مؤتمر سوتشي .. بين الحل السياسي و الواقع الميداني بقلم : أمجد إسماعيل الآغا

الجمعة, 29 كانون الأول 2017 الساعة 01:48 | منبر جهينة, منبر السياسة

مؤتمر سوتشي .. بين الحل السياسي و الواقع الميداني   بقلم : أمجد إسماعيل الآغا

جهينة نيوز:

غيرات عديدة تعيشها الحرب السورية ، تغيرات قد تفضي إلى تحول في المشهد العام المتعلق بالحرب ، غير أن هذا التحول و إن كان حتى الآن لم يلد ، فأنه لن يكون في صالح الدول التي تآمرت على الدولة السورية و الشعب السوري ، و هنا فإن عدة مسائل واضحة جعلت القارئ للمشهد السوري ، يلاحظ تنقلات الدول التي شاركت في العدوان على سوريا ، بين المشاهد السياسية و الإقليمية و الدولية .

بلا شك فإن نتائج الميدان السوري ، ارخت بظلالها على طبيعة التعاطي السياسي مع الحرب في سوريا ، و عليه يمكن القول بأن ما حققه الجيش السوري في الجغرافية السورية ، كان له وقع خاص على مسارات الحل السياسي ، الذي يُبنى اصلا على طبيعة الميدان ، فبعد أن باتت الدولة السورية تسيطر على الغالبية العظمى من الأرض ، فُتح باب الحل السياسي من جديد ، و عادت كل الأطراف إلى الاجتماع حول طاولة سوتشي على أمل الوصول إلى حل سياسي من شأنه النهوض مجددا بالدولة السورية و نفض غبار الحرب الذي أرهق الشعب السوري .

في السياسة ، هناك العديد من العوامل التي تؤدي بطبيعة الحال إلى التعاطي بجدية مع أي خارطة طريق سياسية ، و بالتالي فإن الحل السياسي يكون مرتبط مباشرة بما ينتجه الميدان ، و عيله لا يمكن فصل الحل السياسي عن الحل العسكري ، فمن يمتلك الميدان تكون له الأفضلية في فرض الوقائع السياسية ، و هنا من المعروف بأن الدولة السورية و نتيجة لاستراتيجية محكمة باتت اليوم أقوى من كافة الأطراف المدعومة سعوديا و أمريكيا و إسرائيليا ، و لهذا فإن ما يسمى المعارضة التي تنفذ اجندة سعودية أو أمريكية لا تملك أي ورقة ضغط سياسي و لا يمكنها فرض أبسط الشروط ، فالمعارضة هي الحلقة الأضعف ، خاصة أنها لا تؤمن بالحوار لكنها مضطرة للمشاركة بالحل السياسي بعد أن خسرت الميدان و مميزاته .

في جانب أخر ، بات من الواضح أن بعض المعارضات السورية ليست معارضات وطنية ، بل هي معارضات تأخذ أوامرها من التركي و السعودي و الأمريكي و حتى الإسرائيلي ، و بالتالي هي معارضة في الأساس مفككة و ضائعة و هشة ، و لن تكون أصلا مهيأة للحوار مع وفد الجمهورية العربية السورية ، و يضاف إلى ذلك بأن بعض المعارضات لا تملك أي ارضية في سوريا ما يضعها في تصنيف اللاشرعية و لا يحق لها التكلم باسم الشعب السوري أو طرح قضاياه للنقاش أو إبداء الراي أو اقتراح الحلول .

إن الدولة السورية و منذ بداية الحرب المفروضة عليها ، دأبت على محاربة الإرهاب الذي كان مدعوما من بعض ما يسمى معارضين للدولة السورية ، و الذين طالبوا واشنطن بالتدخل عسكريا ، إضافة إلى دعمهم فصائل إرهابية ، فضلا عن قيامهم بأعمال إرهابية طالت جسد الدولة السورية و المدنيين الذي عانوا خلال سبع سنوات من إرهابهم ، و بالتالي فإن هذه الشخصيات تصنفها الدولة السورية إرهابيين و لا يمكن إشراكهم بأي حل سياسي يساهم في إعادة بناء المجتمع السوري .

سوتشي سيكون منصة لإعلان النصر على الإرهاب ، و دليلا واضحا على جدية الحكومة السورية في المضي بطريق الحل السياسي مع من يريد بناء الدولة السورية ، و ليس من يريد تنفيذ أجندات أعدائها ، فبعد سنوات الحرب و ما قدمه الجيش السوري و الشعب السوري في مواجهة الإرهاب ، لا يمكن القبول بأنصاف الحلول ، و لا بد أن يكون حلا سوريا خالصا مبني على أساس السيادة و الاستقلال ، متناسبا مع القرار السيادي السوري ، فهذه هي الدولة السورية و قائدها ، منفتحين على كافة الحلول و الأطراف ، فمن يريد الحل السوري المتناسب مع تطلعات الشعب السوري ، فليكن ، و إلا سيستمر اجتثاث الإرهاب من الجغرافية السورية ، و لن يبقى أي إرهابي على قيد الحياة مهما كانت الجهة التي تقوم بدعمه .


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان حسان- امريكا
    29/12/2017
    02:10
    يجب تحجيم الدور الروسي في الازمه السوريه
    يجب ان تتنبه الحكومه السوريه للدور الروسي بعد ان تكشفت نواياهم في المنطقه ..

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا