من جديد .. عودة صائدوا رؤوس قادة المجموعات الإرهابية

الأربعاء, 18 كانون الثاني 2017 الساعة 00:03 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

 من جديد .. عودة صائدوا رؤوس قادة المجموعات الإرهابية

خاص جهينة نيوز:

اصطياد قادة المجموعات الإرهابية في سوريا عاد من جديد إلى واجهة الأحداث، ورغم أن حركة الاغتيالات لم تهدأ منذ عام 201، غير أنها شهدت بين مرحلة وأخرى تزايداً في عددها، وبصورة متناسبة مع طبيعة المرحلة. وبعبارة أخرى، فإنّ عمليات الاغتيال كانت واحداً من المفاتيح المهمّة لمنعطفات مفصلية على امتداد الحرب على سوريا.

ترتبط معظم حوادث التصفية والاغتيال ارتباطاً وثيقاً بالصراعات الداخلية والتصدعات في صفوف تلك التنظيمات, سواء منها تلك التي تنشب بين مجموعة وأخرى، أو التي تتفجّر داخل البيت الواحد.

الحال المزري الذي تعيشه التنظيمات الإرهابية, وعلى حجم الصراعات التي تعصف بها, لا تتوافر أي إحصائيات دقيقة لحجم الحوادث المماثلة على امتداد المناطق الساخنة، غير أن المعلومات المتوافرة تشير إلى أن أكبر الأعداد سجلت تباعاً في كل من درعا، وإدلب، وريف دمشق.

حيث قتل عدد من قادة " جبهة النصرة " وغيرها من التنظيمات الإرهابية خلال الأيام الماضية .. وبحسب ما أعلن من بيانات رسمية, فإن القاتل هو ما يسمى " التحالف الدولي "، لكن مؤشرات عدة توحي عكس ذلك، وترسم مشهداً جديداً داخل صفوف " الجبهة ".

في صفوف " الجبهة " العديد من الأمراء النافذين، وجدت خياراتهم طريقها إلى الظهور العلني, مثل المدعو أبو ماريا القحطاني، فيما آخرون وجدوا أنفسهم خارج اللعبة الجديدة، فانقسموا إلى جماعتين، واحدة آثرت الإنسحاب، كالشرعي السابق المدعو سامي العريدي، والأمني المدعو بلال خريسات، والثانية بقيت داخل الجبهة، لكن صوتها لا يكاد يسمع، وباتت غير مؤثرة في المشهد.

المشهد من الخارج قد يكون اوضح، فـ " الجبهة " التي بدلت ثوبها أكثر من مرة، من إمرة المدعو أبو بكر البغدادي إلى حضن " تنظيم القاعدة "، وجدت نفسها الآن أمام خيارات ضيقة، خصوصاً بعد كلمة زعيم القاعدة المدعو أيمن الظواهري الأخيرة، والتي انتقد دعاة فكرة الابتعاد عن " القاعدة "، لتجنب قصف التحالف الأميركي، في إشارة إلى فك النصرة ارتباطها بالقاعدة تحت هذه الذريعة.

غير أن " التحالف " عاد ليستهدف النصرة "بحسب البيانات الرسمية"، وآخرهم قصف مقرات لها في مدينة سرمدا بريف ادلب، واستهداف آليات في سراقب بريف المحافظة نفسها، لكن العديد من المعطيات تشير إلى حملة تصفيات داخلية، تؤكدها صور نشرت حول مقتل القياديين المدعو أبو أنس المصري, و المدعو أبو عكرمة التونسي في سراقب.

حيث تداولت ما يسمى " التنسيقيات " صورا للقياديين وهما مقتولان على طريق معبدة بالإسمنت، تشير إلى أنهما اعدما، حيث لا وجود لأثر غارات في المكان، ما طرح العديد من التساؤلات، وأثار عدة حوادث، تمت تصفية قادة من " الجبهة "، ونعيهما على أنهم قتلا خلال معارك عسكرية، او بغارات للتحالف، كالمدعوأبو عكرمة الأردني "امير ادلب السابق"، بحسب ما قالت " تنسيقيات ".

تنوعت أسماء قتلى القادة خلال الأيام الماضية ابرزهم، "أبو انس المصري، أبو عكرمة التونسي، أبو عمر التركستاني، خطاب القحطاني"، والجامع بينهم أنهم من "المهاجرين" أي الاجانب الذين قدموا إلى سوريا للقتال، وأبقوا على ولائهم لأيمن الظواهري بعد فك الارتباط.

وبحسب مصادر مطلعة أكدت لموقع جهينة نيوز, أن " استهداف المهاجرين دفع بالعديد من الشخصيات المحسوبة على التيار التكفيري إلى الحديث عن اتفاق "دايتون سوري" نسبة إلى اتفاق دايتون الذي ابرم بعد حرب البوسنة والهرسك عام 1995، والذي قضى بأحد بنوده بخروج الأجانب من البلاد ".

وأضافت المصادر, أن هنالك العديد من الجنسيات الأجنبية تسلمت مناصب قيادية وحساسة داخل الجماعات الإرهابية في سوريا، خصوصاً لدى " جبهة النصرة " وبدرجة أقل في " أحرار الشام "، فيما يوجد جماعات أخرى مقاتليها حصراً من الأجانب، كـ " الحزب التركستاني الصيني "، و "جنود الشام الشيشانيين "، فيما ذابت جماعات أجنبية أخرى داخل " النصرة " كـ " الكتيبة الخضراء "، و "جماعة المهاجرين والأنصار " و " جند الأقصى ".

وتابعت المصادر, " هذا التواجد الأجنبي في قيادات الصف الأول للتنظيمات الإرهابية جعل حالة من الاستياء داخل صفوف التنظيمات نفسها, والدليل على ذلك ما تم نشره خلال حملات إعلامية عديدة، يبدو أنها وصلت إلى مرحلة التصفيات ".

هذه الحوادث أعادت إلى الأذهان طريقة مقتل العديد من قادة " جبهة النصرة "، وما أثير حولها من اتهامات، أولها مقتل مجموعة من " تنظيم القاعدة " العالمي عرفت بإسم "جماعة خراسان" قبل عامين جراء غارات أميركية، حيث القيت المسؤولية في حينها على المدعو أبو محمد الجولاني بشكل شخصي، الذي ساءه نفوذ هذه الجماعة داخل جبهته، نظرا لعلاقتها الوطيدة مع التنظيم الأم، وبزعيمها الظواهري.

جماعة " خراسان " ليست الوحيدة التي وقعت تحت مقصلة التصفيات، فهناك المتحدث السابق بإسم " جبهة النصرة ومسؤول المعاهد الشرعية " فيها المدعو أبو فراس السوري "رضوان نموس"، صاحب التاريخ القاعدي، والذي كان الصوت العالي بوجه محاولات فك ارتباط " الجبهة " عن " القاعدة "، حيث اشتهر هذا الرجل بمقالاته التي كفر فيها قادة " أحرار الشام "، وهاجم قادة داخل " الجبهة " كانت في الطرف المؤيد للتعاون مع ما يسمى " الجيش الحر "، "الكافر" بحسب تعاليم " النصرة ".

وبعد مقتل السوري بغارة أميركية في نيسان من العام الماضي، حمل العديد من النافذين داخل " الجبهة " مسؤولية مقتله، خصوصاً المدعو أبو ماريا القحطاني، (العراقي الهارب من ابو بكر البغدادي، على خلفية اختلاس اموال ابان ما سمي دولة العراق الاسلامية التابعة للقاعدة).

الخلافات ظهرت بشكل كبير على مواقع التواصل الإجتماعي، الأمر الذي دفع بأحدهم إلى الدعوة لوقف التراشق الإعلامي، والاتهامات المتبادلة، فيما تشير المعلومات إلى وجود اختراق كبير لـ " جبهة النصرة " على مستوى قيادي من قبل الاجهزة الاميركية، وهذا ما ظهر جلياً في حادثة مقتل " الإرهابي المصري البارز المدعو رفاعي طه بعد ساعات على دخوله إلى سوريا قادماً من تركيا في غارة للتحالف في نيسان من العام الماضي، لحضور اجتماع يهدف إلى توحيد " جبهة النصرة " و " أحرار الشام " في سوريا، حيث تحدثت " التسيقيات " في حينها إن قلائل علموا بمهمة المصري، هم قادة من " الجبهة "، بالإضافة إلى قادة من " أحرار الشام ".

وقتل خلال العام الماضي المسؤول العسكري العام لـ " جبهة النصرة " المدعو اسامة نمورة "ابو عمر سراقب"، في غارة جوية أميركية في كفرناها بريف حلب الغربي، واججت هذه الحادثة تبادل الاتهامات بين الفصائل المسلحة، حيث تحدثت " التنسيقيات " عن خيانة تعرض لها الرجل من المقربين منه، فيما اتهم آخرون " احرار الشام " بالتسبب بمقتله، خصوصاً وانها تجري ترتيبات مع جهات خارجية، لتحييد تهمة الإرهاب عنها.

وشكلت تصفية " نمورة " انطلاق مرحلة من تفاهمات روسية اميركية حول تصفية قادة الحركات الإرهابية في سوريا، خصوصاً وان المنطقة التي جرت فيها العملية هي ضمن نطاق المنطقة الجوية الروسية، وبالتالي لا بد أن يكون هناك تنسيق بين الطرفين، كما أن بعض الاستهدافات كانت تحت اعين المنظومة الجوية الروسية، ومن الضروري التنسيق معها لنجاح هذه الضربات.

ويرى مراقبون, أن حوادث الاغتيال لن تنتهي قريباً في صفوف التنظيمات الإرهابية، فهي قد بدأت للتو، على مقربة من إجتماعات مزمع عقدها في " أستانة "، لحل الازمة السورية سياسياً، فهل ستنتقل تصفيات القادة من داخل " جبهة النصرة "، إلى تصفيات بين " النصرة " وجماعات اخرى.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا