جهينة نيوز خاص- هانيبال خليل:
في اليوم التالي لحفل تكريم جرحى الجيش العربي السوري الذي أقامته مؤسسة جهينة نيوز الإعلامية بالتعاون مع مشروع "نسمة أمل"، وذلك بنجاح منقطع النظير في دار الأوبرا بدمشق بتاريخ 8/1/2017، شعر مدير دار الأوبرا بـ"الاستياء" حسب حالته "الفيسبوكية" التي حدّثها مرتين خلال دقائق قائلاً: "إلى كل من يتقدم بمشاريع تكريم جرحى الجيش وذوي الشهداء، ممكن ما تذلوهم وتجيبوهم قبل 4 ساعات..انتظار...انتظار وتطالعوا هالتكريم من عيونهم عامص؟؟؟؟!!!!"... ثم: "حدا بيعرف شي مسؤول مهم؟؟ حتى يمنع فعاليات تكريم شهداء الجيش والجرحى..وذويهم؟؟؟ لأنو القصة صارت تجارة وطفح الكيييييييييل...الكلام موجه للمدعومين وأصحاب الواسطات...جماعة ما تعملوا شي لتصل الكاميرات!!! الجيش يكرم من قبل الجيش فقط..."
وبالتأكيد فنحن هنا لسنا في موقف الدفاع عن النفس ضد هراء، ولكن كجهة إعلامية لا بد من أن نوضح بعض الأمور، إذ أننا نحترم الرأي حين يكون مستنداً إلى منطق وحقائق، ولكن ما لمسناه من حالتيْ مدير الدار هو شيء خارجٌ عن المنطق، ويطوي الحقائق كما تُطوى -باحتراف- ملفاتٌ في أضابير، وهنا لن نتوغل في الموضوع الإداري الآن إلا بالقدر الذي لمسناه في "تحديث" الحالتين المذكورتين، فلاحظنا عيباً إدارياً ما، لأن حفلاً استغرق التحضير له أشهرطويلة لم يكن ليقام بواسطة جهاز تحكّم، إنما بواسطة تنسيق مع فريق إداري وتقني يتبع لإدارة دار الأوبرا...فأين كان مدير الدار من كل الإجراءات؟ وهل هو مراقب فحسب لما يجري في الدار؟!... أما أن يكون التدخل الوحيد المعلن له هو بعد يوم من إقامة الحفل، متضمناً حالة استياء وتهكّم وتهجُّم لا مبرر له، فهذا خلل إداري واضح ومؤسف، وقد يشير إلى حالة في هذه الأيام يتحدث عنها خبراء الحكومة وهي حالة "الفائض" من العاملين في مؤسسات ما، فهل حان الوقت للحديث عن حالة الـ"فائض" من المديرين؟!
وعودةً إلى "بوست" الاستياء الأول، فإننا نؤكّد ان مدير الدار أخطأ بحق نفسه وبحق جرحانا المكرّمين باستخدامه لكلمة "تذلوهم".. وعبارة "تطالعواهالتكريم من عيونهم عامص"...فأولاً هذه ألفاظ لا يجب أن تصدر عن مدير في وزارة الثقافة، وثانياً لم يأت المكرّمون قبل أربع ساعات، بل بدأوا يتوافدون إلى الدار على دفعات خلال ثلاث ساعات سبقت بدء الحفل، وهذا طبيعي في الحفلات الضخمة ولم يزعجهم لأنهم كانوا في دارهم، وقد كان كل عناصر تنظيم الحفل وإقامته -بالإضافة إلى أخوتهم وزملائهم من عناصر الجيش- في خدمتهم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولن نتوسع في الشرح أكثر...أما موضوع الانتظار فلا مكان له في الحفل المذكور، لأن الحفل تضمّن برنامجاً احتفالياً عالي المستوى ومليئاً بالأعمال الوثائقية والفنية الجديدة كل الجدّة والتي نالت إعجاب كل الجمهور بلا استثناء، ولم يكن مكاناً لتوزيع معونة أو مؤونة...
وبالنظر إلى "البوست" الثاني لمدير دار الأوبرا، والذي يسأل فيه عن "مسؤول مهم يمنع فعاليات تكريم شهداء الجيش والجرحى وذويهم..." فإنه لا يوجد أهم من مدير الدار ليمنع مثل هذه الفعاليات في الدار المكلف بإدارتها فيما لو كان يملك الحجج والذرائع القانونية والمبررات المنطقية!!! ولو كان يملك أياً منها فلا "واسطات" -تحدث عنها مدير الدار- يمكن أن تحل المشكلة، وهنا نتساءل: لماذا الحديث عن "واسطات" لإقامة حفل لتكريم جرحى الجيش العربي السوري في دار الأوبرا؟! هل هكذا يسير العمل في الدار؟! ثم لماذا اختار مدير الدار هذا الحفل تحديداً لانتقاده وهو يعلم جيداً أنه -أي هذا الحفل- يختلف عن الكثير مما سبقه من حيث مستواه وأسلوب إقامته وتنظيمه وأهدافه التي كان منها تصحيح مسار هذا النوع من الحفلات، وقد تم فيه التركيز على النزاهة بكل ما تحمله من معانٍ...فلماذا لم يطلق مدير الدار سهام استيائه على السيّء الحقيقي من الحفلات السابقة؟! أما أن يمانع إقامة حفلنا بعد إقامته، فليعذرنا لأن في ذلك عطلاً كبيراً في تقدير الأمور واحترام مراميها الأساسية، فالحديث المرفوض عن "تجارة وطفح الكيييييل" يحمّل قائله مدير دار الأوبرا مسؤولية أخلاقية وقانونية لما ينطوي عليه من إساءة بالغة للحفل والقائمين عليه والمتطوعين والمكرّمين، كما ينطوي هذا الحديث على تشويش للرأي العام وتشويه للصيغة الوطنية الحقيقية المثلى المطلوبة لهذا النوع من الاحتفالات، حيث يحق لكل سوري أن يكرّم جيشه من ماله وإبداعاته...وهكذا يجب أن تكون علاقة السوري بجيشه البطل، أما العزف على وتر "الجيش يكرم من قبل الجيش فقط" فهو عزف نشاز، ونرجو أن نكون مخطئين إذا فهمنا أن القصد من هذا العزف النشاز هو ركوب باطل على موجة مستوردة خصيصاً للأزمة السورية لا تصلح لبلادنا لأنه لا فرق بين الجيش السوري بمؤسساته العسكرية وبين الشعب السوري بمؤسساته المدنية، فكلاهما جند لهذا الوطن المحارب الصامد في وجه أعتى المؤامرات.
لقد أخطأ مدير دار الأوبرا بإثارته لشريحة "أصدقاء" من الرأي العام حول هذا الموضوع، لذا فإننا نَعِدُه -بموجب أخلاقيات عملنا- بأننا لن نسمح بتحويل حفل تكريم جرحانا إلى مادة "تواصل اجتماعي" تشبّه الفعل باللا فعل وتستنهض الحساسيات المقيتة باستغلال المكانة الإدارية...أما عبارة "جماعة ما تعملوا شي لتصل الكاميرات"، فهي عبارة ضعيفة المستوى الفكاهي والتلميحي، فنحن جهة إعلامية ومن ضمن عملنا نصب الكاميرات للتصوير والتوثيق والتغطية، ونواجه الكثير من حالات حب الظهور لدى البعض، ولا نمارس تلك الحالات بالتأكيد، كما لا نطلب المكافأة أو نسعى إلى الشهرة مقابل أعمال نؤمن بها، ولكن يبدو أننا مقصرون نوعاً ما في التقاط ما لا تلتقطه ولا تخزّنه "الكاميرات" المنصوبة مسبقاً في الدار وكواليسها !!
وختاماً، فإننا نترك للأيام القادمة إثبات المزيد حول أن حالتيْ مدير الدار المحدّثتين استياءً بعد يوم من الحفل، إنما ضلّتا الطريق إلى الواقع الحقيقي وضللتا بعض روّاد "التواصل الاجتماعي" بما يخدش المصداقية الرسمية المطلوبة للتعامل بين المسؤول والمواطن.
01:51
13:41
22:20
23:23
02:59
03:05
16:21