خاص جهينة نيوز – كفاح نصر
من المؤكد أن إستقالة الحريري و حملة الإعتقالات التي شنها بن سلمان في السعودية قد تكون شأن داخلي سعودي و قد تكون خطوة تصعيدية ولكن التصعيد السعودي ضد إيران لم يكن بعيد عن الحرب القائمة في المنطقة و بشكل خاص (اليمن،سورية، العراق) رغم أن شظايا التصعيد وصلت الى مصر و شمال إفريقيا عموماً, و أفغانستان خصوصاً, و لكن من الواضح أن الإمور تزداد تعقيد من إقتراب نهاية داعش, و قبل أن تنتهي معركة داعش أكد الأمريكي و بدعم فرنسي بريطاني بأنه يريد تكريس الإحتلال شمال سورية بحجة الاعمار في حين سورية رفعت من نبرتها و أكدت أن الرقة لن تكون محررة قبل دخول الجيش السوري إليها و تلاه دعم إيراني روسي للموقف السوري, و بدأ التصعيد بعد فشل مفاوضات قامت بها روسيا بدور الوسيط لتجنب قتال محتمل بين القوات السورية من جهة و القوات الامريكية و أدواتها من جهة ثانية, و مع تصريح حميميم أن الخيار العسكري مع القوات المدعومة أمريكيا أصبح لا مفر منه يمكن القول أن الوساطة الروسية فشلت, و بحسب المصادر ما أن فشلت الوساطة الروسية مع قوات سورية الديمقراطية حتى شنت جبهة النصرة الهجوم الشهير على بلدة حضر من ثلاث محاور, و ما أن فشل الهجوم حتى تم إستدعاء الحريري الى السعودية في سيناريو من المؤكد أنه مرسوم مسبقاً كورقة تصعيدية بغض النظر عن الوضع الداخلي السعودي و لكنه خطوة في التفرد بالحكم لأجل قرارات مصيرية.
المفارقة أن إستقالة الحريري تلاها إتهامات سعودية لإيران تحملها مسؤولية نتائج العدوان السعودي على اليمن في تصعيد سعودي غير مسبوق ضد إيران, و المستغرب أن التصعيد ضد إيران لم يكن أمريكي بل سعودي بدأ من قيادة التحالف السعودي و ثم تصريحات السبهان ولاحقاً ابن سلمان, و يعتقد أن الولايات المتحدة التي لا تملك ضد إيران سوى ورقة الملف النووي طلبت من السعودية التصعيد ضد إيران لان التهديدات الأمريكية لإيران منذ عهد باراك أوباما أصبحت بلا قيمة و منذ حشد الأساطيل الأمريكية في مياه الخليج عدة مرات لشن عدوان على إيران ثم إستدعائها أصبحت بلا قيمة و في إلغاء الملف النووي لم تجد واشنطن أي مؤيد لها سوى السعودية و الامارات و البحرين و بالتالي التصعيد الأمريكي سيكون أولاً محكوم بالفشل و ثانياً لن يغير شيء و من هنا أصبح السؤال المطروح ما هي خيارات آل سعود.؟؟ في الدرب الذي فشل فيه الامريكي.
عندما يعجز الأمريكي نفسه حامي عرش آل سعود عن شن حرب على إيران و قبل أن تمتلك مضادات جوية متطورة و قبل أن تحول جميع صواريخها الى صواريخ نقطية من المؤكد أن هذا الخيار ليس شبه مستحيل بل هو المستحيل بعينه, و أما عن إشعال الساحة اللبنانية في ظل موازين القوى فهي مجازفة غير محسوبة أو الضغط الإقتصادي على لبنان سيكون مصيره محكوم بالفشل و خصوصاً أن نتائجه اي صراع داخلي لبناني قد تحسم بدون تدخل من حزب الله, في حين خيار عدوان سعودي على لبنان لا يمكن الحديث عنه و السبب عدوم وجود حدود مشتركة و بالتالي أي عدوان على لبنان سيكون عدوان إسرائيلي و الإسرائيلي عاجز عن مثل هذا العدوان, و من هنا هناك خيارين لا ثالث لهما إما عدوان أمريكي على لبنان و هذا الأمر مستبعد تماماً لانه لن يقف عند حدود لبنان بل يصب في خانة الحرب الشاملة, أو محاولة زعزعة إستقرار إيران و هذا الأمر قائم منذ سنوات.
لا يمكن تكهن الأحداث بدون عمليات إستعراض القوة التي سبقتها فتصعيد المحور المعادي من واشنطن الى تل أبيب و حلفائهم العرب فقد سطوته العسكرية قبل التصعيد السياسي, فطائرة اف35 الإسرائيلية لم تتمكن من تغير موازين القوة في الشرق الأوسط كم و لم تنجح كما لم تنجح كل هجمات المسلحين في سورية و بل على العكس تماماً, و ما كشفه الجيش اليمني مؤخراً و هو صاروخ المندب 1 قد يقلب الطاولة فضلاً عن ظهور مواصفات صاروخ اس 200 القديم نسبيا , و بالتالي جميع الأوراق العسكرية التي قدمتها واشنطن و حلفائها لا يمكن أن تمنع من تحويل مصير الرقة الى كركوك أخرى عاجلاً أم آجلاً, و كل التهويل المعادي لن يغير من موازين القوى, و ما فشلت في فرضه حاملات الطائرات الأمريكية لن تنجح بتحقيقه تصريحات بن سلمان و موظفيه ولا تصريحات ترامب و حلفائه.
أيام داعش أصبحت محدودة جداً رغم حديث المسؤولين الأمريكيين عن إمكانيات داعش (المخابرات الامريكية) في تجنيد المزيد من المقاتلين, و قبل أن ينتهي مبرر الوجود الامريكي الغير شرعي شمال سورية أصبحت قاعدة التنف التي تتخذ من المدنيين دروعاً بشرية لها فضيحة للقوات الامريكية, و من يعتقد أنه قادر على تغير موازين القوى بعد داعش نذكره بأنه مع وجود داعش فشل في تحقيق أي نتيجة فكيف الحال بدون داعش و ما هو المصير بعد أن أعيد ترميم الدفاع الجوي السوري, و من هنا يمكن القول أن ورقة الضغط الأمريكية الجديدة و التي تحاول التليوح بحرب في الجنوب لتفادي حرب في الشمال ورقة ساقطة, و أكثر من ذلك فلربما يهددونا بما نملك من قوة نملكها منعتهم سابقاً من الحماقات.
22:17