جهدكم مشكور ..لا مسودة ولا دستور .. الا بأيدي السوريين

شارك |

خاص جهينة نيوز:

تعتبر الجمهورية العربية السورية بلداً صغيراً, إذا تم مقارتنها بالاتحاد الروسي، وتقع في جوار إقليمي غير الجوار الاقليمي الروسي، وعليها التزامات دينية ووطنية وقومية لا يمكن شطبها " بجرة دستور ".

ورغم أن المفاوضات السورية في محادثات أستنة، التي اختتمت أعمالها يوم الثلاثاء الماضي، لم تتوصل إلى الاتفاق النهائي حول مستقبل سوريا، إلا أنها تعتبر خطوة هامة على طريق التوصل إلى حل سياسي يُنهي الأزمة السورية، في اطار البند الوحيد على جدول أعمال استنة و هو تثبيت وقف اطلاق النار " الهدنة "الا أن الساحة الاعلامية اُتخمت بالحديث عن مستقبل سوريا السياسي عبر طرح مسودة دستور سوري صُنع في روسيا ومقترحات دساتير لما يسمى معارضات في عملية حرق مراحل لما قيل عنه " الحل السياسي للأزمة السورية"

في عام 2016 ضجت وسائل الإعلام بأنباء عديدة مفادها قيام روسيا بإعداد مسودة دستور وتقديمه للسلطات السورية، الأمر الذي نفته رئاسة الجهورية السورية رسمياً حينها، رغم نشر عدة تفاصيل قالت وسائل إعلام حينها أنه من بنود المسودة المقترحة.

واليوم تواردت الأنباء نفسها لكن بتأكيد من قبل الدبلوماسيين الروسيين, حيث أصدرت، اليوم السبت 28 كانون الثاني يناير، ما تعرف بـ"مجموعة موسكو" للمعارضة السورية، بيانا مشتركا إثر لقائها يوم الجمعة الماضي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بموسكو.

وورد في البيان أنه وبناء على دعوة وجهها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى مجموعة كبيرة من المنصات والشخصيات السياسية المعارضة، حيث حضرت مجموعة منهم واعتذرت مجموعة أخرى، تم وضع الحضور بصورة نتائج اجتماعات أستنة التي ثبتت اتفاق وقف إطلاق النار.

كما أشارت المجموعة المعارضة إلى أن الجانب الروسي أكد أن الأفكار الدستورية التي طرحها ليست إلا أفكارا للنقاش بين السوريين ولا يسعى لفرضها بأي شكل كان وأعلنت انها بصدد التحضير لمشروع دستور ربما يتلاقى مع الدستور الذي أعدته روسيا

اما المكون الكردي له وجهة نظر أخرى, حيث طرح ممثلون عن أكراد سوريا مسودتهم لمشروع الدستور السوري الجديد خلال لقائهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كما أشادوا بعدد من النقاط في المسودة الروسية للدستور، حيث قال أحد ممثلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، خالد عيسى، بعد اللقاء مع لافروف : " إن هذا المشروع ينص على إقامة فيدرالية في سوريا ". وتابع " أن هناك نقاطًا مشتركة بين المسودتين الكردية والروسية، بما في ذلك عدم تحديد قومية معظم سكان سوريا أو دينهم، بل يقترح تسليم الصلاحيات لهذه الأقاليم لاتخاذ القرارات "، وأضاف " أن المشروع الكردي ينص على منح صلاحيات أكبر لأقاليم البلاد، وأن المسودة الروسية تتضمن العديد من البنود الإيجابية، ولا سيما إزالة كلمة ‘‘ العربية ‘‘ من اسم الجمهورية السورية والتخلي عن تحديد دين رئيس الدولة ".

يرى مراقبون أن الملامح الأولية لمسودة الدستور الروسي تؤشر الى محاولة روسية لاسترضاء أطراف كانت وما زالت تعمل على تنفيذ أجندات دولية و تؤشر أيضا الى أن محاولات كهذه لن يُكتب لها الحياة لأن من يصنع الحياة في سوريا من شعب و جيش و قيادة وحدهم من يحق له أن يخط شكل حياته السياسية

مصادر متابعة أكدت لموقع جهينة نيوز, " أن ما يثار عن مسودة دستور سوري جديد قدمته روسيا مجرد زوبعة إعلامية لا أكثر ولا أقل، وإن أي دستور جديد يشرع لسوريا يجب أن يحظى بموافقة الشعب السوري أولاً وأخيراً، على اعتباره يمثل عقداً اجتماعيا وسياسيا وقانونيا ينظم الحياة في البلاد ".

وتابعت المصادر, أنه " لا يحق لأي أحد أن يضع دستورا للبلاد إلا الشعب السوري "، وأوضحت المصادر أن " اي دستور لا يضعه السوريون أنفسهم سيسقط, وإن أي مسودة أو تسريبات ليس لها أية قيمة على جميع المستويات, سواء السياسية, أو القانونية, أو حتى الإجتماعية " .

واسترجعت المصادر إلى الأذهان تجربة فرنسا إبان الانتداب الفرنسي على سوريا عام بين عام 1920 و1946، حيث انها عجزت عن وضع دستور إلا بمساعدة وموافقة السوريين أنفسهم.

الجدير بالذكر, أنه لم يصدر أي تعليق رسمي سوري على ما تم تناقله من مسودة الدستورالروسي و لهاث ما يسمى معارضة الى صوغ مسودات دساتيرتترجم في طياتها توجهات دولية في تقسيم سوريا, حيث تعاملت سوريا مع الخطوة الروسية بتجاهل اعلامي مقصود لأن القاعدة الثابتة التي لا يمكن لطرف صديق كان ام عدو أن يتجاوزها بفعل أن الحكومة السورية هي " بيضة القبان " في اي حل سياسي كان ام عسكري.

من هنا لا تزال الدولة السورية ملتزمة الصمت وتراقب بذكاء, وتقرأ جيدا المتغيرات, وتفكك مفاعيل أوراق الضغط بهدوء, وسط زحمة المقترحات التي فتح لها الجانب الروسي الباب للدخول العشوائي, الأمرالذي يخلف تدافعا يطيح بالمتدافعين. فالقيادة السورية تعاطت مع زوبعة مشاريع الدساتير كعادتها وأسلوبها في التعاطي الهادئ تجاه أي من الضغوط, كما وإن السوري أضحى أصلب بفعل حرب أتقن فيها كل فنون الصبر لحصد النتائج.

أخبار ذات صلة

• الإمبراطورية الأمريكية دمرت نفسها ونهاية الحضارة الانجلوساكسونية قريبة جداً وبالأرقام – ج2 خاص جهينة نيوز – كفاح نصر
• الإمبراطورية الأمريكية دمرت نفسها ونهاية الحضارة الانجلوساكسونية قريبة جداً وبالأرقام – ج1
• ضربة موجعة لمنتخبنا الوطني قبل مواجهة إيران
• الولايات المتحدة الأمريكية تدعو للتهدئة في شرق سورية
• روسيا تؤيد استضافة سلطنة عمان الاجتماع المقبل للجنة الدستورية السورية