هل يغفر السوريون للسوريين ؟؟!! ..بقلم : يامن أحمد

الخميس, 27 تموز 2017 الساعة 15:37 | منبر جهينة, منبر السياسة

هل يغفر السوريون للسوريين ؟؟!! ..بقلم : يامن أحمد

جهينة نيوز:

عندما يمتلك العقل قرار وجودنا لن تنحني النفس للعجز، لأن المسرات الفكرية غذاء عقلي يفسر غرائب الدنيا وأهوالها على أنها مرحلة زمنية لتعرية الذوات من عويل الشهوات وإعتناق الشبهات ...

فإن لم نمتلك القدرة على تجسيد العقل والروح، لن نمتلك قرار الوجود المشع بالتأثير المقدس ..أي أنك أيها السوري تمنح ما لايتمناه الشر والجهل لنا..

الشجاعة ليست أن أجعلك عدو لي في الأمة ،بل أن أجعلك عدوا لعدو هذه الأمة التي لا تعرف الكره والإنكار.

فمن لايستطيع أن يقدم ضعفه الرجيم قرباناً على مذبح الأنا المقدسة.. هو مادة ساقطة من تقويم الوجود و قيام الأمة والأقرب إلى أن يكون حالة مهملة أو حضور مرصود لممارسة الخنوع واليأس ونشر الموت العقلي في كل مكان يحل به ..

في الحروب تكتشف من أنت ،لأن حالة الواقع الإجتماعي الإعتيادي لا تلزم نفسك بخوض مواجهات دامية تعرضك للخطر..قد تصنع الوقائع في نفسك شخصاً آخر ولكن الأعظم أن تصنع أنت من الواقع واقعاً آخر ..فلا تعالج الأمراض جميعها بالدواء نفسه لمجرد أنه يدعى دواء قبالة المرض ..ولهذا نريد أن نمتلك رؤية الإحاطة بالحقيقة قبل أن نلقي الفكر التقي على الآخر ..

فإن لم ترى من كلمة الإنسان أفق وشمس لاتغيب لاتسعى إليه ..فإن الفكر الحي لا يلجم العقل بالريبة..

في زمن الحرب علينا أن نبحث عن كيفية صناعة البرد والسلام تحت جغرافية الجمر والدم ، لا أن ننسحب خلف أنفسنا حيث الوجود المهمل ...نريد الحركة التي تمنح البركات الفكرية في النفس وتتوغل خلف متاريس العجز وتصنع الإنسان السيد لا العبد ...

ياصاح :

الضعفاء لايمتلكون القدرة على المغفرة ولهذا يبقى الحقد مسيطرا عليهم وليس الإيمان.. لأن سطوة العجز في النفس تجذب الإنسان للإنحسار داخل هيكله، وتجعله منهزم أمام مايظنه حقيقة مقدسة !!

فكثير من البشر يظنون أنفسهم بأنهم مؤمنون لمجرد أن الأقوال قد أرضت ميولهم ..عندها تتوحش ذواتهم وكل هذا لأن الفكر الذي آمنوا به هو إنفعال حرض النفس على السوء ولم يروضها لتكون سبيل إلى القوة الحق التي تناصر الحقيقة العليا..

ولهذا لا بد من الحذر العذب الذي ينبض فكراً تقي ..مع إنتفاضة روح مقاوم كي تكسب شرف المواجهة مع الشر كما فعلها السوري المقاوم منذ البدء ..

نحن مع السلام ونقدس تلك الآلام التي تحفر أعماقنا حتى تصل إلى ذاك الفارس المقيد لتدعه يخرج إلى المواجهة ،ويكسب شرف أعظم ملحمة شهدها البشر ...

فما بعد معارك النار والحديد ضد الأفكار الدموية التي لا تؤمن بوجود الآخر ولا تصغي للمصالحات ، سوف نواجه في الداخل الطرف الذي يحاربنا الآن وهو يتحدث عن "بطولاته" ضد الجيش السوري المقاوم بعد أن كان الكبار ومعهم التاريخ القريب يتحدثون عن ملاحم حرب 73 والثمانينات ضد العدو الصهيوني حتى عام 2000 و2006..

من هنا يجب أن نتوعد أنفسنا بأن نكون في معارك نفي الجهل إلى العدم ..كما كنا في معارك إعادة الشمس للشروق لنعيد المذهب السوري المقاوم إلى الدين بعد أن إختطفه آزلام مذاهب النفط ولهذا يجب أن تصل رسالة الفكر التقي إلى ذاك الطرف الذي قدم العداء الدامي للسوريين ويجب أن يعلم هؤلاء بأننا إنتصرنا لهم قبل أن تنتصر بنادقنا التي قاومت الإعتداء... أنتم في النهاية سوريين و النصر كان على الضياع الذي جعلكم ألف فريق متناحر تحت راية واحدة .....فقد إنتصرنا على الجريمة التي إخترتموها ولياً لكم والتي كانت تفتك بكم أنتم قبل وبعد أن تهاجمنا نحن ..

هذا مانريدكم أن تعلموه..... بأننا هزمنا هزائمكم الفكرية ومعتقداتكم التي إشتقت من مذاهب النفط الذي أحرقكم جميعاً..

لانريد أن نقيم المتاريس ونصنع العقد فيما بيننا فهذا عمل يراد به جعل سورية جارية في قصور العبيد الأثرياء فلا يوجد خطر أكبر من تحقيق مايحلم به الشر... نحن حاربنا كي تزول هذه الحواجز وإلا ما كان هناك مصالحات...

لو أن ثورة السوريون الضائعون ربحت الحرب لكان أعظم ميلاد لوجود إسرائيل ..لأن التقسيم واقع لامحالة فهم من أتباع فكر الإقصاء وسوف يقتلون من يخالفهم العقيدة والدليل إقتتالهم فيما بينهم وهم من مدرسة واحدة فكيف الأمر مع من يدعونهم "كفار" وروافض"" وعلمانيين" !!!!

 

كيف لنا محو التقسيم المختبئ في جحور الأنفس المنكوبة بالجهل والتحدث عن نصر عظيم يفرد جناحيه فوق الوطن وليس فقط فوق من إنتصر !!

الحق أقول لكم : سوف يكون نصرا للجميع وليس لطرف فقط ..قد تصفع كلماتي من قبل الذين لا يستطيعون مشاهدة عظمة النصر ..فالنصر أعظم من إنفعالاتنا الصادقة فهو يريد منا أن نرمم الجراح الغائرة وليس العكس..

سوف تكون قلوبنا محرقة لخطاياكم وليست جحور لثعابين الأحقاد، لن نغفر لكم خطاياكم بحق أنفسكم فقط، بل سوف نغفر لكم ما قمتم به ضد الأمة.. لأننا في موقع يؤهل الأنفس كي تكون أسمى وأعظم من أن يسيطر عليها الكراهية لأن الكراهية قوة الجبناء وليس الفرسان .. كونوا على يقين بأننا سوف نقودكم إلى أنفسكم وليس إلينا فإن لم تعتبر عقولكم من هذه الحرب وترى سوء مافعلت لن نستطيع في حينها سوى أن نكون حجج صارخة في صحراء عقولكم ..

عليكم العودة إلى الصلاة مع أجراس وآذان دمشق وحلب وليس مع صلوات أنقرة الناتو والرياض التي دفعت لترامب مالم تدفعه لوقف شواء المسلمين والعرب في فلسطين وبورما .

إنها الثورة السورية التي لم تزعج إسرائيل لوهلة.. بينما طارد الأمريكان تشي غيفارا في غياهب أدغال بوليفيا حتى قتلوه ولكن في مسافات سورية الشاسعة والمكشوفة وفيضان الثوار المؤمنين لم تستطيع أمريكا رؤية ثائراً واحداً كي تقتله ...نعم ..إنها الثورة التي لم تجد فيها أمريكا ثائراً واحداً كي تقوم بتصفيته..رغم كل شيء سوف نتقاسم معكم النصر هكذا نرفع النصر ويرفعنا النصر وهكذا يخسر العدو الأصيل وعبر هذه الحقيقة نترجم النصر على الحرب وليس فقط في الحرب ..

 

ولابد للسوري المعارض الذي ظن بأن المعارضة تقوم على إقصاء الآخر.. أن يدرك بأن المعارضة تكامل وليس إحتراب وأن يؤمن بأن الإختلاف يؤدي إلى وطن مختلف لا نختلف عليه، بل لأجله وعلى المنتصر فكرياً تقع مسؤولية إعادة الوطن للأمة ، فإن رأيت أيها المعارض بأن الغرب يصفق لك وممالك النفط تجذبك إليها وإسرائيل تغازل فلسفة ثورتك، إعلم عندها بأنك تسعى لصناعة أمة بلا شرف ..ونحن هنا سنكون المقاومون دائماً كي تبقى سورية وطن لا يستوعب الذين إتخذوا الخيانة مذهبا سياسي..مانفعله هو القوة العقلية لإدراك الحرب وقراءة الأبعاد التي تجعلنا نمتلك القدرة على بعث الحياة في العقول المقتولة ...ويكمن هذا عند البدء في إستعادة هؤلاء إلى الإصغاء لصوت العقل وليس لفحيح الحقد ..لاتستطيع أن تقطع اليد التكفيرية الخارجية عن العبث في مصير أبناء أمتك إلا بعد إستعادتهم ..إنها الحقيقة..

نحن أمة عمرها من عمر الدهر وليست قبيلة تسللت خلسة من صفحات التاريخ المزور كي تصنع من أحقادها دينا تبارز به الجميع ...لن يكون لدينا روح القبيلة بل روح الأمة ..روح الفارس وليس روح العبد الذي صرعته أحقاده ...

عدم الغفران سيكون أعظم هوة بيننا وبين الوطن وخطأ لايغتفر سوف نصنعه للأمة لأن الكراهية لم تكن يوما خلف همم المقاومون السوريون .. لقد حارب الشهداء والجرحى كي تعود الأمة وليس كي نواجه أنفسنا ونبارك ونقدس الإنقسامات على التوسع بالتحجر الذي نتخذه موقفا فما نفع حياكة جسد الأرض ونحن الواقفون عليها نقيم طقوس الشتات و ننتظر الفناء ...

لايخشى الأعداء من إقتتالنا بل من أن نكون معا ..من هنا يقرأ العقل ماذا يعني أن تغفر أي أنك تنتصر . هذا مالدينا من فكر ومعتقد ففي النهاية الأمر لمن يمتلك العقل والفكر التقي.ولن نقول نقطة إنتهى بل نقطة إبتداء..


أخبار ذات صلة


أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا