الاردن ... الدور المشبوه بقلم : حسن مرهج

الجمعة, 3 تشرين الثاني 2017 الساعة 16:27 | منبر جهينة, منبر السياسة

الاردن ... الدور المشبوه      بقلم : حسن مرهج

جهينة نيوز:

في كتابه " مكان بين الأمم " أوضح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ، أن أي انهيار أو ضعف للنظام الأردني يمكن أن يؤدي إلى تغير الوضع الاستراتيجي لإسرائيل بين عشية و ضحاها ، ما يعني أن للأردن موقع متقدم في أولويات الأمن القومي لإسرائيل ، بحكم أن الأردن يشكل منطقة عازلة عن محيط اسرائيل المعادي لها .

من هذه النظرة الاسرائيلية يعتبر الأردن صمام الأمان للأمن القومي لدولة اسرائيل ، و في المقابل ترى اسرائيل نفسها قوة احتياط لنجدة النظام الأردني في مواجهة أي تهديد استراتيجي ، و كذلك الاردن الذي يعتبر ان الحفاظ على امنه و استقراره محكوم بالحفاظ على معاهدة السلام بين الطرفين .

في المفهوم الجيوسياسي ، يعتبر الامن بين الطرفين في أولوية استراتيجيتهما ، فالأردن و اسرائيل يتقاسمان المصالح المشتركة ، فضلا عن التعاون الامني و التنسيق الاستراتيجي في العديد من المواضيع ذات الصلة ، و جدير بالذكر أن العلاقة بين الأردن وإسرائيل قد توترت في أواخر العام الماضي ، إثر مشاحنات بين يهود ومسلمين على أحقية الصلاة في مزار في القدس تقوم الأردن بالوصاية عليه، وفي مؤشر على الأهمية التي توليها الحكومة الإسرائيلية لأهمية العلاقات مع الأردن فقد قامت إسرائيل بإعادة الهدوء سريعًا للموقف بعد أن استدعت الأردن سفيرها مؤقتًا.

و بعيدا عن القضية الفلسطينية ، فإن أهم ما يميز العلاقة بين الاردن و اسرائيل هي النظرة المشتركة للطرفين حول الكثير من قضايا الشرق الأوسط ، فإسرائيل ترى في النظام الأردني على أنه الأكثر استعدادا من بقية الأنظمة العربية لعقد تسويات من شأنها تغير الواقع الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط ، و جاءت اتفاقية اوسلو في عام 1993 و تلتها إتفاقية وادي عربة في عام 1994، و أهم ما في هذه الاتفاقية أنّها وفرت الغطاء القانوني لتظهير العلاقات القائمة فعلياً بين الطرفين والانتقال بها إلى مستويات إضافية ومن هنا، يُلحظُ حضور الأردن موقعاً و دوراً في كلّ استراتيجية إسرائيلية إقليمية لمواجهة التحديات والتهديدات الإقليمية وهو العنوان الذي يتظلّل به النظام الأردني لأيّ دور جيوسياسي.

تاريخيا و على الرغم من الدور الذي لعبه الأردن في عامي 1948 و 1967 ، حيث شكل الأردن معبرا لعبور القوات العراقية للمشاركة في الحرب ضد اسرائيل ، إلا أن الأردن لم يشكل أي تهديد استراتيجي لإسرائيل بفعل ضعف القدرات العسكرية للجيش الاردني فضلا عن التوجهات الحقيقة لسياسة النظام الأردني .

اسرائيل التي كانت و لا تزال على استعداد للتدخل في مواجهة أي خطر محتمل على الأردن ، و هذا ما يفسر صراحة تواجد القوات الاسرائيلية في منطقة غور الأردن الذي وصفه نتنياهو بأن غور الاردن جزء من الطوق الاستراتيجي لحماية دولة اسرائيل حتى في ظل تسوية نهائية مع السلطة الفلسطينية .

و لإدراك حجم الترابط و التنسيق بين الأردن و اسرائيل في قضايا استراتيجية ، و تحديدا في الشأن السوري ، فقد كان الأردن معبرا و مركزا للفصائل الإرهابية ، حيث أكدت الكثير من التقارير أن مجموعات مسلحة يتم تدريبها و الإشراف على تسليحها من قبل ضباط في الموساد الإسرائيلي اضافة إلى ضباط من المخابرات الأردنية ، و من المعلوم ايضا أن غرفة الموك التي قدمت دعما غير محدود للفصائل الإرهابية و تسهيل عبورها إلى الداخل السوري ، كانت في الأردن و تدار بإشراف مباشر من كبار الضباط في الجيش و المخابرات الأردنية ، و حتى لحظة كتابة هذا المقال ، ما زال النظام الأردني يشكل مدخلا لأي سيناريو مفاجئ فيما يخص الأزمة السورية ، تلبية للمصالح المشتركة بين الاردن و اسرائيل ، و على الرغم كل ما يشاع عن تغير في السياسية الأردنية تجاه الحرب في سوريا ، فالأردن لا يزال يشكل خط الدفاع الذي تختبئ خلفه اسرائيل في مواجهة أي تطورات في المنطقة


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا