المعراوي: "زوجة ثانية وثالثة في الحرب..."...والرابعة متى؟! هل يصبح الزواج في سورية غنيمة حرب؟!

الأربعاء, 8 شباط 2017 الساعة 06:00 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

 المعراوي:

جهينة نيوز خاص

اقترح القاضي الشرعي الأول في دمشق محمود معراوي "الزواج الثاني كأحد الحلول المقترحة للقضاء على ظاهرة تأخر الزواج أو العنوسة"...وحسب وجهة نظره فإن هذا الحل -الذي قد لا يرضي معظم النساء السوريات أو ربما جميعهن- هو حل واقعي ومنطقي للتخلص من هذه الظاهرة...وتابع قائلاً "إن الهدف من التساهل في شروط الزواج الثاني هو حل مشكلة العنوسة في المجتمع السوري، وهذا أمر طبيعي بشرط ألا يؤثر في حقوق الزوجة الأولى أو يؤدي إلى طلاقها وتشريد الأولاد..."

وقد أشار القاضي المعراوي إلى ازدياد عدد الإناث على الذكور في سورية نتيجة الحرب بنسبة تجاوزت 65%، لافتاً إلى أنّ هذا الازدياد "جعل الفتاة تفكر جدياً بتغيير شروط زواجها من بيت وسيارة ومهر عال، إلى الحد الأدنى منها بعد أن قلت الخيارات أمامها نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها، كاشفاً عن تساهل القضاء حاليا بمسألة الزواج من امرأة ثانية، ففي السابق كان الزواج الثاني يتطلب من القاضي التأكد من ملاءة الزوج اقتصادياً، والتأكد من إمكانية تحمل أعباء مصروف أسرتين، كذلك أن تكون لديه مبررات للزواج من امرأة ثانية حسب المسوغ الشرعي، أما حالياً وحيث لم يعد أمام المرأة خيارات لدرجة أنها أصبحت تختار رجلاً متزوجاً، انطلاقاً من ذلك لم نعد ندقق على شروط زواج الرجل من امرأة أخرى، موضحاً أن تلك الشروط بدأت تطبق عند الزواج من ثالثة، وهي حالات قليلة..."

واستعرض المعراوي ما حدث في ألمانيا بعد الحرب العالمية حيث زادت نسبة الفتيات على الشباب بسبب الحرب لذلك فكروا بحل هذه المشكلة التي لها آثار على المجتمع، فالزواج حاجة فطرية، ومن هنا تم طرح فكرة الزواج الثاني بعد أن كان يعد عندهم بمثابة جريمة، وتأييداً لهذه الفكرة فقد خرجت مظاهرة نسائية تطالب بإقرار الزواج من امرأة ثانية للتخلص من العنوسة...

ويقول المعراوي: "قبل الأزمة كان هناك استهجان لفكرة الزواج من امرأة ثانية في كثير من البيئات ومطالبة بتعديل القانون، لكن هذه الصيحات صمتت خلال الأزمة، لأنها وجدت أنه ليس هناك من حلول إلا بالزواج من أخرى، لافتاً إلى أنّ الأصل في الزواج زوجة واحدة وأنّ التعدد هو للحاجة مع القدرة على العدل والإنفاق، لكن نتيجة الأزمة التي يمر فيها المجتمع كان التعدد في الزوجات حلاً منطقياً وطبيعياً..."

وهنا لا نجد أنفسنا مضطرين للدخول في تفاصيل أحسن الحلال أو أبغضه عند الله عز وجلّ، كما لا نود التعمق في مسألة تعدد الزوجات وأسبابها ومبرراتها الاجتماعية والدينية، إنما نود أن نخوض قليلاً في موضوع أزمتنا، فهل بتنا حقاً كالألمان بعد الحرب العالمية الثانية، ونحن نعرف أن تلك الحرب أبادت الملايين من الألمان؟! ومن ناحية أخرى، فنحن نعرف مجتمعنا وقضاءنا جيداً، إذ لم يكن يمانع على الإطلاق في حدوث تعدد زوجات في أية بيئة سورية، وحسب السلوكيات المتعارف عليها، فإن القضاء آخر من يعلم لدى حدوث زواجٍ ثانٍ أو ثالث أو حتى رابع، ويضاف إلى ذلك أن من كانت شروط زواجه الثاني سابقاً تتلخص في "الملاءة الاقتصادية والقدرة على إدارة أسرتين"، فإنها لن تتغير في الأزمة، فمن سيقدم على زواجٍ ثانٍ إنما هو نفسه القادر عليه في كل وقت...وبالتالي فمن يخاطب السيد القاضي؟!...هل يخاطب الأزواج المستقرين مع زوجاتهم، أم الفتيات العزباوات؟...وهل سيجد تصريحه آذاناً صاغية لحل ما أطلق عليه مشكلة؟

بالتأكيد وضعنا في سنوات الأزمة والحرب ليس كوضعنا في السنوات التي سبقتها، ولكن متى كان للقضاء الشرعي دوره في "التزويج"؟!...فمئات الدراسات الاجتماعية والمقالات الصحافية صدرت قبل الأزمة، وتناولت موضوع الزواج ومشاكله دون أن يكون للسلطات الزمنية أو الوصائية أو التنفيذية أي دور لمساعدة الراغبين من الجنسين في الزواج على إتمام "نصف دينهم" بسهولة ويسر، فما بالنا الآن، والغالبية العظمى من الشعب تعاني تكاليف الحياة، بل سئمتها إلى درجة لا يمكن أن توصف ...

ونافلة القول إن مجتمعنا لا يعرف للزواج حالات طارئة كالتي عرفتها المجتمعات الغربية خلال مخاضاتها التاريخية، فمن يريد أن يتزوج يتزوج سواء قبل الأزمة أو خلالها أو بعدها، وإذا شئنا أن نعدد صعوبات الزواج قبل الأزمة وخلالها نجدها نفسها تقريباً، وهي السكن اللائق -أو مجرد السكن دون توصيف-، فرص العمل، الحالة المادية، التقاليد الاجتماعية وحالة الأهل...أما الحديث عن ارتفاع نسبة الإناث على الذكور، فهي قديمة وسجلت أرقاماً متقاربة نسبياً مع ما قبل الأزمة، وهي حالة شائعة في المجتمعات العربية تنتج عن سوء ضبط النسل أو تحديده...كما أن الحديث عن هجرة الشباب قد لا يفاقم مشكلة العنوسة بوجود الصعوبات التي تحدثنا عنها، فثمة من هاجر مكلِّفاً وكلاء عنه للارتباط بشريكة من الوطن، أما وسائل التواصل فتعج بطلبات الشباب المهاجر للتعارف بفتاة الوطن الراغبة بالزواج والهجرة معاً لتلتحق به في ديار الغربة، ذلك أن الزواج بها في البلد قد تعذّر لأسباب ذكر بعضها القاضي الشرعي الأول...

وختاماً فإننا لا نرى ضرورة لتذكير المجتمع بما يحلله لنا الدين الحنيف، وخاصة في أزمة "الأزمة" –إن صح التعبير- تلك التي تتلخص في نمو أفكار على الأرض ظاهرها ديني أصيل وباطنها رجعي دخيل يلوّح بمصيرٍ أسود...وتلك الأفكار يناضل المجتمع السوري الأصيل من أجل دفنها ذلك أنها أُخضعت لتفاسير لا يحللها الدين ولا الشرع ولا المنطق السوري، مؤكدين في النهاية أن مشكلة "العنوسة" هي مشكلة عامة قديمة جديدة وليست نتاج حرب أو أزمة، أما استقرار الوضع الداخلي وتأمين الضروري من متطلبات الناس، إنما يسهم في حل عدة مشكلات اجتماعية –ولو جزئياً- ومن ضمنها "العنوسة".


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 سوسن
    8/2/2017
    19:34
    يريدون العودة بنا إلى مجتمع الذكورة...
    وفي هذا المجتمع ينحصر دور المرأة في الإنجاب فقط لدى من يستطيع إيواءها...
  2. 2 دلع القاضي
    8/2/2017
    19:37
    قاضي وشرعي ويشجع على الزواج بثلاث ...!
    ...ويقول إنهم باتوا يسهّلون ذلك في المحاكم الشرعية!!!...هذا منطق غريب بعد ست سنوات كفاح ضد الرجعية.
  3. 3 جميلة.ع
    8/2/2017
    19:38
    لا يجب النظر إلى رأي القاضي
    لديه أسرته ولينصحها بما يشاء.
  4. 4 سميرة دهب
    8/2/2017
    19:49
    كانتون جنسي
    هل هكذا يريدنا القاضي الشرعي؟! زوجة ثانية وثالثة...!...لننقلب إلى كانتون جنس ونساء في المخدع...والله غير معقول!
  5. 5 علياء
    8/2/2017
    19:52
    توقعنا من القاضي الشرعي حلول مناسبة
    مثلاً تيسير الحصول على سكن للشباب أو فرص عمل للجنسين تساعدهم على التفكير بالزواج...لم نتوقع أن يقوم فقط بتسهيل عقود النكاح...ثم كيف يصوّرنا وكأننا كائنات جنسية (يا منتزوج يا منرتمي بأحضان واحد متزوج بعقد شرعي؟)
  6. 6 سوري اصيل
    8/2/2017
    20:56
    س
    ماذا سوف يقول عند زيادة عدد الذكور عن الاناث يا ترى؟؟؟
  7. 7 خدوج
    10/2/2017
    00:22
    سؤال في غاية الأهمية
    وهو السؤال الذي توجه به السوري الأصيل: ماذا لو زاد عدد الذكور على الإناث؟!....عندها سيجد القاضي الشرعي نفسه قاضياً على جرائم شرف وبلا شرف.
  8. 8 حسون حسون
    10/2/2017
    00:29
    كثرة التهويل تزيد الطين بلّة
    فقد لمسنا من السيد القاضي تهويلاً للموضوع، والموضوع لا يستحق، فقبل الأزمة مثل ما بعد الأزمة حيث هاجر شبان وفتيات أيضاً...وإني لأرى الأمور بخير فعدد الشبان الذين يلحقون الفتيات في الشوارع كبير جداً...وهذا مبشر بالخير فيما لو اتُبعت إجراءات التعارف أصولاً على طريقة الفنان وليد توفيق الذي قال: "أبوك مين يا صبية، وساكنة فين يا عينيّ..." ثم على طريقة الفنان اسكندر الذي قال: "هالليلة هالليلة رايح لبوك الليلة..."...ثم على طريقة القاضي الشرعي الذي قال ما قال.
  9. 9 جلال المعتّر
    10/2/2017
    00:33
    إذا القاضي بدّو وحدة تالتة مافي داعي للرسميات والإعلام...
    وشكلو ناوي عالتالتة، فصارت المهمة صعبة شوي لأنها تحتاج إلى إقناع اثنتين...فلجأ إلى التصريحات الإعلامية وجعل الموضوع رسمياً لتقتنع الاثنتان وبعدهما الثاثلة...ومبروك سلفاً، وانشالله يطعمك الحجة مع التلاتة بجاه نبينا محمد.
  10. 10 أبو جعيط
    10/2/2017
    00:38
    خبرية القاضي سرت في الإعلام سريان النار في البنزين
    واحتلت معظم إخباريات الواتس أب...ومنذ ذلك الحين، فإن أي خروج لي خارج المنزل في أوقات غير طبيعية بات يفسّر من قبل كريمتي بأنه تطبيق لسنة الله ورسوله على زوجة ثانية...على أساس إنو المحكمة الشرعية كتير مسموع كلامها وعلى أساس إنو القاضي الشرعي ولو كان أول ما بينردّلّو كلام!!!...حل عنا كرما النبي محمد...واحدنا إذا طلع من البيت هالإيام بيكون بس ليوفر دفا، أو ليشم ريحة غاز بالمنطقة ويعتل الجرّة بسرعة...قال ثانية وثالثة قال...!...
  11. 11 نعيم
    10/2/2017
    00:53
    لماذا لا يتفق القاضي الشرعي مع وزير الكهرباء؟!
    لماذا لا يتفق القاضي الشرعي مع وزير الكهرباء على حل لمشكلة العنوسة والعزوبية بتشجيع الراغبين في نصف الدين الثاني على الزواج في بيوت مستثناة من قطع الكهرباء، على الأقل طيلة شهر العسل ؟! فبرأيي سيقدم الكثيرون على الزواج ضمن هذا العرض فقط لينعموا بالكهرباء شهراً!...جكارة بالوزير!!!
  12. 12 صالة أفراح
    10/2/2017
    00:57
    ليش السيد القاضي بيسميها مشكلة عنوسة بس؟
    أليست مشكلة عزوبية عند الشباب أيضاً؟
  13. 13 تمّام شحيمي
    10/2/2017
    01:00
    "سيريتل" ترد على القاضي أمس الأول
    وذلك بعرس جماعي في "ديديمان"...انشالله بعرس سيريتل الجايي ما بيبقى ولا عزّابي وعزّابية بالبلد...
  14. 14 اكتمال كمال
    10/2/2017
    03:11
    وتر حساس
    الزواج هذه الأيام وتر حساس لأنه يعني اكتمال الشخص المتقدم للزواج...المتزوجون الآن يشعرون بحمل وعبء ثقيل...وين بدو يروح الواحد بحالو وبعيلتو وولادو؟!...وين؟ المستقبل غامض والوضع مغمض...وما منفتح عيوننا إلا على مصيبة
  15. 15 زياد سحتو
    10/2/2017
    03:17
    لفتة وفاء للفنانة سميرة توفيق من قبل القاضي
    قالت سميرة: " يا بتجوز يا بفقع..."...وها هو نشيدها يجد أصداء له بعد نصف قرن...

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا