سياسة التأطير وتعليب العقول.. بقلم: الدكتور محمد رقية

الإثنين, 18 كانون الأول 2017 الساعة 17:26 | منبر جهينة, منبر السياسة

سياسة التأطير وتعليب العقول.. بقلم: الدكتور محمد رقية

جهينة نبوز:

بعد اعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني

انتقل الناس بدون وعي من عدم الاعتراف باسرائيل إلى القدس ليست عاصمة اسرائيل

هكذا يتم تعليب العقول وتأطيرها لكي تتم السيطرة عليها

وزير الدعاية الألماني ابان حكم هتلر نجح في السيطرة على العقول وفق نظرية غوبلز أو نظرية التأطير والتي اصبحت وسيلة مهمة في تمرير السياسات والسيطرة الاعلامية فيما بعد

فمثلا" ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺰﻭﺭ ﺻﺪﻳﻘﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻳﺴﺄﻟﻚ أﺗﺸﺮﺏ ﺷﺎﻱ ﺃﻭ ﻗﻬﻮﺓ؟! ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﺐ ﻋﺼﻴﺮﺍ على سبيل المثال...

ﻭﻫﺬﺍ الأمر ﻳﺴﻤﻰ اﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﺄﻃﻴﺮ ﻓﻬﻮ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﻋﻘﻠﻚ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍت ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﻻ ﺇﺭﺍﺩﻳﺂ ﻭﻣﻨﻌﺖ ﻋﻘﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣة

ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﺩﺭﺍﻙ... ﻭﺑﻌﻀﻨﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ بفهم ﻭﺫﻛﺎﺀ...

ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼم والحروب.

ففي ﺣﺮﺏ احتلال أمريكا للعراق عام 2003 جعلوا بدعايتهم ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ هي ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ , حيث قامت ﻭﺳﺎﺋﻞ اعلامهم ﺑﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﻫﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ. ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺗﺘﺮﻗﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻘﻂ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻛﻠﻪ ﺳﻘﻂ ﻭﻣﺎﺗﺖ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ من ﺃﻧﻪ سقط ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ فقط .

وفي اجتماع قادة الدول الاسلامية الأخير في تركيا جاء البيان الختامي مطالباً بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين ،وبهذه الصيغة تخلى المجتمعون عن فلسطين وعن القدس الغربية , أي أن هناك اعتراف ضمني بالكيان الصهيوني وبالقدس الغربية عاصمة له من قبل هؤلاء المجتمعين، وهذا الأمر كان يجب ان لا يتم ، بل كان يجب على المؤتمرين أن يطالبوا بالقدس كلها عاصمة لفلسطين وعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني فالعدو الصهيوني حصل في هذا المؤتمر على اعتراف ضمني بشرعيته وعاصمته القدس الغربية وماذا تريد اسرائيل أكثر من ذلك حاليا" ؟!!!

لقد أفاد هذا الاجتماع الكيان المحتل وأساء إلى القضية الفلسطينية بسبب الصيغة المطروحة في البيان الختامي , بالرغم من أنهم يعتقدون أنهم عملوا انجازا" مهما" للقضية الفلسطينية ولكن الحقيقة هم تخلوا عن فلسطين سواء شعروا بذلك أم لم يشعروا , وهنا الكارثة

وﺗﻠﻌﺐ حاليا" ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ المعادية ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﻓﻲ قضية القدس وﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟمفعمة ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﻭﺇﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﻮﻋﻲ تسيرمعها وتركز على القدس هل هي عاصمة للكيان أم لا كما لاحظنا في اجتماع تركيا وبقية الاجتماعات والتصريحات وحتى في المظاهرات التي تجري في الشوارع . بينما المفروض التركيز في هذه التصريحات وهذه المظاهرات على فلسطين كقضية شعب اغتصبت أرضه وجرى تهجيره إلى كل بقاع الدنيا

إن ﻫﺬﺍ الاسلوب هو ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ أساليب عديدة ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻚ لا ﺗﺮﻯ إلامايريده العدو ,

ﻭﻫﻮ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻗﻮﻱ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺿﻊ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﻫﻤﻴﺔ ﺗﻘﻴﺪ ﺗﻔﻜﻴﺮهم .

ﻛﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻭﻋﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ببواطن الأمور، ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻃﺮ ﻭﺍﻟﻘﻴﻮﺩ التي يلعبها رجالات ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ والعسكر ﻭﺍﻟﺨﻄﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ وغيرهم.

النتيجة اسرائيل أصلا لانعترف بها كدولة فكيف تكون لها عاصمة؟

هذا مايجب التركيز عليه حالياً لنعيد العدو الى المربع الأول وإلى القضية الأساسية التي هي قضية وطن مغتصب , وعلى اعلاميينا وسياسيينا وجميع المناهضين للمشروع الصهيوني التأكيد على ذلك في معركة القدس الحالية ويجب علينا أن نجر أعداءنا الى الموقع الذي نريده نحن لا المواقع والتوجهات التي يريدها أعداؤنا.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا