نعم ... هــذه هـي ســو ر يــة . بقلم : ابراهيم فارس فارس

السبت, 23 أيلول 2017 الساعة 02:05 | منبر جهينة, منبر السياسة

نعم ... هــذه هـي ســو ر يــة . بقلم : ابراهيم فارس فارس

جهينة نيوز:

من ينظر الى الوضع في سورية خاصة ، والوضع العربي بشكل عام ، لا يمكن له الا أن يتشاءم ويصاب بالاحباط غالبا ، ولكن كم من دول دمرتها حروب طاحنة ثم انبثقت كطائر الفينيق مجدداً وبنت ذاتها حتى انها زاحمت اكثر الدول تقدما بعزيمة واصرار شعبها ومواطنيها .

من منا ينسى ما عانته اليابان مثلا من ويلات الحرب العالمية الثانية والدمار الهائل الذي طال كل مقومات الحياة فيها حتى انها ضربت بالقنابل الذرية عام 1945 ، ومع انها عادت الى الصفر ومع انها ارض فقيرة بالثروات أساساً الا أن اصرار شعبها فعل المعجزات فعم الرخاء أرخبيل اليابان وأصبحت اليابان وكأنها بلد قادم من كوكب آخر .

من منا ينسى ما حصل في ألمانيا بسبب تلك الحرب ؟ ألمانيا فقدت كل شيء حتى البشر حيث قتل منها نحو سبعة ملايين انسان بين عسكري ومدني وكادت تمحي من الوجود ، لكنها وباصرار شعبها نهضت من جديد وبنت دولة صارت رائدة اوروبة في كل شيء .

من منا لا يعرف ما حصل في الصين التي عانت الأمرين من حرب أهلية طاحنة ما بين 1927 ـ 1950 حيث مات ملايين القتلى وعم الدمار كل الديار لكنها اليوم وباصرار وتصميم شعبها احدى اهم دول العالم اقتصاداً وقوة عسكرية بعد أن كادت هذه الحرب تمحوها من الوجود أيضا ً .

والأمثلة كثيرة على أحداث عصفت بمناطق عدة من العالم لكن اصرار أكثرها وعزيمة شعوبها استطاعت أن تنفض عنها آثار الكوارث وأن تبني ذاتها وتحتل مكاناً مرموقاً بين دول العالم من جديد . وسورية احدى هذه الدول والتي سيكون لها موقعها وقيمتها العالية على مستوى المنطقة والعالم لما تملكه من شعب أصيل وارادة صلبة في الحياة , وسيذكر التاريخ ذلك .

وكل حرب لها أسبابها وهي وان اختلفت الا انها محكومة بالمصالح في النهاية لتصل الى مرحلة صراع الوجود واللا وجود !

سورية ، منذ أقامت بريطانية هذا الكيان المصطنع اسرائيل لأسباب لم يعد يجهلها أحد ، ركبت رأسها ـ ان جاز التعبير ـ وحملت لواء القومية والعروبية الصادقة وبدل أن تبني ذاتها وقد خرجت للتو من ربق الاستعمار الفرنسي حملت القضية الفلسطينية على كاهلها ودخلت في صراع وجودي مع هذا الكيان ومن يدعمه من أعتى دول العالم ، ولم تستسلم أو ترضخ ، بالرغم من معاناتها من تفكك الأمة العربية والاسلامية وانخراط أهم دولهم في صالح اسرائيل ظنا منهم انهم يحافظون على انفسهم لعدم قدرتهم على ذلك ، وبقيت سورية مخلصة لمبادئها تجاه القضايا العربية وخاصة فلسطين أملا في ان تستفيق هذه الأمة يوما وتتحد لانقاذ وجودها من خطر هذا الاسفين الذي يهدد العروبة والدين معا !

سورية ، وبعد استقلالها وخاصة في عهد القائد الخالد اختارت العروبة منهجا في الحياة والوطنية مبدءاً يرضعه الطفل مع حليب أمه ، واستطاعت برغم قلة الامكانات وثقل الالتزامات وخاصة القومية ان تبني دولة متماسكة بما فيها من تأمين عيش كريم وجيش قوي استطاع أن يهزم رابع أقوى جيش في العالم عام 1973 وهو جيش اسرائيل لولا الدعم اللامحدود الذي قدمته امريكا ودول الغرب لها بعد انهيار جيشها . الم تقرؤوا كتاب حرب يوم الغفران لحاييم هييرتزوغ عندما اتصل احد قادة الألوية عندهم بقيادته بعد ذلك قائلاً : هنيئاً لكم ، لقد أنقذ شعب اسرائيل ؟. نعم ، مؤسسات الدولة الخدمية ملأت سورية . غطتها شبكة الطرق كافة . الكهرباء والماء والهاتف والاتصالات والمواصلات على أنواعها .. المشاريع على اختلافها غطت كل سورية . الصرف الصحي .خدمات العلاج ، التعليم ، النقل ..الخ كله كان شبه مجاني ولا يزال الكثير منه بالرغم من كل شيء ...أنا لن أتكلم عن حضارة سورية التي تمتد لحوالي عشرة آلاف سنة وما بنته وأسسته خلال ذلك ، ، فقط سأتكلم عن جزء من الحالة الاجتماعية التي يعيشها هذا البلد والتي لو حدث فيها ما حدث في أي بلد آخر لانتهت ..! أنه ومع كل هذا الدمار والخراب والمغولية والتتارية التي اجتاحت بلدنا وبالرغم من خراب كل شيء الا ان المواطن يعيش ويصر على العيش ، ثمة كهرباء يعيش ، وبلا كهرباء يعيش ! ثمة ماء يعيش ، وبدون ماء يعيش .! لا فرق لديه ، واذا استعصى عليه مصدر الحياة فانه يبتكر البديل ويعيش ...يفيق فيجد الكهرباء والماء والغذاء والدواء وكل شيء ، ويعيش ، ويتعايش مع حتى عدم وجودها ، وليس عن قناعة ورضا بالواقع بل عن ثقة مطلقة بأن الفرج قادم ...صحيح ثمة ارتفاع جنوني في الأسعار بسبب وجود فئة فاقدة للضميروالحروب الاقتصادية التي تشنها دول عدة ضدنا ، لكن كل شيء موجود . في سورية ، نجد اليوم مواطنا يعالج ذاته في مشفى خاص ويدفع مئات الآلاف وآخر يقصد مشفى حكومي وشبه بالمجان..نعم هناك دمار وهناك تهجير وهناك قتل ...الفضائيات المغرضة ووكالات الأنباء المسيسة تنقل الأخبار الكارثية والأرقام المرعبة في كل شيء : الغلاء ، قلة الدخل ...الخ ، ولكنك تنزل الى احد الأسواق اليوم فيندر أن تجد مواطناً لا يحمل كيساً فيه مواد غذائية أو احتياجات وبآلاف الليرات ! جرب أن تتجول في شوارع دمشق مثلا وستكون محظوظاً جداً ان وجدت مكانا فارغاً توقف فيه سيارتك ! جرب وادخل احد المطاعم حيث لا تقل كلفة الشخص الواحد للطعام والشراب والأركيلة عن ثلاثة آلاف ليرة وتكون بطلا ان وجدت طاولة فارغة ! السيارات في الشوارع مثل النمل وكلها تحرق البنزين ولها مصروفها غيرذلك ايضا..! أعرف مواطناً موظفاً يحبه بعض أقربائه فيعطوه بعض المال كمساعدة، راتبه يا حرام بحدود أربعين ألفا ..منذ فترة اشترى منزلا في احدى الضواحي بخمسة ملايين ؟؟!! أعلم أن رواتب الموظفين عندنا في كثير من الأحوال لا تتجاوز الخمسين ألفاً فمن أين يأتي هؤلاء بالمال ؟ اليوم تسمع ان منطقة ما سقطت فيها قذائف ، وبعد أيام تجد فيها عرساً ؟! حتى السوريون الذين غادروا الى بلاد أخرى فهم حيث يكونون تجدهم وكأنهم في بلدهم من حيث الابداع والتميز حتى صرت تسمع اللهجة الحلبية مثلا من المصري والألما ني ...وسوى ذلك ؟! 

كيف يتدبر السوريون أنفسهم سواء من بقي أو غادر أمور حياته ، فلا يعلم ذلك الا الله ، ولكن ذلك يدل على شعب أشبه بالمعجزة فعلا ، وسنبني بلدنا مجددا ، وسنجعل من آذانا يدفع ثمن أذيته لنا ليس لأننا بحاجة له بل لأن ذلك حق لنا ، وسيجد الأعراب خاصة أن سورية التي كانت بمثابة خط الدفاع الأول عن بقائهم ، والأم الحنون لكل عربي محب لسورية أو قاصد لغاية في نفسه أنها ما تزال أم العرب ولكنها الأم التي لن تتهاون في تربية ناكري الجميل هذه المرة والقسوة عليهم ان اقتضى الأمر ذلك . قديما قال الحجاج عن أهل الشام : لا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم . وقال الملك عبد العزيز : سورية لا تحتاج الى رجال فرجالها أهل ثبات . وقال فيديل الفرنسي : الفرنسيون حمقى لأنهم احتلوا دولة لا يمل شعبها ولا يضعف . وقال كيسنجر: لا يوجد ولن يوجد اشجع من رجال سورية . وقال هتلر : أعطني جنديا سوريا وسلاحا المانيا وسوف اجعل اوروبة تزحف على اناملها... 

نعم ، هذه ولمن لا يعلم : سورية ...

ان سورية واجهت أشرس حرب في التاريخ أو أنها واحدة من أشرس الحروب فعلا ، واجهت فيها اجرام أكثر من مائة دولة من بينها دول عظمى ، لكنها اليوم تنتصر ، وصمود جيشها الوطني وشعبها المخلص لوطنه سيحررها من رجس هذه العصابات التي انضوت تحت مسمى الثور ة وللأسف ! وقد بدأت الكثير من دول العالم ومنها عظمى كما يحلو للبعض أن يسميها ، بدأت تعدل أسلوب خطابها مما يدل سراً على هزيمة مشروعها وانتصار الشعب السوري العظيم باصراره وعناده وصدق وفائه لوطنه وسيندم الكثير منهم على ما فعلوه بحق سورية وخاصة من يدعي العروبة والاسلام ، ساعة لا ينفع الندم .


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 تغريد....
    23/9/2017
    05:20
    تسلم. حلوة
    الله الله يا أستاذ ابراهيم . يسلم تمك ويسلم قلمك . بتجنن

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا