بوتين في سوريا .. إعلان النصر السوري و الروسي بقلم : أمجد اسماعيل آغا

الأحد, 17 كانون الأول 2017 الساعة 05:20 | منبر جهينة, منبر السياسة

بوتين في سوريا .. إعلان النصر السوري و الروسي    بقلم : أمجد اسماعيل آغا

جهينة نيوز:

بالنظر إلى تعاظم القوة السياسية للدولة السورية ، إلى جانب المنجزات الميدانية ، و ما يتربت على ذلك من إعادة تموضع على الخارطة الاستراتيجية في المنطقة ، نجد أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا تتناسب مع المشهد السوري الذي يسير بخطى ثابتة نحو الانتصارين السياسي و الميداني ، و بالتالي تأتي هذه الزيارة في سياق طبيعي من لقاء الحلفاء ، و لابد حين إلتقاء الكبار من توجيه رسائل سياسية إلى كل الأطراف ، في مؤشر واضح على تنامي قوة هذا الحلف ، و السير نحو الحل السياسي الذي يناسب تطلعات الشعب السوري و بعيدا عن إملاءات الإدارة الأمريكية و من يتبعها .

زيارة الرئيس بوتين إلى سوريا لم تكن خطوة مفاجئة ، و إعلانه رسميا بدء التحضير لسحب قوات بلاده من سوريا ، ما يعكس رغبة موسكو التركيز على الحل السياسي بعد الإنتصار الميداني ، حيث أن التواجد الروسي بدأ في شهر ايلول من العام 2015 ، و جاء بطلب رسمي من الدولة السورية للمساعدة في محاربة الإرهاب ، و بات من الواضح أن التواجد الروسي في سوريا مرتبط مباشرة في المساعدة على إطلاق عملية سياسية تكون مسارا لإنهاء الحرب ، خاصة بعد القضاء على تنظيم داعش ، في حين أن باقي الفصائل الإرهابية و على رأسها ما يسمى هيئة تحرير الشام مرتبطة بالمسار السياسي لمؤتمر استانه لجهة الضامنين .

ومن الأهمية بمكان ، قراءة التحرك الروسي ضمن سياق الجهود المبذولة لإطلاق مسارالتسوية السياسية في سوريا، وهو ما حضر بوضوح في كلام بوتين، كذلك فإن إعلان النصر على داعش وعودة جزء من القوات الروسية، سيصبّان في مصلحة الرئيس بوتين المرشح لولاية ثانية ، و لا شك بأن الخطوة الروسية جاءت بعد تمهيد لها مع الرئيس السوري بشار الاسد في سوتشي ، و ترى موسكو أن لا تأثيرات عسكرية على أرض الواقع ، لكن في المقابل سيكون لهذه الخطوة تداعيات سياسية كبيرة ، لجهة البدء في المفاوضات السورية السورية ، و إرسال تطمينات إلى كل الأطراف السورية التي كانت تعارض التدخل الروسي في سوريا ، من هنا بات واضحا أن التواجد الروسي في سوريا لم يكن إحتلالا كما يصوره البعض ، بل على العكس إذ أن الدخول الروسي في الميدان السوري جاء للحفاظ على الدولة السورية و محاربة الإرهاب ، بالتوازي مع رعاية الحلول السياسية .

ومع الانتقاد الواسع الذي توجهه موسكو للحضور العسكري الأميركي غير الشرعي على الأراضي السورية ، بالتالي فإن القرار الروسي سيشكّل ورقة ضغط إضافية قابلة للصرف في التفاوض مع الأميركيين ، ومن غير المرجّح أن يؤثر سحب القوات على قوة الوجود الروسي في سوريا، إذ ستبقى قاعدتا حميميم وطرطوس مركزاً مهماً للعمليات ، في حين ستحافظ بعض قوات الشرطة العسكرية وأفراد مركز المصالحة و المستشارون العسكريون على وجودهم في مختلف المناطق السورية ، وفق ما تقضيه المعطيات الميدانية، وسيكون لطبيعة تطورات اتفاقات تخفيف التصعيد ومدى التقدم في محادثات جنيف وأستانا ومؤتمر سوتشي ، دور حاسم في تحديد حجم هذا الوجود ونوعه .

في المحصّلة، تريد موسكو من خلال هذه الخطوة العسكرية التحضير لمرحلة جديدة على المستوى السياسي، ودفع مختلف اللاعبين الإقليميين والدوليين إلى هذا المكان، فهل تنجح في ذلك؟.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا