حمّى "التقسيم" تصل إلى الجامعة... مجلس الوزراء يقسم جامعة دمشق إلى جامعتين!

الخميس, 9 آذار 2017 الساعة 02:45 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

 حمّى

جهينة نيوز-هانيبال خليل:

بتاريخ 7/3/2017 وافق مجلس الوزراء على مشروع تقسيم جامعة دمشق إلى جامعتين تحت مسمى جامعة دمشق الأولى (وهي خاصة بالكليات الأدبية) وجامعة دمشق الثانية (وهي للكليات التطبيقية)، وذلك تحت مبرر "الاستمرار بتخريج كوادر أكاديمية بمستوى علمي متقدم حفاظاً على عراقة جامعة دمشق، وبما يحقق الخدمات الأفضل للطلاب والكادر التدريسي ويخفف الأعباء الناجمة عن زيادة عدد الطلاب والكليات" حسبما أورد مصدر رسمي...وقد أضاف المصدر أنه سيكون لكل جامعة رئيس.

جامعة دمشق، الأولى عربياً:

هذا وتعد جامعة دمشق –قبل قرار تقسيمها إلى جامعتين- أقدم وأكبر جامعة في الجمهورية العربية السورية، والأكبر بين الجامعات العربية من حيث عدد الطلاب، تقع في العاصمة دمشق ولديها فروع في بعض المحافظات الأخرى، وهي أول جامعة حكومية في الوطن العربي حيث ترجع نواتها الأولى إلى العام 1903م من خلال المدرسة الطبية بفرعيها الطب البشري والصيدلة.

وفي عام 1923 تم دمج المدرسة الطبية مع مدرسة الحقوق (التي أسست عام 1913) لتكوين الجامعة السورية، وبقيت تحمل ذلك الاسم حتى عام 1958 حيث أصبحت تدعى جامعة دمشق.

الجامعة منذ الحركة التصحيحية إلى الآن:

وبعد الحركة التصحيحية عام 1970 تم تقديم الدعم للكليات القائمة وإنشاء الأقسام الجديدة فيها واستكمال التخصصات الأخرى وإحداث المعاهد المتوسطة الملحقة بالكليات، وأصبحت جامعة دمشق تتكون من: كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، كلية الاقتصاد ، كلية التربية ، كلية الحقوق ، كلية الزراعة ، كلية الشريعة ، كلية الصيدلة ، كلية الطب بمشافيها، كلية طب الأسنان ، كلية العلوم ، كلية الفنون الجميلة ، كلية الهندسة المدنية ، كلية الهندسة المعمارية، كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، المعهد العالي للتنمية الإدارية، وحظيت معظم الكليات والمعاهد بمبان جديدة، وتم تشييد عدد من الوحدات السكنية للطلاب والطالبات في مدينة باسل الأسد الجامعية، كما تم تشييد بناء مستقل خصص سكناً لممرضات العاملات في المشافي الجامعية، وتم افتتاح عدد من دبلومات التخصصات في الدراسات العليا في اختصاصات مختلفة بالإضافة إلى دبلومات التأهيل، كما افتتحت درجة الماجستير في معظم الاختصاصات ودرجة الدكتوراه في بعضه .

مبررات التقسيم، هل هي مقبولة؟

وبالعودة إلى المبررات التي تقدم بها المصدر الرسمي من جامعة دمشق حول تقسيم الجامعة فإننا لا نجد ما يبرر ذلك القرار، ذلك أن الحفاظ على العراقة والمستوى المتقدم للطلبة وللخريجين لا يرتبط بحجم الجامعة، بل بسعة علومها وقدرة كوادرها العلميين والإداريين ونزاهتهم، بالإضافة إلى بناء علاقات علمية شفافة ونزيهة مع أفضل جامعات العالم، كما أن تقديم الخدمات الأفضل للطلاب والكادر التدريسي ممكنٌ من خلال دعم الكوادر الإداريين في الجامعة وزيادة عددهم بالخرّيجين الجدد وإدخال المزيد من الإصلاحات ضمن بُنى الجامعة الإدارية والخدمية وضبط إجراءات التعامل مع الطلاب وشؤونهم ومواكبة الكادر التدريسي وضبط احتياجاته وتصرفاته وتعميم الأنظمة الإدارية والمعلوماتية المتطورة لتحقيق النزاهة...أما التوسع في مباني الجامعة وفروعها وكلياتها وأقسامها فهو قائم منذ تأسيسها تحت إدارة واحدة ولا يؤثر على مركزية إدارتها وعلى رأسها رئيس الجامعة، وقد بلغ عدد رؤساء جامعة دمشق إلى الآن واحداً وعشرين رئيساً، ويجدر بالذكر أنها كانت معروفة باسم الجامعة السورية نظراً لخصوصيتها الوطنية والقومية، فهي الجامعة الوحيدة في العالم التي تقوم منذ تأسيسها بتدريس كامل مناهجها باللغة العربية، وهي التي تخرج فيها العديد من نوابغ الفكر والأدب والحقوق والطب ومختلف العلوم من السوريين والعرب والأجانب، وبالتالي فإننا نرى في قرار تقسيمها إلى جامعتين إساءة إلى تاريخها وعراقتها وحجمها وموقعها المتقدم بين الجامعات العربية والعالمية، ومن المعروف أن الجامعات العريقة في العالم كله تحافظ على اسمها ولا يمكن تقسيمها مهما بلغت من العمر ومهما توسعت وازداد عدد طلابها لأنها بذلك تحافظ على اسمها العريق وطابعها وخاتمها وبصمتها العلمية وكيانها العلمي الموحد على مر السنين، كما أنها تحافظ على أرشيفها العلمي والإداري تحت اسمٍ واحد

المخاطر المحتملة للقرار:

أما المخاطر المحتملة من قرار مجلس الوزراء بتقسيم جامعة دمشق إلى جامعتين فهي تكمن في مخاطر إدارية وعلمية وأخرى مجهولة الآن، وعلى سبيل المثال فجامعة دمشق الثانية ستكون إدارياً مؤسسة جديدة لا تحمل تسلسل سنوات العراقة التي تحملها جامعة دمشق الأولى، ولا حتى المميزات والتقاليد العلمية التي اشتُهرت بها الأولى، كما يُخشى من وقوع عمليات اصطفاء وتمييز وترميز للموضوع برمّته استناداً إلى توزُّع الكليات والأماكن تحت اسميْ الجامعتين، ذلك أن البيت الواحد لن يحتفظ بخصائصه إذا أضحى بيتين، ولا بد من حدوث خلل ما في وضع التوصيف الإداري والعلمي لكلا الجامعتين، كما من المتوقع تأثّر أرشيف الجامعة الأصلي بأشكال من الخلل لدى إعادة النظر فيه وإمكانية توزيع بعض محتوياته بين الجامعتين في ضوء التقسيم، بينما ستُضاف إلى سيرة الجامعة -فيما لو نُفِّذ قرار تقسيمها- عبارة "حين كانت جامعة واحدة" أو "حين كانت تحمل اسم جامعة دمشق" أو "الجامعة قبل التقسيم" و"الجامعة بعد التقسيم"...كما سيحدث خلل في منظومة ومفاتيح البحث عن الجامعة في وسائل الاتصال والبحث الحديثة، وسيغدو التعريف بها والبحث عنها رهين فترتين.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 إبن الجامعة
    9/3/2017
    22:52
    من له مصلحة؟
    من له مصلحة في تشتيت جامعة دمشق وبعثرة أوراقها؟!...الحكومة قبل اتخاذها القرارات، هل تفكّر؟
  2. 2 لؤي
    19/3/2017
    00:35
    الحكومة في مين يفكرلها ويفكر عنها
    أبشع حكومة في التاريخ السوري الحديث
  3. 3 شمس الاصيل
    28/3/2017
    14:58
    ليست حزورة
    الامر بسيط جدا !!!! هناك شخص ما يريدون أن يحدثوا له منصب قيقسموا اي موقع والعكس ايضا عندما يغضبوا على شخص ما يقومون بعميلة دمج !!! ألم يحن الوقت ليتعافى هذا البلد من هؤلاء الدواعش ؟؟؟
  4. 4 ابو صلاح
    29/3/2017
    13:01
    جامعة دمشق تواجه احمقين
    جامعة دمشق تواجه احمقين . وهي في نكبة . صراع التيوس على العناد والضغط على الزناد اما قاتل او مقتول بين ذكرين كل منهما يريد الرئاسة ولو احدث للناس التعاسة . لماذا لاتبقى الجامعة واحدة موحدة ويستلم احد التيسن الرئاسة لسنة أو سنتين وبعدها يستلم التيس الاخر . لا احد منهما يثق بالاخر. لان أي منهما ليس ام الصبي ؟؟؟ ونتمنى لو يظهر تيس ثالث وتقسم الجامعة الى ثلاثة اقسام . الانانية يتميز بها السوري قبل غيره فلتقسم الجامعة الى قسمين وليعزل كلا المرشحين للرئاسة ويحال كل منهما لمشفى الامراض النفسية . ونيرون حرق روما لغاية في نفسه لكن التيوس تخرب كل شيء من اجل العناد انها الجحشنة التي اصابت اصحاب الشهادات العليا التي حصلو عليها بطريق ما؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
  5. 5 ابو صلاح
    29/3/2017
    13:01
    جامعة دمشق تواجه احمقين
    جامعة دمشق تواجه احمقين . وهي في نكبة . صراع التيوس على العناد والضغط على الزناد اما قاتل او مقتول بين ذكرين كل منهما يريد الرئاسة ولو احدث للناس التعاسة . لماذا لاتبقى الجامعة واحدة موحدة ويستلم احد التيسن الرئاسة لسنة أو سنتين وبعدها يستلم التيس الاخر . لا احد منهما يثق بالاخر. لان أي منهما ليس ام الصبي ؟؟؟ ونتمنى لو يظهر تيس ثالث وتقسم الجامعة الى ثلاثة اقسام . الانانية يتميز بها السوري قبل غيره فلتقسم الجامعة الى قسمين وليعزل كلا المرشحين للرئاسة ويحال كل منهما لمشفى الامراض النفسية . ونيرون حرق روما لغاية في نفسه لكن التيوس تخرب كل شيء من اجل العناد انها الجحشنة التي اصابت اصحاب الشهادات العليا التي حصلو عليها بطريق ما؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
  6. 6 أبو علي
    31/3/2017
    15:27
    جامعة دمشق تتعرض للتشويه
    وهنالك دعاوى غاية في الأهمية يرفعها أساتذة في الجامعة ضد مسؤوليها ... وتتعرض هذه الدعاوى كالعادة للضغوط...
  7. 7 نوري
    6/4/2017
    04:21
    ما هي المؤسسة العلمية التي لم يعطّلها الفساد؟
    إذا كان أهم المؤسسات العلمية يطرد كفاءاته ويطفشّها...إذا كان رئيس الجامعة ديكتاتوراً لا يعترف بأحد...إذا كان معظم رؤساء الأقسام من المعقدين والفاشلين في سيرتهم الدراسية...إذا كان الفاشل دراسياً هو المرشح حكومياً لكل شيء...المزبلة قادمة إن شاء الله لتحوي هؤلاء المفسدين.
  8. 8 لارا ب
    6/4/2017
    04:26
    على سبيل المثال لا الحصر
    مندبو الجامعة دمّروا مؤسسة الآثار والمتاحف...بحجة أنهم أكاديميون...!!!...طز بالأكاديمية التي تجعل من شخص أداة رخيصة بيد جهات أجنبية مشبوهة...
  9. 9 إبن الجامعة
    10/4/2017
    15:05
    الحكومة تتراجع عن قرار تقسيم جامعة دمشق
    تراجع أمس رئيس الحكومة المهندس عماد خميس عن قرار تقسيم جامعة دمشق خلال اجتماعه مع أساتذة كلية الاقتصاد في جامعة دمشق، وقد جاءت هذه الخطوة بعد مقالة جهينة نيوز عن خطورة الموضوع، كما بدا ذلك من خلال حديث رئيس الحكومة، الذي أحاط تراجعه عن القرار بالقول إنه سيتم إدراج أكاديميات جديدة تحت اسم جامعة دمشق...وبالتالي فهذا دليل جديد وإضافي على فشل الحكومة في اتخاذ قراراتها وسوء تصرف الكادر الإداري والقانوني فيها...شكراً جهينة نيوز وإلى الأمام في المزيد من عمليات تصويب العمل الحكومي بالرأي الصائب والموثق.
  10. 10 إبن الجامعة
    10/4/2017
    15:15
    لن يصحّ إلا الصحيح
    يعتمد السيد رئيس الحكومة على كادر إداري وقانوني فاشل ومخفق في جل عمليات إدارة رئاسة الحكومة وقراراتها، ونستغرب كيف أن السيد رئيس الحكومة لم يكتشف ذلك حتى الآن، فيما نرى أيضاً أنه رضخ للأمر الواقع في مبنى الحكومة الذي يتعاقب عليه الأشخاص باسم رئيس حكومة بينما لا يتغير شيء من الأمر الواقع السيّئ...ومع الأسف فقرارات الحكومة ارتجالية يتحكّم بها أشخاص ويؤثر فيها أشخاص، ولا صفة مؤسساتية لهذه الحكومة التي يسيطر على قراراتها أفراد قاموا بتسوير المبنى ضد المراجعين ... ويكفي لأي عضو في السلطة أن يتخفّى ويزور المبنى ويحاول الاستفسار عن شيء ليواجه معاملة جافّة ...أمس تراجع رئيس الحكومة عن قرار تقسيم جامعة دمشق بفعل الرأي الصائب، وقبله اعترف بتضليله من قبل فريقه الحكومي بخصوص الإعلام...وماذا بعد؟!
  11. 11 إبن الجامعة
    10/4/2017
    15:27
    إضافي إلى رئاسة الحكومة: لا لتقسيم الجامعة ولا لتقسيم البلد!
    خلال حديث رئيس الحكومة أمس، تهرّب من مصطلح "تقسيم الجامعة" بالرغم من أن خبر مكتبه الصحافي قد انطوى على ذلك حين صدر قرار تقسيم الجامعة..!..ومع ذلك نؤكد نجاح جهينة نيوز في الحديث عن "حمى التقسيم" لأن السيد رئيس الحكومة -وعلى الأغلب- يعرف أن جرائم موصوفة تُرتكب في سورية بغرض تقسيمها حسبما يمليه مخطط الأعداء على أدواتهم...والمثال في الحسكة حيث تعمل دائرة الآثار هناك على ضم آثار الجزيرة السورية إلى ما يسمى بـ"كردستان" وتقوم بإلغاء الصفة السورية عن بعض المواقع الأثرية هناك والادعاء بأنها تعود للشعب الكردي، وذلك بدعم أجنبي ومحلي يتمثل في شرذمة من الموظفين في مديرية الآثار -سابقاً وحالياً-...نرجو من رئيس الحكومة الاطلاع -على الأقل- على جداول رواتب موظفي الحسكة المتورطين، وعدم تهديد لقمة عيش الآخرين.

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا