من هو الخاسر في الحرب الدبلوماسية بين واشنطن و موسكو

الأحد, 30 تموز 2017 الساعة 14:57 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

من هو الخاسر في الحرب الدبلوماسية بين واشنطن و موسكو

خاص جهينة نيوز – كفاح نصر

ربما منذ أزمة الصواريخ الكوبية ولم تشهد العلاقات الروسية الأمريكية توتر كالذي يشوبها حالياً, و للمفارقة فإن التوتر الروسي الأمريكي بلغ ذروته في عهد الرئيس ترامب المتهم بأنه عميل للروس وجاء بدعم من هاكر روسي, مع الأخذ بعين الإعتبار بأن الأزمة الدبلوماسية القائمة بدأت في نهاية عهد أوباما حين قرر طرد 35 دبلوماسي روسي و منع الدبلوماسيين الروس من الوصول الى بعض أملاك روسيا في الولايات المتحدة في قرار ينتهك كل القوانين الدولية و الأمريكية ولكن رغم وصول ترامب الى السلطة الا أن العلاقات الروسية الأمريكية إستمرت في الإنحدار, و خصوصاً بعد نفاذ صبر الدبلوماسية الروسية و الرد بطريقة غير متوقعه تماماً توحي بقرار روسي حازم لرد الصاع صاعين.

حيث أن موسكو لم تقابل القرار الأمريكي بطرد ذات العدد من الدبلوماسيين و لم تطرد أي دبلوماسي ولكن قامت بتحديد الدبلوماسيين المسموح بهم للولايات المتحدة الأمريكية بذات عدد الدبلوماسيين الروس العاملين في الولايات المتحدة, و هذا من شأنه قلب الطاولة في وجه الدبلوماسية الأمريكية التي كانت تطالب بشراء أراضي جديدة في روسيا لاعادة الأملاك الروسية لأصحابها, و أصبحت الآن أمام مشهد مختلف تماماً حيث أصبحت أملاك الدبلوماسية الأمريكية مقابل أملاك الدبلوماسية الروسية و عودة الدبلوماسيين الروس ستسمح بعوده عدد مماثل فيما إعادة باقي الدبلوماسيين الأمريكيين الى موسكو تتطلب مباحثات طويلة ومن الصعب أن تنتهي بعودتهم, لأن السياسة الروسية بعكس كل سياسات العالم بكونها تصاعدية في التفاوض تبدأ من أدنى الحقوق و تنتهي دائماً بأفضل من الذي كانت تترجاه, و رغم أن واشنطن إختبرت التفاوض مع لافروف لسنين ولكن من الواضح بأنها حتى الساعه لم تدرك معنى سياسة ضربة الدب الروسي الصبور و القاتلة حتى وقعت الدبلوماسية الأمريكية في هذه الحفرة التي لا يمكنها الخروج منها, حيث أن العليم في السياسة الخارجية الأمريكية يدرك تماماً بأن القرار الروسي بتخفيض عدد الدبلوماسيين الأمريكيين عبارة عن صفعه مؤلمة جداً جداً للسياسة الخارجية الأمريكية التي هي بأشد الحاجة الى جيش من الدبلوماسيين لادارة أعمال منظمات غير حكومية تتدخل في شؤون الدول.

و من مفارقات الأزمة الروسية الأمريكية أنها جعلت الإدارة الأمريكية تبدو في موقف هزيل و ضعيف جداً و ذلك للأسباب التالية:

أسباب الأزمة الدبلوماسية هي مزاعم أن هاكر روس كانوا السبب في تغير نتائج الإنتخابات الأمريكية وهذا من شأنه أن يثبت بأن الديمقراطية الأمريكية ليست أكثر من كذبة لان نجاح هاكر روسي بتغير نتيجة الإنتخابات له معنى واحد أن الإنتخابات الأمريكية بيد السي اي ايه وليست تعبير عن ارادة الشعب و خصوصا ان الهاكر الروسي متهم بتسريب مراسلات سرية فضحت كلنتون أمام شعبها فسقطت.

أظهرت عجز الإستخبارات الأمريكية فحجز مباني للخارجية الروسية في الولايات المتحدة و التلويح بتفتيشهم له معنى واحد أن واشنطن تحاول البحث عن مصادر تسريب معلومات من داخل الادارة الأمريكية فلا يوجد أي مبرر سياسي لمثل هذه العملية حتى لو كان الهاكر الروس قد تدخلوا في الإنتخابات فلا مبرر لقرار غير مسبوق عالمياً بحجز مباني دبلوماسية, علماً بأن الرئيس الروسي أكد أن الكثير من ضباط المخابرات الأمريكية الحاليين و السابقين يتصلون بموسكو و بالتالي عزا التسريب الى السياسة الخارجية الأمريكية و ليس لعمل المخابرات الروسية, مع الأخذ بعين الإعتبار بأن مزاعم التدخل الروسي في الإنتخابات الأمريكية سببها الرئيسي فشل الإنقلاب العسكري في تركيا و التسريبات تقول ان المخابرات الروسية هي من أفشل الإنقلاب خلف الكواليس, و بالتالي الإتهامات في واشنطن و الحقيقية في أنقرة.

أظهرت ضعف المفاوضين الأمريكيين بحيث توقعت واشنطن طرد 35 دبلوماسي أمريكي ليأتي القرار الروسي بعدم طرد أي دبلوماسي أمريكي بل بموازنة التمثيل الدبلوماسي لتصبح الإدارة الأمريكية أمام إستحقاقات مذلة و تحولت العقوبات الأمريكية الى فرصة غير مسبوقة لروسيا لوضع حد للتدخلات الأمريكية في الشأن الداخلي الروسي و من هنا أصبح اتهام روسيا بالتدخل في الشأن الأمريكي ثمنه منع التدخل الأمريكي بالشأن الروسي بدون أي إتهام, و إذا تمكنت التصريحات من قلب الحقائق على الاعلام فقد حدث عكس ذلك على الأرض.

الأزمة الدبلوماسية الروسية الأمريكية ألقت بظلالها على الإقتصاد حيث و بسبب هذه الأزمة فرضت واشنطن عقوبات على قطاع الغاز الروسي لتتحول هذه العقوبات الى عقوبات على الإتحاد الآوروبي الذي أصبح عليه إما العودة الى عهد الفحم الحجري أو تحدي الإدارة الأمريكية ورفض العقوبات و بالتالي فإن واشنطن أحرجت حلفائها مع شعوبهم و دفعت بالآوروبي للحضن الروسي وهي التي تقاتل لوقف النفوذ الروسي في آوروبا كشفت للشعوب الآوروبية أنها تقاتل لأجل المصالح الأمريكية وليس لمصالح الإتحاد الآوروبي كما كانت تدعي بل تقاتل الإتحاد الآوروبي قبل روسيا, و بل أصبح ناشطون آوروبيون يطرحون تسائل لماذا الدول التي فيها نفوذ أمريكي كدول مجلس التعاون الخليجي سعر صرف الدولار فيها ثابت و اليورو مرتفع لتأخذ البضائع الأمريكية دور منافس غير عادل, في حين الحكومة الأمريكية تدعم شركة بوينغ و تمنع الإتجاد الآوروبي من دعم شركة إيرباص و الكثير الكثير من الامور التي تثبت تبعية آوروبية لواشنطن على حساب الآوروبيين أصبحت مسائل نقاش بين الناشطين الآوروبيين.

و بالتالي الحرب الدبلوماسية الروسية الأمريكية التي أشعلتها واشنطن تحولت الى حرب خاسرة بكل المقاييس في أول رد روسي على العقوبات الأمريكية في حين العقوبات الإقتصادية الروسية بحق واشنطن المتوقع فرضها سيكون مفعولها أصعب من الرد الدبلوماسي الروسي و خصوصاَ أن عقوبات موسكو على الادارة الامريكية بالكاد شملت القطاع الفضائي الأمريكي و حتى الساعه لم تعاقب موسكو أياً من شركات النفط و الغاز الأمريكية كرد على معاقبة قطاع الغاز الروسي و بشكل خاص الشركة التي تدير الخارجية الأمريكية حالياً و لها الكثير الكثير من المصالح في روسيا, و أصبح السؤال هل سيتراجع الأمريكي أم سيمنح موسكو فرصة جديدة لإظهار العجز الأمريكي في السياسة العالمية.؟


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان- امريكا .
    31/7/2017
    05:45
    اعداء ترمب في الاداره الامريكيه ..
    هذه لعبه بين بوتين وترمب ... ضد حلف الاشرار في الاداره الامويكيه ./.. من البنتاغون و C.I.A والميديا ومتفيات الحزب الديمقراطي .. وصعاليك الخارجيه الامريكيه ، وبقيا دبلوماسيهم ..

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا