هل بدء الربيع الخليجي.؟

شارك |

خاص جهينة نيوز – المحرر السياسي

قبل أيام قليلة وبعد غياب طويل أطلق وزير الخارجية القطري الأسبق جملة تصريحات, و أثارت تصريحاته جدلاً كبير, في حين أن أهم ما جاء في تصريحاته بقي بعيداً عن الأضواء, و أهمها هو قوله بأن قطر إستضافت خمس قياديين من حركة طالبان الأفغانية بناء على طلب أمريكي و حين تطلب واشنطن مغادرتهم سيغادرون و نرتاح حسب تعبيره, ليقول بشكل دبلوماسي بأن قطر فعلت كل ما طلبت منها واشنطن و لم تخالف السياسة الأمريكية بأي شيء حالها كحال آل سعود الذين يعتقدون بأن زيارة ترامب للمملكة هي انجاز سياسي و ليحمل واشنطن مسؤولية أي تصعيد قطري قادم ضد السعودية, و مسؤولية التصريحات القطرية ضد آل سعود في ليبيا أبان حكم القذافي والتي كانت أحد الأسباب للحشد السعودي ضد قطر, ومن جانب آخر في تصريح غير مسبوق قال مستشار أردوغان في لقاء صحفي يصف السعودية " قبيلة ولها ملك والجميع يتبع الأوامر القبلية" و أكد أن هذا الأمر غير مقبول و تحتاج الى ربيع في إشارة للربيع العربي, في حين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين : “الولايات المتحدة تسعى إلى دمقرطة الجميع ولا أعتقد أن ذلك يعجب الأنظمة الملكية في منطقة الخليج وسأقول بصراحة إنه لو كنت في مكان حكامها لبدأت بالتفكير في الخطوات التي ستتخذها الولايات المتحدة لاحقا”. و أصبح السؤال ماذا يحضر للسعودية, و خصوصا أن المطلعين على السياسة الروسية يدركون بأن كلام الرئيس الروسي مبني على معلومات وليس تنجيم.

في قراءة لسياسات دول الخليج يمكن القول أن الإمارات فقط خلال العقدين الماضيين تبنت سياسات خارجية معقولة و بشكل خاص مع روسيا وحاولت موازنة العلاقات الخارجية مع القوى العظمى و إن تجلى ذلك من البوابة الإقتصادية بينما قطر قامت بتوتير العلاقات مع روسيا دبلوماسياً بما لم تقم به واشنطن نفسها و بشكل خاص بعد الازمة السورية بعد أن شهدت العلاقات القطرية الروسية تحسن ملحوظ جراء التعاون في منظمة الدول المصدرة للغاز, و أما المملكة السعودية و عوضاً عن تربية الأجيال السعودية على إستعادة الأراضي العربية المقدسة المحتلة في فلسطين كانت تمول و تنتج حتى برامج الأطفال للتحريض ضد روسيا و تنشأ جيل سعودي هدفه مقاتلة روسيا في الشيشان الروسية و تبث التحريض في أقنيتها الإعلامية بمختلف أشكالها ضد روسيا قبل الأزمة السورية, و بشكل مفاجيء يبدأ نشاط دبلوماسي قوي لكل من السعودية و قطر و البحرين مع روسيا, و تتغير لهجة الاعلام القطري و السعودي تجاه روسيا, في حين البحرين عام 2016 زادت علاقاتها الاقتصادية مع روسيا ثلاث أضعاف و يتوقع ان تتضاعف أكثر في الأشهر القادمة, وقد عزا محللين روس هذا التغير الى الإعتراف بإنتصار سورية في الحرب على الارهاب و بالتالي بدء تحسين العلاقات مع حلفاء سورية, ولكن لا يمكن إعتباره سبب كافي و خصوصاً أن النشاط الدبلوماسي السعودي القطري في موسكو جاء بعد الأزمة الخليجية و في بلدين حلفاء لواشنطن وكل منهما تستضيف قواعد عسكرية أمريكية و بالتالي من الطبيعي التوجه لواشنطن في هكذا ضروف, وهذا الحراك جاء بعد قمة ترامب في الرياض التي يفترض ان تدفعهم للصراع مع ايران, و يبقى الأهم هو أن هذا الحراك الدبلوماسي يجري في ظل توتر العلاقات الروسية الأمريكية الى أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة, وهو ما يؤكد وجود قلق خليجي من تغيرات تخطط لها واشنطن في الخليج دفعها الى طرق الباب الروسي.

 

الدكتور أسامة فوزي رئيس تحرير عرب تايمز الأمريكية عزا الخلاف القطري السعودي الى تسريب تسجيلات بين أمير قطر الأسبق والرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في ليبيا و هذه التسجيلات التي تتحدث عن إنقلاب في السعودية لم تكن بعيدة عن مخططات المخابرات الأمريكية, و ما قاله حمد بن خليفة للقذافي بدأ يتحقق ما يؤكد هذا الكلام هو أن أحد نتائج الخلافات الخليجية الخليجية بعد زيارة ترامب كان تنفيذ ما تحدث به أمير قطر الأسبق في ليبيا من خلال عزل ولي العهد السعودي و تعديل الدستور لقطع الطريق على ابناء مؤسس السعودية في إنقلاب أبيض جرى بأوامر ملكية من الملك السعودي و بموافقة الادارة الأمريكية, و يمكن القول أن جزء من الذي تحدث عنه حمد آل ثاني في ليبيا ضمن التسجيلات المسربة من خلال تنصيب جيل شاب من آل سعود لمناصب الدولة قد بدأ فعلياً, علماً بأن ما حدث سيؤسس لأول شرخ في الأسرة الحاكمة السعودية و قد بدأ تسريب وثائق تشير الى إعتراض الكثير من رموز آل سعود على إجراءات الملك السعودي التي صدرت صباح اليوم, هذا و رغم عرض صور لولي العهد السعودي الجديد يتقبل التهاني من سلفه فإن المؤكد أن السعودية الغير مستقرة أصلاً و التي فتحت حولها عدة جبهات مقبلة على مرحلة إشتباك سياسي قد يؤدي الى تطورات واسعه على المملكة و دول الجوار, و أصبح السؤال الأكثر إلحاحاً هل تقبل دول الخليج على اضطرابات تنتهي بربيع عربي في السنوات المقبلة.؟ و يكفي القول أن ما قاله حمد آل ثاني في ليبيا و بموافقة الأمريكيين بدأ تنفيذه فعلياً.

أخبار ذات صلة

• “أكسيوس”: مسؤولون أمريكيون في السعودية لبحث صفقة ضخمة تشمل التطبيع مع “إسرائيل”
• مودريتش لا يريد الإنتقال للسعودية.. فما مستقبله؟
• إجازة استثمار لقطاع النقل في محافظة الحسكة
• المقداد يبحث مع ابن فرحان العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها
• سوسان يستعرض مع الرسي العلاقات الأخوية السورية السعودية وتعزيز التنسيق في المحافل الدولية