جهينة نيوز:
غيرات عديدة تعيشها الحرب السورية ، تغيرات قد تفضي إلى تحول في المشهد العام المتعلق بالحرب ، غير أن هذا التحول و إن كان حتى الآن لم يلد ، فأنه لن يكون في صالح الدول التي تآمرت على الدولة السورية و الشعب السوري ، و هنا فإن عدة مسائل واضحة جعلت القارئ للمشهد السوري ، يلاحظ تنقلات الدول التي شاركت في العدوان على سوريا ، بين المشاهد السياسية و الإقليمية و الدولية .
بلا شك فإن نتائج الميدان السوري ، ارخت بظلالها على طبيعة التعاطي السياسي مع الحرب في سوريا ، و عليه يمكن القول بأن ما حققه الجيش السوري في الجغرافية السورية ، كان له وقع خاص على مسارات الحل السياسي ، الذي يُبنى اصلا على طبيعة الميدان ، فبعد أن باتت الدولة السورية تسيطر على الغالبية العظمى من الأرض ، فُتح باب الحل السياسي من جديد ، و عادت كل الأطراف إلى الاجتماع حول طاولة سوتشي على أمل الوصول إلى حل سياسي من شأنه النهوض مجددا بالدولة السورية و نفض غبار الحرب الذي أرهق الشعب السوري .
في السياسة ، هناك العديد من العوامل التي تؤدي بطبيعة الحال إلى التعاطي بجدية مع أي خارطة طريق سياسية ، و بالتالي فإن الحل السياسي يكون مرتبط مباشرة بما ينتجه الميدان ، و عيله لا يمكن فصل الحل السياسي عن الحل العسكري ، فمن يمتلك الميدان تكون له الأفضلية في فرض الوقائع السياسية ، و هنا من المعروف بأن الدولة السورية و نتيجة لاستراتيجية محكمة باتت اليوم أقوى من كافة الأطراف المدعومة سعوديا و أمريكيا و إسرائيليا ، و لهذا فإن ما يسمى المعارضة التي تنفذ اجندة سعودية أو أمريكية لا تملك أي ورقة ضغط سياسي و لا يمكنها فرض أبسط الشروط ، فالمعارضة هي الحلقة الأضعف ، خاصة أنها لا تؤمن بالحوار لكنها مضطرة للمشاركة بالحل السياسي بعد أن خسرت الميدان و مميزاته .
في جانب أخر ، بات من الواضح أن بعض المعارضات السورية ليست معارضات وطنية ، بل هي معارضات تأخذ أوامرها من التركي و السعودي و الأمريكي و حتى الإسرائيلي ، و بالتالي هي معارضة في الأساس مفككة و ضائعة و هشة ، و لن تكون أصلا مهيأة للحوار مع وفد الجمهورية العربية السورية ، و يضاف إلى ذلك بأن بعض المعارضات لا تملك أي ارضية في سوريا ما يضعها في تصنيف اللاشرعية و لا يحق لها التكلم باسم الشعب السوري أو طرح قضاياه للنقاش أو إبداء الراي أو اقتراح الحلول .
إن الدولة السورية و منذ بداية الحرب المفروضة عليها ، دأبت على محاربة الإرهاب الذي كان مدعوما من بعض ما يسمى معارضين للدولة السورية ، و الذين طالبوا واشنطن بالتدخل عسكريا ، إضافة إلى دعمهم فصائل إرهابية ، فضلا عن قيامهم بأعمال إرهابية طالت جسد الدولة السورية و المدنيين الذي عانوا خلال سبع سنوات من إرهابهم ، و بالتالي فإن هذه الشخصيات تصنفها الدولة السورية إرهابيين و لا يمكن إشراكهم بأي حل سياسي يساهم في إعادة بناء المجتمع السوري .
سوتشي سيكون منصة لإعلان النصر على الإرهاب ، و دليلا واضحا على جدية الحكومة السورية في المضي بطريق الحل السياسي مع من يريد بناء الدولة السورية ، و ليس من يريد تنفيذ أجندات أعدائها ، فبعد سنوات الحرب و ما قدمه الجيش السوري و الشعب السوري في مواجهة الإرهاب ، لا يمكن القبول بأنصاف الحلول ، و لا بد أن يكون حلا سوريا خالصا مبني على أساس السيادة و الاستقلال ، متناسبا مع القرار السيادي السوري ، فهذه هي الدولة السورية و قائدها ، منفتحين على كافة الحلول و الأطراف ، فمن يريد الحل السوري المتناسب مع تطلعات الشعب السوري ، فليكن ، و إلا سيستمر اجتثاث الإرهاب من الجغرافية السورية ، و لن يبقى أي إرهابي على قيد الحياة مهما كانت الجهة التي تقوم بدعمه .
02:10