

وأكد المصدر, " إن تاخير في عملية السيطرة بشكل كامل على المنطقة هو سببه أهالي وادي بردى انفسهم الذين اتخذتهم المجموعات المسلحة كدروع بشرية ما استدعى الجيش بالقيام بعمليات دقيقة وحرجة من أجل سلامة ارواح المدنيين ".

وبعد السيطرة على تلة رأس الصيرة حققت وحدات من الجيش السوري والقوات الرديفة تقدماً ملحوظاً في بلدة عين الخضرة في منطقة وادي بردى وسيطرت وحدات الجيش على 80% من مساحة البلدة, وأصبح المسلحون بحسب مصدر عسكري خاص لموقع جهينة نيوز, محاصرون في منطقة صغيرة جداً بين بلدتي عين الفيجة وعين الخضرة من الجهات الأربعة.

وقال المصدر العسكري لموقع جهينة, " أصبح نبع عين الفيجة محمي بنيران الجيش وأي تحرك من قبل المجموعات المسلحة للوصول إليه للقيام باي عمليات تخريب فيه سيتم استهدافه من قبل الجيش سواء ليلاً او نهاراً "

واكد المصدر, " انه خلال الايام القليلة القادمة سيتم ( انشالله ) السيطرة على كامل منطقة وادي بردى وخصوصاً نبع عين الفيجة وستعود المياه إلى مدينة دمشق وريفها ".

يذكر أن عدد المسلحين في منطقة وادي بردى يقدر بحوالي 3000 قبل ان يتوافد اليها مسلحون من القلمون والزبداني في وقت سابق، ينتمون الى فصائل مسلحه متشدده تنضوي تحت امره " جبهة النصرة "، إضافة الى وجود عدد من مسلحي “ داعش ” في الوادي ولكن نفوذهم يبقى محدودا.

يرى مراقبون, أن عودة المياه إلى العاصمة السورية دمشق وسيطرة الجيش السوري على تلك المناطق ستكون خسارة كبيرة للمجموعات المسلحة وداعميهم اولاً وللكيان الإسرائيلي ثانياً, فالحكومة السورية لم ولن تقبل بأن يكون امنها المائي تحت رحمة المسلحين او مشغليهم، وسوف تستمر بتقدمها الميداني على كافة الجبهات لاستعادة كافة الاراضي السورية، وستمنع تفتيت المنطقة التي يطمح بها الكثيرين, فالقرار متخذ بحسم معركة المياه سواء كان سلماً أو حرباً.

أخبار ذات صلة