حملة "راجعلك مدرستي".. هل يعكسُ المضمونُ المُعلَنُ واقعاً سورياً حقيقياً؟!    

السبت, 16 أيلول 2017 الساعة 03:59 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

 حملة

جهينة نيوز-خاص

عقدت كل من وزارة التربية ومنظمة اليونيسيف في الثلاثين من شهر آب المنصرم مؤتمراً صحفياً للإعلان عن استعدادهما لبدء حملة العودة إلى المدرسة، وجمع المؤتمر الدكتور سعيد خرساني معاون وزير التربية وهدى شيخ الشباب مديرة التخطيط والتعاون الدولي والمثنى خضور مدير التوجيه ووائل محمد مدير التعليم الأساسي.

وكان من أهم أهداف حملة "راجعلك مدرستي" حسب المؤتمر المذكور: "تعزيز السلوك الايجابي للأهل تجاه التعليم وضد عمالة الأطفال، تشجيع الأهالي الوافدين لإرسال بناتهم إلى المدرسة ورفض فكرة زواج الفتيات المبكر الذي يحد من متابعة تعليمهم، تأهيل البيئة الحاضنة لاستقبال الأطفال المهجرين من خلال: توعية المدراء والمدرسين والتلاميذ للتعامل مع الأطفال المهجرين وعدم التمييز بينهم وبين أطفال البيئة نفسها، زيادة وعي أهالي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالفرص المتاحة لتعليم أولادهم وتشجيعهم على ارسالهم للمدرسة، الحد من مشكلة عنصرية الأطفال والمعلمين تجاه الأطفال الوافدين الموجودة في المدارس وزيادة الوعي بالبرامج التعليمية التي تسهل عملية العودة إلى المدرسة كمنهاج التعليم ب." ...

هذا ما ورد في أهداف الحملة المنشورة التي انطلقت إعلاناتها الطرقية والتلفزيونية والإذاعية مع انطلاق العام الدراسي الحالي وملأت كل مكان في البلد وخاصةً العاصمة دمشق...وإن كنا لا نشك بالنوايا الطيبة والجهود الخيّرة لتأمين عودة ناجحة للتلاميذ إلى مدارسهم، فإننا نؤكّد على وحدة "البيئة" السورية سواء في أوقات السلم والاستقرار أو في أوقات الحروب والأزمات -ولو شابها بعض الخلل الطارئ والمؤقت-، وبالتالي لا نؤيّد على الإطلاق ما ذهب إليه بعض أهداف الحملة حول وجود "بيئات سورية مختلفة"...الأمر الذي تكرر زعمُه من خلال بعض الإعلانات الطرقية، حيث وردت في أحدها العبارة التالية على لسان "المعلّمة": "من وين ما كانوا الأطفال جايين واجبي علّم الكل"، كما ورد في إعلان آخر ما يلي على لسان "تلميذة": "لو تغيّرت مدرستي ورفقاتي راجعتلّك مدرستي"...ونحن نرى أن الحديث عن وجود "عنصرية أطفال ومعلمين تجاه الأطفال الوافدين" هو حديث يفتقر إلى الدقة، أما بعض الحالات الفردية والنادرة فلا تستدعي تعميم وجود حالة عنصرية تستدعي استشارة المنظمات الدولية، ونصر على القول إنه بالرغم مما مورس على الشعب السوري من حملات إعلامية مغرضة خلال سنوات الأزمة، إلا أن الغالبية السورية لا زالت تحتفظ بالأخلاق الوطنية الأصيلة، أما حالة الوافدين إلى مدارس جديدة فلم تنقطع طيلة العقود السابقة، فتنقُّل العائلات وأطفالها بين المحافظات السورية أمرٌ اعتيادي ومألوف، ولا داعي للتذكير بأننا جميعاً قد درسنا في مدارس وصفوف سورية كانت تعج بأبناء المحافظات كافة، ولم يكن أحدنا أو أحد معلمينا يميّز تلميذاً عن آخر حسب محافظته أو مسقط رأسه أو بيئته العائلية.

وختاماً -أيضاً- فإننا لا نرى ضرورة لتذكير السوريين بالقوانين التي تجبر الأولياء على تعليم أبنائهم، أو بالمبدأ السائد عند كل السوريين من ضرورة تعليم أبنائهم مهما كانت الظروف، حيث ورد في أحد إعلانات الحملة ما يلي على لسان "ولي أمر": "لو بدي إشتغل 24 ساعة ولادي راجعين عالمدرسة"...!...وهكذا فمضمون الحملة لا يعكس واقع السوريين بدقة، وكل ما يثلج الصدر هو عودة ناجحة لتلاميذنا إلى مقاعد دراستهم، ولعل ما سيثلج الصدر أكثر هو دراسة المناهج المدرسية الجديدة المخصصة للمسجلين الجدد والعائدين إلى المدارس، وذلك بأعين وعقول خبيرة، وهذا موضوع آخر يندرج ضمن حماية أجيال البلد.


أخبار ذات صلة


أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 معللللم
    16/9/2017
    08:09
    كل وز وز وز وزارة التربية بحاجة إلى مراجعة حقيقية
    حقاً.
  2. 2 نزيه
    16/9/2017
    08:11
    راجعلك وزاراتي
    رئيس الحكومة يجب أن يفعل ذلك ويطلع على عمل وزاراته
  3. 3 مراقب
    16/9/2017
    08:39
    حين تتدخل المنظمات الدولية
    فاعلموا أن الأمور ليست بخير، لأن بعض مسؤولي الوزارات يغتنم مع تمويلات تلك المنظمات فرصة العمر...
  4. 4 مراقب
    16/9/2017
    08:40
    عار علينا استشارة اليونيسف
    ومختصونا وخبراؤنا التربويون يملأون البلد
  5. 5 مراقب
    16/9/2017
    08:41
    المنظمات الدولية تتعامل مع البلد بمعايير غير وطنية
    المنظمات الدولية تتعامل مع البلد بمعايير غير وطنية...وحصان طروادتها المال.
  6. 6 مراقب
    16/9/2017
    08:43
    فرق كبير
    بين الواقع الذي نريده والواقع الذي يريده الأجانب...
  7. 7 نجم
    17/9/2017
    06:43
    من يعرف مديرة اليونيسف؟
    عار التعامل مع هذه المنظمة
  8. 8 جهاد
    19/9/2017
    23:17
    طش اش وز وز
    هزي ياوز ..وز وز ..طش طش ..اش ..اش اش هذا الوز... هرب التمساح من دون صياح.. حي على الفلاح ..حي على النكاح.... اح حي على خير العمل؟؟؟؟؟؟ الله لايعطيكون العافية ياوزارة البلا تربية

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا