ما بعد داعش .. سيناريوهات الإرهاب الجديدة بقلم : أمجد إسماعيل الآغا

الأحد, 21 كانون الثاني 2018 الساعة 03:25 | منبر جهينة, منبر السياسة

ما بعد داعش .. سيناريوهات الإرهاب الجديدة    بقلم : أمجد إسماعيل الآغا

جهينة نيوز:

عسكريا و مع القضاء على تنظيم داعش الإرهابي ، بفضل الجهود و التضحيات التي قدمتها فصائل المقاومة في سوريا و لبنان و العراق ، تسعى الدول الغربية لإطلاق جسد إرهابي جديد لمناهضة محور المقاومة ، و ليكون ركيزة لإعادة رسم نقاط القوة و إعادة ترتيبها في الشرق الأوسط ، و ليستمر التدخل الأمريكي على الصعد كافة ، تحت ذريعة مكافحة الإرهاب و احتواءه و منعه من التمدد .

في الوقت الذي بدأت ملامح النصر على الإرهاب الأمريكي تتوضح في المنطقة ، كانت القوى الإقليمية و غيرها تخطط لرسم واقع جيوسياسي جديد ، من شأنه الوقوف في وجه تعاظم قوة محور المقاومة ، لإعادة رسم السياسات الشرق وسطية ، و عليه لا بد من التأسيس لراية إرهابية جديدة ، تقوم واشنطن باستثمارها ، سيما أن كل الدلائل و المعطيات تؤكد أن داعش صناعة أمريكية ، و تم استثماره بما يناسب خطط واشنطن ، لكن و بالنظر إلى التحديات التي تواجه المصالح الأمريكية المستقبلية في المنطقة ، و مع تعاظم النفوذ الروسي و الايراني و وقوفهم إلى جانب بلدان الشرق الأوسط التي عانت من الإرهاب الأمريكي و السعودي ، نجد أن واشنطن تفقد الكثير من هيبتها السياسية و العسكرية ، و لا بد في هذه الحالة من استراتيجية تعتمدها واشنطن لإنقاذ هيبتها التي تحطمت في الشرق الأوسط .

في توصيف قضية الإرهاب و كيف تمكنت واشنطن من تهيئة الأرضية الملائمة لنشوئه و استغلاله ، يمكن القول أن الإرهاب ليس نتاج مجموعة أو بلد فقط ، إنما هناك الكثير من الصراعات الداخلية و الخارجية التي لم تُحل بعد بشأن التوصيف الدقيق لمفهوم الإرهاب عالميا ، يضاف إلى ذلك الأموال و النفط و الأفكار المتطرفة التي تشكل بمجملها بيئة خصبة لتنامي الإرهاب ، و عيله فإن ظروف خلق جسد إرهابي جديد في الشرق الأوسط لا تزال متوافرة ، خاصة و بحسب وجهة النظر الأمريكية فإن إنتهاء داعش يعني غياب واشنطن من مشهدية الشرق الأوسط ، في مقابل تعاظم قوة سوريا و ايران و العراق و الحليف الروسي ، و في هذا قلق أمريكي من شأنه تزعزع تحالفات واشنطن في المنطقة ، يقابله محاور و تحالفات جديدة مع القطب الروسي .

الهزيمة الاستراتيجية التي منيت بها السياسة الأمريكية في المنطقة ، أدت و بشكل مباشر إلى تراجع الهيمنة الأمريكية ، أو أقله ابتعاد حلفاؤها عنها و البحث عن مصالح سياسية و استراتيجية مع شريك قوي ، و بالتالي فإن المصالح الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط معرضة للخطر ، و السبيل الوحيد لتفادي الهزيمة ، من خلال خلق أزمة جديدة عن طريق إعادة هيكلة واستبدال الجماعات الإرهابية القديمة بأخرى جديدة في المنطقة ، وبالطبع من الواضح بأن الولايات المتحدة في هذا الطريق ستستخدم الثغرات والمسائل التي لم تحل في المنطقة على أفضل وجه والتي من أهمها الخلافات و النزاعات الموجودة بين الديانات الإسلامية وعلى رأسها التفرقة السنية الشيعية ، و التي تعمل السعودية و برغبة أمريكية إلى تفعيل هذه التفرقة ، لاستخدامها مبررا يمكن من خلاله تأسيس محور يرى من الشيعة أعداء ، ليكون الدفاع عن النفس مبررا و هذا ما تحاول أمريكا تفعيله واقعا عبر السعودية .

في المحصلة ، عاجلا أم أجلا ستقوم واشنطن بتهيئة الأسباب التي من خلالها سينشئ جسد إرهابي جديد ، يحاط برعاية و عناية واشنطن و السعودية ، ليكون في مواجهة جديدة مع محور المقاومة و الحليف الروسي ، و هنا لا بد من العمل باستراتيجية مضادة ، بمعنى البحث عن الأسباب الجوهرية التي أدت لنشوء داعش ، و التعامل معها إزاء أي جسد إرهابي جديد ، و في هذا خطوة من شأنها احتواء سياسة واشنطن في السعي لاستمرار حمام الدم ، و بالتالي تكون تكلفة المواجهة أقل إنهاكا و خسائرا ، مع التعويل بالاستفادة من الخبرات التي تمت مراكمتها في التصدي لإرهاب داعش ، و بهذا فقط سيتم القضاء على الخطط الأمريكية في مهدها .


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا