فضيحة منظومة ثاد الأمريكية

السبت, 16 أيلول 2017 الساعة 14:41 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

فضيحة منظومة ثاد الأمريكية

خاص جهينة نيوز – كفاح نصر

بدأ يعلو صوت التنديد الدولي بصاروخ من ثلاث صواريخ سقطت في بحر اليابان , و لكن قبل صواريخ اليوم لم يندد مجلس الأمن الدولي بتهديد واشنطن لكوريا الديمقراطية بالحرب و إرسالها أسطول على رأسه حاملة الطائرات كارل فينسون لقصف كوريا كما أعلن ترامب قبل أن تتغير مهمة الإسطول فجأة, ولكن حين تعهدت بيونغ يانغ بالرد جن جنون العالم, و كذلك إن تكديس الإدارة الأمريكية الأسلحة حول كوريا الديمقراطية فهذا أمر معقول أما أن تقوم كوريا بصناعه سلاح للرد على هذا التهديد فهو غير مقبول, و للمفارقة أن من يدين تطوير كوريا لأسلحتها هو من يدعم و بل يمول كيان الإحتلال الاسرائيلي بالسلاح و بالغطاء السياسي لانتاج السلاح النووي والكيماوي و البيولوجي, علماً بأن كوريا الديمقراطية لم تعتدي على أي دولة منذ الأزل و الادارة الامريكية و الاحتلال الصهيوني لازالوا يحتلون أراضي غيرهم دون وجه حق و لهم سوابق في الإعتداء على دول ذات سيادة و إنتهاك الشرعية الدولية.

و صباح 15-9-2017 أطلق من الكوريتيين ثلاث صواريخ أحدهم من كوريا الديمقراطية جاء كرد على تشغيل منظومة ثاد الأمريكية و رداً على المناورات الأمريكية الكورية للصواريخ قبل أيام, و قبل أن يسقط الصاروخ في الماء أطلقت كوريا الجنوبية صاروخين أحدهم سقط في بحر اليابان فيما فشل الصاروخ الثاني في الوصول الى هدفه, ليبدأ التنديد بالصاروخ الذي أطلق من كوريا الديمقراطية دون التنديد بالتهديدات التي تطلقها واشنطن و الصواريخ التي أطلقت من كوريا الجنوبية.

الصاروخ الذي أطلقته كوريا الديمقراطية ربما أثبت فشل الدفاعات الجوية الأمريكية حيث لم تقم واشنطن بإعتراضه كحال الصواريخ التي أطلقت قبله علماً بأن الصاروخ الكوري الديمقراطي يحلق على أرتفاع يزيد بأكثر من 200 كلم عن أرتفاع محطة الفضاء الدولية مع العلم بأن واشنطن تستعمل محركات روسية للوصول الى مدار المحطة الفضائية الدولية,و لكن رغم ذلك يمكن إستهداف الصاروخ أثناء الإنقضاض, و بغض النظر عن إمكانيات منظومة ثاد فإن واشنطن التي تبتز كوريا الجنوبية و اليابان لحمايتهم, و لم تقم بحمايتهم حين أطلق الصاروخ بزعم أنه لا يشكل تهديد على الولايات المتحدة الأمريكية و لكن ماذا لو كان هدف الصاروخ هو اليابان..؟ و المفارقة أن اليابان التي أطلقت صفارات الإنذار قالت إنها لم تسقط الصاروخ لانه لم يشكل تهديد مما دفع بعض اليابانيين للسخرية من رئيس حكومتهم بالقول و هل إطلقت الصفارات فقط لإزعاج الناس.؟

و من جانب آخر و قبل التجربة الصاروخية الحالية أكد وزير الدفاع الامريكي كارتر ان واشنطن لن تسقط صاروخ اذا لم يهدد مساره الولايات المتحدة و أضاف إن عدم إسقاط الصاروخ "يتيح لنا اولا توفير مخزوننا من الصواريخ الاعتراضية ويتيح لنا ثانيا جمع معلومات عن مساره" , و لكن لماذا لم تعترض واشنطن هذا الصاروخ و ما نفع منظومة ثاد في كوريا الجنوبية إذا كانت عاجزة عن إعتراض صاروخ.؟ و هل كلام الوزير الأمريكي مقنع لحلفائه و لجنوده في اليابان.؟

و أما المحلل العسكري الأمريكي، المقدم في القوات الجوية الأمريكية، ريلف بيتيرس في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" قال: "اعتراض صواريخ كوريا الشمالية سيكلفنا الكثير من المال (دافنا الحديث الأمريكي عن كلفة اسقاط صاروخ بدولار واحد بمدفع الليزر في التراب). ويضيف بيتيرس لكن هذا ليس السبب الوحيد. السبب الرئيسي: نحن نقيم الوضع جيدا إذا تم إطلاق الصاروخ باتجاه غوام أو أحدى الجزر اليابانية، كنا سنحاول تدميره. ولكن إذا كان ينبغي له أن يسقط في المحيط، ونحن حاولنا اعتراضه ولم نصيب الهدف، هذا فقط سيجعل كيم جونغ أون يعتقد أن: "أها "الأمريكيون غير قادرين على إسقاط صواريخي". و لكن هذا الكلام غير مقنع تماماً و خصوصا أن الولايات المتحدة طلبت من اليابان و من كوريا الجنوبية دفع قسم كبير من تكاليف نشر المضادات الجوية و صاروخ ثاد الذي له تاريخ من التجارب الفاشلة منذ العام 2005 لم يفشل في أي تجربة و آخر هذه التجارب قبل شهر و نصف فقط من آخر إطلاق صاروخي لبيونغ يانج و كان اختبار منظومة ثاد ناجح و منظومة ثاد أثبت فعالية عالية بحسب ما أعلن الأمريكيين, و بالتالي كان أمام واشنطن فرصة ذهبية لأثبات جدارة سلاحها و تطمين حلفائها الآوروبيين بجدوى الدرع الصاروخي في بولندا و الذي تسبب بوضع عواصم آوروبا تحت الرعب النووي, و كذلك تطمين مخاوف حلفائها في آسيا و بشكل خاص اليابان و كوريا الجنوبية و خصوصاً أن سبب إمتلاك كوريا الديمقراطية للسلاح النووي اليوم هو رفض واشنطن الإلتزام بالإتفاقات السابقة مع بيونج يانج بالأمس , و لكن من الواضح أن تهديد كوريا الديمقراطية هدفه الرئيسي تبرير نشر أسلحة موجهة ضد روسيا و الصين, و من جانب آخر تحميل اليابان و كوريا الجنوبية فاتورة نشر هذه القوات, ليظهر السلاح الكوري الحديث و يغير موازين القوى في المنطقة, و للتذكير فإن الدرع الامريكي في بولندا تم نصبه ضد روسيا و لكنه كان بحجة الصواريخ الكورية و الايرانية حين لم يملك اياً من ايران أو كوريا الديمقراطية صواريخ عابرة للقارات وبل لم يملكوا صواريخ متوسطة المدى حينها, و من مآثر الزمن أن كوريا مؤخراً إمتلكت صواريخ عابرة للقارات و أصبح على الامريكي إنشاء درع حقيقي ضد كوريا في أكثر من مكان وليس في بولندا, و المضحك في الأمر أن الكذبة الأمريكية القديمة أصبحت كابوس حقيقي, و هو ما يمكن أن نختصره بالقول أن واشنطن حاولت الاقتراب من موسكو فأصبحت موسكو على حدودها دون أن تقوم بأي عمل سوى حصد الخيبة الأمريكية.

و الآن اي حديث مع كوريا الديمقراطية يجب أن يأخذ بعين الإعتبار تجربة صدام حسين التي لازالت حاضرة في الأذهان عندما لم ينفعه تفتيش القصور الرئاسية و جميع الثكنات العسكرية من تجنب العدوان الأمريكي و بل يقال أنه لولا التنازلات التي قدمها صدام لما تمكن الامريكي من احتلال العراق بعد أن إستعمل حجة البحث عن كيماوي للتجسس على العراق, و كذلك تجربة القذافي حاضرة, و بالتالي من يعتقد أن كوريا الديمقراطية التي لها تجارب سيئة مع الادارة الامريكية التي لم تلتزم بالإتفاقات الموقعه سابقاً لن تتخلى عن قوتها بالتهديد لان هذه القوى هي التي منعت ترامب من مهاجمة كوريا حين أرسل كارل فينسون و بوارجه الصاروخية لضرب كوريا الديمقراطية, و بكون كوريا أصبحت سادس قوة هيدروجينية في العالم الحل العسكري لا جدوى له و تأخر الحل السياسي يعاظم من قوة كوريا الديمقراطية, ومن هنا أصبح السؤال هل ستتمكن كوريا الجنوبية و اليابان من البحث عن مصالحهم بعيداً عن الأمريكي الذي لا يتعلم من دروس التاريخ ولا من أخطاء الإدارات الامريكية السابقة, و خصوصاً أن اللعبة الأمريكية أصبحت مكشوفة, و ليس من مصلحة اليابان و كوريا أن تكون أراضيهم هدفاً للإسكندر الروسي, فضلاً عن أن سياسة واشنطن جعلتهم هدفاً للصواريخ الهيدروجينية الكورية التي كانوا في غنى عنها لو أن الإدارات الأمريكية السابقة التزمت بإتفاقاتها مع بيونج يانج, ومن الواضح أن موسكو قد تكون وسيط مع كوريا الديمقراطية لا أكثر و لا أقل بينما الولايات المتحدة ليست طرفا فحسب بل هي من يحاول إشعال الحرب.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا