إدلب .. مقبرة عصابات الفكرالمتطرف والنهج الارهابي

الثلاثاء, 31 كانون الثاني 2017 الساعة 04:53 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

 إدلب .. مقبرة عصابات الفكرالمتطرف والنهج الارهابي

خاص جهينة نيوز:

أصبحت مدينة إدلب, اليوم, تضم أكثر من 59 جنسية عالمية وعشرات الآلاف من الإرهابيين وأكثر من 128 فصيلا إرهابياً مسلحا، لكل فصيل منها زعيم ودولة أو جهة داعمة بالسلاح والمال، وأهداف وأيديولوجيات وشعارات مختلفة.

فبعد استعادة الجيش السوري السيطرة على مناطق عدة في حربه ضد الإرهاب، والتي أسفرت عن تحرير مدينة حلب في كانون الأول ديسمبر الماضي، وتحرير منطقة وادي بردى بالكامل اليوم, تواجه المجموعات الإرهابية هزائم جديدة تمثلت في التصارع والتحارب فيما بينهما، الأمر الذي أدى إلى مزيد من التشرذم والتفتت وخروج كيانات جديدة للنور.

هذا التصارع العسكري بين العصابات الارهابية في سوريا جاء على خلفية مشاركة مجموعات سورية في مباحثات " أستنة " للسلام والتي تمت برعاية كل من إيران وتركيا وروسيا, لتثبيت وقف إطلاق النار، حيث عزمت " جبهة النصرة "، ذات الصلة بـ " تنظيم القاعدة "، على تشكيل تحالف عسكري يضم 4 مجموعات مسلحة، هدفه إنهاء وجود فصائل المعارضة التي ذهبت إلى " أستنة ".

كما وشكلت خسارة المجموعات الإرهابية لمدينة حلب التي استعادتها قوات الجيش السوري، انتكاسة للنظام السعودي ومشيخةقطر الداعمتين للمجموعات الإرهابية في سوريا، وضربة قوية لسعيهما الحثيث للإطاحة بالحكومة السورية، لكن بعد مفاوضات أستانا وصل التشرذم بين الجماعات المسلحة إلى حد لا يمكن توصيفه.

وكانت فصائل مسلحة، أرسلت ممثلين عنها فى محادثات “الأستانة”، فشارك فيلق الشام، وفرقة السلطان مراد، والجبهة الشامية، وجيش العزة، وجيش النصر، والفرقة الأولى الساحلية، ولواء شهداء الإسلام، وتجمع فاستقم، وجيش الإسلام ، فى حين لم تشارك فصائل أخري من بينها أحرار الشام “المدعومة من قطر”، وصقور الشام، وفيلق الرحمن، وثوار الشام، وجيش إدلب، وجيش المجاهدين، فيما استبعدت فتح الشام، ولم يشارك أعضاء التحالف الجديد كذلك في محادثات أستانا.

وبعد فشل الاتفاق بين الفصائل المسلّحة المتمثلة في كل من " أحرار الشام " و " جبهة النصرة "، التي رفضت اقتراح توحيد الفصائل، أعلنت 4 فصائل مسلحة متشددة الانضمام إلى " جبهة النصرة " وهي " حركة نور الدين الزنكي "، وما يعرف بـ " جيش السنة " ، و " جبهة أنصار الدين "، و " لواء الحق " ، تحت مسمى " هيئة تحرير الشام "، وأعلنت هذه الفصائل المندمجة تحت هذ الاسم أنها ستكون بقيادة الإرهابي المدعو " أبو جابر هاشم الشيخ ".

ومن أبرز " الشيوخ و الدعاة " الذين انضموا لما يسمى " هيئة تحرير الشام " فهم :

1- الإرهابي السعودي عبد الله المحيسني قاضي في " جيش الفتح ".

2- الإرهابي عبد الرزاق المهدي قاضي في " جيش الفتح " مقرب من " أحرار الشام ".

3- الإرهابي أبو الحارث المصري .

4- الإرهابي أبو يوسف الحموي .

5- الإرهابي المصري أبو الفتح الفرغلي مسؤول مكتب الدراسات في هيئة الدعوة والإرشاد في " حركة أحرار الشام " الإسلامية .

6- الإرهابي السعودي مصلح العلياني .

7- الإرهابي أبو اليقظان المصري و هو شرعي سابق في " أحرار الشام ".

8- الإرهابي أبو شعيب المصري و هو شرعي سابق في " أحرار الشام ".

9- الإرهابي أبو عبد الملك الشامي.

أما الشخصيات البارزة التي انشقت عن " أحرار الشام " و انضمت لـ " هيئة تحرير الشام " إضافة للإرهابي هاشم الشيخ أبو جابر:

1- الإرهابي ‏أبو يوسف المهاجر المتحدث العسكري باسم أحرار الشام و الذي شغل سابقا" منصب قائد قطاع حلب في " حركة أحرار الشام ".

2- الإرهابي أبو صالح طحان القائد العسكري العام لـ " حركة أحرار الشام " و الذي عين خلفا" لأبي طلحة الغاب الذي قتل برفقة أبرز قادة حركة أحرار الشام في الانفجار الذي استهدف اجتماع لهم في رام الحمدان سبتمبر 2014 .

يأتي تشكيل هذا التحالف بعد أيام من انضمام عدد من الفصائل المسلحة إلى حركة " أحرار الشام " في إطار المعارك غير المسبوقة بين هذه الفصائل و " جبهة النصرة "، في خطوة من شأنها أن تعزز الشرخ بين الطرفين الحليفين، غير أن بعض الجماعات الأخرى مازالت غير منتمية لأى من الجانبين الأمر الذى يبرز أيضَا الانقسام الشديد فى صفوف الجماعات الإرهابية، حيث رفض بعض المسلحين ما فعلته " جبهة النصرة "، من إعلان المدعو الإرهابي جهاد الشيخ، و المدعو الإرهابي حمزة سندة، القياديين بـ " جبهة النصرة "، خروجهما عن الجبهة وعدم تبعيتهما لأي فصيل، وذكرا في بيان أن انسحابهما راجع إلى " ما آلت إليه الساحة من تشرذم وتفرقة بعد محاولات عديدة باءت بالفشل، ومحاولة كل فصيل الاستئثار بالساحة والوصاية عليها، دون التعاون في بينها ".

وبدت " جبهة النصرة " غاضبة من مشاركة فصائل معارضة، طالما حاربت إلى جانبها، في محادثات " أستنة " مع الحكومة السورية بداية الأسبوع الحالي، بل اتهمتها بالتواطؤ ضدها، واتهمت " جبهة النصرة " الفصائل المسلحة الأخرى بالسعي لعزلها مع استهدافها بغارات جوية يعتقد أن معظمها ينفذه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

مصادر متابعة للمجموعات الإرهابية في سوريا, قالت لموقع جهينة نيوز, قالت, إن " التشكيل الجديد الذي بدأ باستقطاب عدد من فصائل " أحرار الشام " قد يعمّق حالة الخلاف والقتال بين الفصيلين، وخاصة مع اختيار واحد من شخصيات ‘‘ أحرار الشام ‘‘ المعروفة سابقاً، وهو الإرهابي أبو جابر هاشم الشيخ لقيادته، ما قد يقود إلى استمرار الحرب بين أكبر تشكيلين للفصائل الإرهابية المسلحة في الشمال السوري، رغم الإعلان عن وقف إطلاق نار بين " جبهة النصرة " وباقي الفصائل الإرهابية إثر الإعلان الجديد ".

وتابعت المصادر, ان " العلاقة بين النصرة وباقي الفصائل تتميز بقلة الثقة المتبادلة، حيث تعتقد الفصائل المسلحة ان النصرة فكت ارتباطها بالقاعدة صوريًّا، وأن خطاب الجولاني يوم أعلن فك الارتباط بالقاعدة، كان بمثابة تأكيدًا للبيعة أكثر من أنه خلع لها ".

وتابعت المصادر, " الفصائل في الشمال السوري تعتقد ان الجولاني على خطى زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي يسعى لاعلان الامارة الاسلامية في ادلب، والتي يحتاج تحقيقها الى القضاء على كل الاطراف التي تعارضها كما فعل قبله تنظيم داعش، وتستدل الفصائل على قرار الجولاني إعلان إمارته بفرضه الاتاوات عليها في ادلب تحت مسمى المكوث، فكل من يمكث في ادلب يعتبر في ارض تابعة للجولاني وجبهة النصرة وعليه دفع اتاوة مكوث مقابل بقائه فيها ".

يشار إلى أن أبرز الفصائل في ميليشيات " الجيش الحر " التي قضت عليها "جبهة النصرة" منذ تشرين الثاني 2014، وحتى كانون الثاني 2016, هي :

1-"جبهة ثوار سوريا":

تأسست في محافظة إدلب في أيلول 2013، من تحالف كتائب وألوية من الجيش الحر أبرزها "لواء الأنصار ولواء ذئاب الغاب ولواء شهداء إدلب" بقيادة جمال معروف، وقضت عليها جبهة النصرة في تشرين الثاني 2014، بعد اشتباكات استمرت نحو شهرين.

2-"جبهة حق المقاتلة":

تأسست في ريف حماة الشمالي في شباط 2014 من اندماج فصائل وكتائب صغيرة عاملة في المنطقة، بقيادة يوسف الحسن، وعرفت بتسليحها الجيد، وقضت عليها جبهة النصرة في تشرين الثاني 2014، بالتزامن مع إقصاء "جبهة ثوار سوريا".

3-"جبهة ثبات المقاتلة":

تأسست في ريفي حماة وإدلب في آب 2014، من اندماج ستة كتائب وفصائل صغيرة، واقتحمت جبهة النصرة مقراتها واستولت على أسلحتها في كانون الثاني 2015.

4-"ألوية أبو العلمين":

تأسست في ريف حماة الشمالي عام 2012، بقيادة سامي الرحمون وشاركت في معارك حماة وإدلب وحلب، وقضت عليها جبهة النصرة في كانون الثاني 2015، واعتقلت قائدها قبل أن تفرج عنه ويصبح قائدًا عسكريًا فيها.

5-"اللواء السابع قوات خاصة":

تأسس في ريف إدلب عام 2014، بقيادة عبد الرحمن قنطار، واتخذ من بلدة عين لاروز مقرًا له، وشارك في قتال الجيش السوري على جبهات مورك وسهل الغاب في ريف حماة، وقضت عليه جبهة النصرة في شباط 2015.

6-"حركة حزم":

تأسست في المنطقة الشمالية (حمص - حماة - إدلب - حلب) في كانون الثاني 2014، من تحالف 12 فصيلًا في الجيش الحر لتصبح أحد أبرز فصائل الشمال السوري، وأكثرها تدريبًا وتسليحًا، وشنت جبهة النصرة هجومًا على مقراتها في شباط 2015، انتهى بانضواء الفصيل في "الجبهة الشامية" في آذار من العام ذاته.

7-"الفرقة 30 ":

تأسست مطلع عام 2015 بقيادة العقيد الفار نديم محمد، وتلقت تدريبات على يد ضباط أمريكيين في تركيا، على أن تكون أحد الفصائل المعتمد عليها لمواجهة تنظيم داعش، وهاجمتها جبهة النصرة في ريف حلب الشمالي أواخر تموز من العام ذاته، وقتلت عددًا من افرادها وصادرت جميع أسلحتها، لتقضي عليها فعليًا.

8-"تجمع فاستقم كما أمرت":

تأسس في محافظة حلب في كانون الأول 2012، بقيادة مصطفى برو (أبو قتيبة)، وتعرضت مقراته لهجوم في مدينة حلب في تشرين الثاني 2016، من قبل جبهة النصرة و"حركة نور الدين زنكي" و"كتائب أبو عمارة"، ثم تعرضت نقاطه بريف حلب الغربي لهجوم من قبل جبهة النصرة ليعلن في 26 من الشهر ذاته انضواءه في "حركة أحرار الشام".

9-"كتائب ثوار الشام":

تأسست في محافظة حلب في نيسان 2014، وشاركت في معارك حلب ضد الجيش السوري، وتعرضت لهجوم من قبل جبهة النصرة في 23 كانون الثاني، لتعلن في اليوم الذي يليه انضواءها تحت راية "حركة احرار الشام".

10-"جيش المجاهدين":

أعلن عن تأسيسه في ريف حلب في كانون الثاني 2014، بقيادة المقدم الفار محمد بكور (أبو بكر)، ويعتبر من أبرز فصائل المحافظة.

وتعرض لهجوم عسكري من جبهة النصرة في 23 كانون الثاني 2016، استولت من خلاله الجبهة على مستودعات عسكرية له، ليعلن الفصيل انضواءه في "حركة أحرار الشام" في 26 من الشهر ذاته، ولم تقتصر هجمات جبهة النصرة على هذه الفصائل فحسب، بل هاجمت مقرات "الفرقة 13" في ريف إدلب، و"الجبهة الشامية" في ريف حلب الغربي، و"جيش الإسلام" في الشمال السوري، و"صقور الشام" وفصائل أخرى.

وبعد استقطاب " الهيئة " لشخصيات وفصائل من " أحرار الشام "، أصبح " الجناح القاعدي " للأخيرة تحت راية " هيئة تحرير الشام "، في الوقت الذي بات يعاني فيه " الجناح الإخواني "، الذي يقوده الإرهابي أبو عمار العُمر، من كثرة الانشقاقات، بعد إعلان العديد من القطاعات بيعتها لـ " هيئة تحرير الشام "، من بينها " سرية الأقصى ــ قطاع حلب " و " قوافل الشهداء ــ قطاع خان شيخون ".

ومن جانبه، نفى الناطق الرسمي لـ " أحرار الشام " ، الإرهابي أحمد علي قرة علي، في تغريدة له على " تويتر "، أنباء " انضمام أي تشكيل من (أحرار الشام) إلى (هيئة تحرير الشام) "، مشيراً إلى أن " استقالة أبو هاشم الشيخ وأبو يوسف المهاجر جاءت بصفة شخصية وعضويتهم معلقة سابقاً ".

مصدر من سكان مدينة إدلب، أكد لموقع جهينة نيوز, إن " دوريات (جيش الفتح) لم تعد تتجول في المدينة منذ إعلان تشكيل (هيئة تحرير الشام)، إضافة إلى إزالة كل الرايات التابعة لـ(القوة التنفيذية)، في إشارة إلى قرب الإعلان عن حل (جيش الفتح) ".

وتابع المصدر, " قامت «هيئة فتح الشام» بعزل مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب وقطع كل الطرق المؤدية إليها بالحواجز والسواتر الترابية، مع تكثيف لوجودها العسكري في محيطها ".

وحول توزع سيطرة الفصائل في المناطق التي شهدت اقتتالاً خلال الأيام الماضية، ما زالت «فتح الشام» تسيطر على معظم الريف الغربي لمحافظة إدلب وصولاً إلى معبر خربة الجوز، بعد هجومها في بداية الاقتتال على نقاط «أحرار الشام»، بينما تتشارك مع بقية الفصائل التي تتصارع معها الانتشار في الريف الجنوبي وصولاً إلى خان شيخون وسرمدا شمالاً، مع استمرار انتشارها في محيط جبل الزاوية الذي تسيطر عليه «أحرار الشام» والفصائل المتحالفة معها.

يرى مراقبون, أن الحكومة السورية تراقب بصمت وببراعة كبيرين ما يجري بين المجموعات الإرهابية في إدلب.. حيث جمعت جميع عصابات الفكرالمتطرف والنهج الارهابي على مختلف جنسياتهم وانتمائاتهم في جغرافية محدودة, وفي بقعة سورية محاصرة من قبل الجيش السوري من جميع الإتجاهات لتكون مقبرة لهم. وربما يأتي يوم وليس ببعيد أن يدخل الجيش السوري إدلب ويستعيد السيطرة عليها كاملة دون أن يطلق رصاصة واحدة.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 سمّار
    1/2/2017
    04:54
    إدلب أضحت أفغانستان
    ولذلك ربما لا نسمع عنها كثيراً في بيانات الناطق باسم الأركان الروسية!

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا