قسد تسير على خطوط النار .. بقلم : أمجد إسماعيل الآغا

الأحد, 11 شباط 2018 الساعة 04:55 | منبر جهينة, منبر السياسة

 قسد تسير على خطوط النار ..   بقلم : أمجد إسماعيل الآغا

جهينة نيوز:

قوات سورية الديمقراطية تسعى جاهدة لخلق تماس مع الجيش السوري ، في بحث عن اختبار لتحالفها مع واشنطن ، و التي تعتبر شريكتها في ما سمي محاربتهم للإرهاب ، و في نفس الوقت تسعى واشنطن من خلال الزج بالأكراد في معركة تدرك جيدا أنها لا تقوى على احتمال تداعياتها السياسية و الاستراتيجية ، لكن لاعتبارات سياسية تحاول خلط الأوراق للحصول على مكسب ضمن الحل النهائي للأزمة السورية ، في السياق هناك تحذيرات روسية تضع تحالف واشنطن مع الأكراد ضمن زاوية الاستهداف المشروع ، فموسكو اعتبرت ان اعاقة تقدم الجيش السوري يمكن أن يشهد ردا روسيا قويا .

سارعت واشنطن لتقديم تفسير لمسألة تقدم الاكراد ، و وفق تصريحاتها من اجل محاربة الإرهاب و ليس للاشتباك مع الجيش السوري ، ما يعني أن مسألة دعمها لقوات سورية الديمقراطية مرتبطة بمهمة مختلفة تماماً عن أي مشروع سياسي كردي ، بما فيها انتخابات الإدارة الذاتية التي جرت في مناطق وجود سورية الديمقراطية ، ويمكن تفسير هذا التصريح بأمرين ، الاول رغبة واشنطن في إتاحة المجال للعمليات العسكرية القائمة لتأخذ كامل أبعادها، سواء في طرد داعش، أم حتى في مسألة رسم توازن عسكري وجعل قسد أمراً واقعاً في مراحل التفاوض القادمة، فالإدارة الأميركية الحالية تريد إنهاء بعض تبعات ما يسمى الربيع العربي ، وخلق مناطق توتر جديدة في جوار إيران، والأكراد هم ضمن هذه الوظيفة تحديداً.

الامر الثاني يتعلق بالمهمة التي بدأ فيها التعاون مع قسد ، فالولايات المتحدة بدأت التعاون مع الأكراد خلال معركة عين عرب، وبعدها تم تأسيس مجموعة عسكرية مختلطة باسم جيش سورية الديمقراطي، ورغم أن أغلبية قياداته وعناصره من الأكراد، لكن واشنطن اعتبرت أن هذا الجيش يمكن أن يكون مكافئاً للجيش السوري.

على المستوى الاستراتيجي فإن مهام قوات سورية الديمقراطية تتلخص في تشكيل معوق جغرافي أمام تقدم الجيش السوري شرق الفرات ، ومن جانب آخر فرض أمر واقع في المناطق السورية الغنية بالنفط .

مهما بدا الموقف الأميركي معقداً لكنه يتجه نحو إنتاج حقبة صراع داخلي في سورية، وليس تأكيد حالة انفصال للأكراد، أو المغامرة بصدام عسكري مع الجيش الروسي فوق الأرض السورية، فهي تريد ترك واقع خاص في سورية يعقد الحل السياسي ويتيح لها النفاذ إلى عمق التوازن الداخلي السوري، وهذا الأمر ليس بالضرورة تحالفاً عميقاً مع الأكراد بل محاولة تحكم لإعادة إنتاج الشرق الأوسط بمفهوم يضعف قوة الدول فيه كافة باستثناء الكيان الإسرائيلي.

لا شك أن أمريكا تقف اليوم أمام نقطة مفصلية في مقاربتها للواقع السياسي والعسكري لملف الشرق الأوسط ، و بالتالي فإن الخيار الأنسب للأكراد اليوم هو التعاون مع الحكومة السوريّة والدخول في حوار مع دمشق، فضلاً عن التنسيق معها ، بدل استغلال التنظيم الإرهابي كحصان طروادة لمشروعهم ، تماماً كما تفعل أمريكا معهم ، مشروع داعش بات بحكم المنتهي حالياً ، وفي حال أصرّ الأكراد على أسلوبهم الحالي، الذي يتشابه كثيراً مع أسلوب داعش في المضمون وان اختلف في الشكل ، سيلقون المصير نفسه ، في الحقيقة هم من يضعون نفسهم موضع داعش في حروب الهويّة والسيطرة ، فالجيش السوري اليوم أقوى بكثير من قوات سورية الديمقراطية على الرغم من الدعم الأمريكي الغير شرعي وفق القانون الدولي.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا