خاص جهينة نيوز – كفاح نصر
من يراجع تصريحات أردوغان تجاه روسيا في السنوات الأربع الأولى للأزمة السورية و الإستفزازات التركية من تفتيش الطيران المدني الروسي و إسقاط قاذفة روسية و تنديد و وعيد ربما يجد تفسير للإنقلاب التركي الذي وصل الى فتح الأجواء التركية للقاذفات الروسية لضرب من سلحتهم تركيا سابقاً في سورية و ربما أن الإنقلاب التركي (السياسي) أصلاً كان بسبب الإنقلاب التركي (العسكري) و دور المخابرات الروسية في إنقاذ اردوغان, و بعد أن قام بوتين بإحتواء أردوغان ها هو اليوم يستقبل سلمان و كما لتركيا كذلك للسعودية اس 400, وصاروخ اس 400 ربما يفسر السياسة قليلاً و كما سخر البعض هل في صاروخ اس 400 لغز لتغير المواقف ام ان السر في من صنع اس 400 ,حيث أن السعودية أول من أبدى الإهتمام بـ شراء هذا الصاروخ أبان الهزيمة الأمريكية في العراق و بالتحديد في العام 2009, و ألغيت الصفقة في عهد الربيع العربي قبل أن يتم التوقيع عليها, و الآن مع الهزيمة الأمريكية في سورية عاد الحديث عن شراء السعودية لصواريخ اس 400, لكن هل الهزيمة الأمريكي هي الدافع السعودي الوحيد لتحسين العلاقات مع موسكو, أم أن اللغز يكمن في الصاروخ الروسي أم في حرب الممرات البرية و البحرية.
للمفارقة فإن السفير السعودى لدى واشنطن خالد بن سلمان و في لقاء مع وزير الدفاع الامريكي الأسبق روبرت غيتس قبل عشرة أيام فقط إنتقد قيام أردوغان بشراء نظام الصواريخ الروسي اس 400 وقال إن هذه الصفقة قد تعزز العلاقات التركية – الروسية إلا انها تعتبر "انتهاكا صارخا لجميع الخطوط الحمراء التي رسمتها الولايات المتحدة وهذا الانتهاك سيكلف تركيا غاليا بحسب تعبير السفير السعودي", و الآن بعد أن وقعت السعودية على صفقة شراء أجزاء من منظومة اس400 يمكن القول بأنه لا خطوط حمراء أمريكية على شراء اس 400 و لكن ما قصة اس 400 و تغير المواقف السياسية و من هنا أصبح السؤال ما هو سر الصاروخ الذي يسميه الناتو سا 21 الذي غير موقف تركيا و السعودية من روسيا ومن العمليات الروسية في سورية, و بعد أن كانوا يتهمونها بقصف المشافي أصبحوا يدعمون جهودها في مكافحة الإرهاب.؟
صفقة الأسلحة السعودية في روسيا لم تقتصر على أجزاء من منظومة اس 400 بل تعدتها الى شراء الأسلحة التي فتكت بالمقاتلين السعوديين الذين قاتلوا في صفوف داعش و النصرة في سورية و بشكل خاص الراجمة المتطورة قاذفة اللهب تي او اس "TOS-1a" و قاذفة القنابل "AGS30" و أنظمة الكورنيت " Kornet-EM" و الكلاشنكوف المحدث "AK-103" , و كانت السعودية إستعملت الكلاشنكوف أكي-103 في حرب اليمن و شوهد في نجران و لكن هل ستسمح روسيا بإستعمال أسلحتها الفتاكة ضد اليمن و بشكل خاص قاذف اللهب تي او اس.؟ من المؤكد أن روسيا لن تسمح بمثل هذا الأمر و خصوصاً أنها تعارض الحرب على اليمن و لم يتغير موقفها كتغير الموقف السعودي من التدخل الروسي في سورية, و بل أن زيارة الملك السعودي الى روسيا جزء منها بسبب الورطة في اليمن و بسبب الإنجازات التي حققها الجيش العربي السوري و حلفائه ضد تنظيم داعش الوهابي بدعم روسي, و بسبب فشل حرب النفط السعودية على النفط الروسي و التي إنتهت بنتائج عكسية تماماً, و كذلك بسبب فشل الحرب الوهابية على روسيا والتي لم تستطيع نقل القتال من سورية الى الشيشان بل جلبت من الشيشان من يقاتل السعوديين في سورية, و بسبب فشل السعوديين و الدواعش بتحويل سورية الى أفغانستان لروسيا, و بكل تلك الخيبات السعودية و من خلفها الهزائم الأمريكية ذهب الملك السعودي الى موسكو لا ليشتري مواقف و يقدم رشاوي كما كان يقول اعلام الملك بل ليدفع ثمن الهزيمة, و خصوصاً أن العدوان السعودي على اليمن و بجزء كبير جداً من أسبابه و بسبب مشروع روسي حديث بدأت تلك الحرب تأخذ مفعول عكسي أيضاً و هو مشروع الرد على حرب الطرق البرية و البحرية, فما هو هذا المشروع الروسي.؟
بحسب ترامب و قبيل أن يصبح رئيساً قال إن العدوان على اليمن بسبب إكتشافات نفطية جديدة في اليمن و هذا الكلام صحيح و لكن القصة لم تكن هنا بل إن الجزء الأساسي من الحرب على اليمن يشبه ظهور داعش في العراق و محاولة الإغلاق البري بين إيران و سورية لمنع وصول الصين برياً للمتوسط, وبالتالي جزء كبير من الحرب على اليمن هو حرب للسيطرة على باب المندب, فبعد أن رعت واشنطن بشكل سري القراصنة الصوماليين تكدست البوارج الحربية لحماية الملاحة و بشكل خاص روسيا إيران و الصين و فشل القراصنة بأن يتحولوا الى أداة بلطجة أمريكية فكان الهدف الامريكي هو السيطرة على باب المندب من كل النواحي و بالذات اليمن للسيطرة على الملاحة في المنطقة و لكن مع بدء روسيا ببناء خط نقل بحري عبر المحيط المتجمد الشمالي و نجاح أول عملية عبور من جهة و بدء ربط آسيا بآوروبا برياً من خلال تطوير الشرق الروسي من جهة و من جهة ثانية بدأ بناء جسر يربط روسيا بالنرويج, إنقلب السحر على الساحر و الأمريكي أصبح في ورطة مزدوجة فهو من جهة غير قادر على الاغلاق بين إيران و سورية بسبب فشل داعش, و من جهة ثانية فإن المعبر الروسي من القطب الشمالي سيغير من خريطة التأمينات البحرية و خريطة النقل و خريطة المصالح و يزيد من النفوذ الروسي في آوروبا و يجعل من العدوان على اليمن ضرباً من الغباء و سيدفع الامريكي لتقديم تنازلات وهذا الأمر هو أكثر ما يرعب الأمريكي و بل هو السبب الحقيقي لزيارة الملك السعودي الى روسيا حاملاً معه رسائل أمريكية جمة من المستبعد أن تبرد الأجواء الأمريكية الروسية , و حاملاً معه بعض الأموال كدفعه مقدمة لإخراج النظام السعودي من عنق الزجاجة, و لكن يبقى الطريف في الأمر هو قلق واشنطن من شراء حلفائها صواريخ اس400 و هي التي تقاتل للحصول على أسرار هذه المنظومة.
01:42
03:52
11:48