ما بين أوهام البرزاني و أهداف ترامب و توسيع دائرة المواجهة

الخميس, 1 حزيران 2017 الساعة 23:46 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

 ما بين أوهام البرزاني و أهداف ترامب و توسيع دائرة المواجهة

خاص جهينة نيوز – كفاح نصر

من يراقب السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط منذ بدء حكم ترامب يخرج بنتيجة أن واشنطن تناور لربط كردستان العراق بالأردن مقابل وقف الحرب في سورية, و تجلى ذلك واضحاً عبر تركيز واشنطن على الحدود العراقية الاردنية السورية, حيث أن إستهداف القوات السورية و حلفائها في البادية لا يمكن أن يكون إعلان حرب ضد الدولة السورية حيث ينتشر الخبراء الروس في كل مكان ولا حتى رسم خطوط حمراء في الداخل السوري لان مثل هذا السيناريو سينتهي بمواجهة مع روسيا, عاجلاً أم آجلاً, و بالتالي الضربة الأمريكية لم تكن سوى رسالة سياسية كشفها إنسحاب القوات الامريكية من البادية و التي دخلت فقط لتبرر الضربة العسكرية ومن ثم تنسحب لتقول بأن ما تريده واشنطن طريق الى كردستان العراق مقابل السماح للقوات السورية بإستكمال تحرير ارضها حتى لو تكرر سيناريو الحرب مع ما تسميه واشنطن قوات سورية الديمقراطية, ولكن شيئاً فشياً تتوضح المناورات الأمريكية التي لم تحرك ساكناً مع وصول الحشد الشعبي الى الحدود السورية في حين جن جنون قوات سورية الديمقراطية و البيشمركة في العراق و بدأت تطلق التحذيرات من هنا و هناك لإدراكهم بأن معركة الإنفصال أصبحت في خطر, مع بدء زوال مخططات ربط كردستان العراق بالأردن.

ومع تقدم الحشد الشعبي في العراق الى الحدود السورية جاء رد الفعل الكردي في تركيا من خلال تصعيد العمليات ضد الاتراك على أمل أن الحصول على طريق بري الى الاردن لازال قائماً عبر سورية في عكس ما حاولت واشنطن أن تقول, بينما رد الفعل الامريكي كان بعيداً جداً في أفغانستان التي عادت الى الواجهة وبقوة, لدرجة أصبح السؤال المطروح هل تحاول واشنطن الحصول على إمتيازات في أفغانستان من إيران مقابل التخلي عن العراق و سورية, و بالتالي الحراك العسكري الأمريكي يوحي بأن واشنطن مستعدة لضمان وحدة سورية مقابل دولة كاملة في كردستان العراق أو إعادة الأوضاع لما كانت عليه بعد اتفاقات العام 2009 في العراق مقابل خط نفطي من تركمانستان الى باكستان تعارضه كل من موسكو و طهران, وما يؤكد هذا الكلام هو تصريحات البشمركة التي تقول ان المناطق التي حررتها من داعش أصبحت لها ولن تتنازل عنها وهذا ما لم تتجرأ واشنطن على قوله في العراق او ليبيا او افغانستان ومثل هذه التصريحات الغريبة و المضحكة ليست بعيدة عن القرار الأمريكي و الدعم الأمريكي وهي بالمختصر تعني منح الجيش العراقي حق فتح حرب قد لا تقف عند حدود هذه المناطق, أي ترك جميع الأطراف تحت السندان, وهو ما يؤكد أن الأمريكي يقوم بخلط الأوراق وترك جميع الخيارات مفتوحة دون إستثناء ولم يتخذ أي قرار سوى المساومة مع روسيا و إيران, وتوسيع دائرة المواجهة مع موسكو لتصل من جديد الى وسط آسيا وبالذات أفغانستان و البلقان مع ضم الجبل الاسود للناتو و التحرش بصربيا و شمال إفريقيا.

التصريحات السياسية الأمريكية و الوعود الأمريكية لتركيا تحوي في طياتها ضمان عدم قيام أي كيان كردي في الشمال السوري, وهذا يعكس التفكير الأمريكي الذي لا يريد أن تخرج تركيا من الناتو و بالتالي يفقد السيطرة على مضيق البوسفور الاستراتيجي الذي يفوق أهمية بترول كردستان و الذي بدوره لواشنطن كتحصيل حاصل بدولة او بدون دولة كردية شمال العراق, فهذه الدولة الكردية لا تخدم الادارة الامريكية بوجود دولة إسمها سورية لانها لن تساهم بتشغيل خط نابوكو الذي يحتاج الى ايران و بالتالي سقطت حاجة واشنطن لهذه الدولة, و إغضاب تركيا كذلك يعطي للمشروع الآوراسي الروسي حيزاً جغرافيا جديد, و بالتالي يمكن لواشنطن أن تضغط على تركيا لكن أن لا تقوم بما يهدد أمنها و يضعها في صراع مع الأكراد الذين أصلا يطالبون بكردستان جنوب تركيا وليس شمال العراق.

ومن جهة ثانية الامريكي كذلك لم يتخلى عن فكرة الوصول الى ثروات بحر قزوين التي إحتياطاتها أكثر من دول الخليج مجتمعه مع العراق رغم أن الحرب الأمريكية في أفغانستان قائمة منذ 15 عاماً دون نتيجة و إستمرار هذا الوضع يقلص النفوذ الأمريكي في عموم آسيا , و لهذا السبب فإن واشنطن التي تمسك بعصا داعش و عصا قوات سورية الديمقراطية وعصا ما تسميه جيش أحرار العشائر في سورية تمسك بصراع قادرة على تغير نتائجه وليس مشروع تقسيمي, ولا طمحوات كثيرة لها في هذه المنطقة, ولكنها تتاجر بالجميع و تصنع نزاعات مختلفة لكي تبقى في سورية كأداة ضغط دون أن تقوم بأي خطوة من شأنها وقف الحرب وذلك لاستثمار الصراع في سورية في أوراق دولية مختلفة وعلى رأس الأولويات الأمريكية أفغانستان مدخل واشنطن لبحر قزوين.

روسيا لم تكن بعيدة عن التصعيد وبدأ الرد الروسي على لسان الرئيس الروسي الذي أكد أن موسكو غير قلقه من تحركات الناتو لانها واثقة بقدراتها الدفاعية ولا تقيم إعتباراً لكل تلك الحشود وهذا ما يؤكد أن موسكو ليست بصدد تقديم اي تنازلات لواشنطن لتسحب حشودها عن الحدود الروسية وبل ربما تقابل هذه الحشود بحشود في مكان آخر وهو ما يحدث في القطب الشمالي, في حين أطلقت موسكو اربع صواريخ كاليبر مجنحة في رسالة للولايات المتحدة بأن كاليبر يتحدث لغة التفاوض الأمريكية و إبلاغ واشنطن عن الضربات حين وضع الأصبح على زر الإطلاق و بأفضل من التوماهوك الأمريكي , فيما على الجبهة الأفغانية مع قيام واشنطن ببدء نشر داعش قد تتدخل منظمة شنغهاي للتعاون وهذا ما المحت له مواقع إخبارية أمريكية, في حين الحرب في سورية و العراق تسير على عكس ما تشتهي واشنطن و خصوصا بعد قيام وحدة استطلاع روسيا بالإقتراب من الرقة و رصد ما يحدث و فضح مؤامرة إخراج داعش بإتجاه تدمر , ليصار الى تدمير رتلين لداعش و من شأن هذا الأمر أن يحول نزهة القوات الأمريكية الى صراع حقيقي مع داعش مع فشل الإدارة الأمريكية بإخراجهم من الرقة بدون قتال, على وقع تقدم القوات السورية المعززة بالحلفاء على أكثر من جبهة في البادية السورية, قد تتشعب الاحتمالات, ولكن الثابت أن واشنطن أصبحت ترفع أوراق لا قيمة لها و ورقتها الوحيدة هي نشر الفوضى التي قد تنقلب عليها رأساً على عقب في حال إنضمت منظمة شنغهاي لمحاربة الارهاب في أفغانستان, رداً على نية الناتو الدخول الى الشرق الأوسط كحلف ونشر الارهاب حول العالم.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان- امريكا
    2/6/2017
    02:03
    الامبراطوريه الكرديه واماره شرق الاردن ..ياسترك يارب ..
    برازاني لم يكن يحلم اكثر من جابي جمارك ، وما فائده طريق بري للمتوسط ، او ممر للخليج العقبه ؟ يمكن لتصدير ضراط كردستان ولا ورث البقر للبيش مرقه .. ومن ثم من يعتقد ان النظام الاردني قوي فهو واهم . واذا دخل الاردن با ي مشاريع او تحالفات اقليميه ، سينتهي باربع وعشرين ساعه ، وهو ليس اكثر من مخفر متقدم للامريكان وحرس حدود للاسرائيلين وبعدين طرنب خريان ومالو دريان وحجمه معروف وشخاخ .. وليس لديه مشكله سوى ان كان سيكمل مدة الاربع سنوات ، ولا اربعه اشهر رجاء وفروا التحليلات الاستراتيجيه ، ومعبر التنف فقط هي منطقه صيد الحباري والجرذان ، لامراء الخليج وبموسم الشتاء سيرحل عنها كلاب وحمير الشرقيه والمليشيات الامريكيه وهذا التحليل هو الاصح / والمنطقه الامنه حددها طرنب بخمسين كليومتر

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا