ممدوح حمادة والليث حجو من جديد.. «الواق واق».. كوميديا بطعم الغربة وشخصيات هاربة من التاريخ!

الإثنين, 19 شباط 2018 الساعة 04:55 | ثقافة وفن, تلفزيون

ممدوح حمادة والليث حجو من جديد.. «الواق واق».. كوميديا بطعم الغربة وشخصيات هاربة من التاريخ!

جهينة نيوز:

بعد مسلسل «شوق» باكورة أعمالها الدرامية تأليف حازم سليمان وإخراج رشا شربتجي، الذي تم عرضه في الموسم الماضي، نجحت شركة إيمار الشام للإنتاج والتوزيع الفني في جمع المخرج الليث حجو والكاتب ممدوح حمادة من جديد، إلى جانب نخبة من نجوم الدراما السورية، نذكر منهم: باسم ياخور، رشيد عساف، شكران مرتجى، أحمد الأحمد، محمد حداقي، جرجس جبارة، جمال العلي، حسين عباس، شادي الصفدي، مرام علي، وائل زيدان، رواد عليو، أنس طيارة ومن لبنان طلال الجرد، وذلك في مسلسل «الواق واق» في تعاون ثالث بين حجو وحمادة والنجاح الكبير الذي حققه مسلسلا «ضيعة ضايعة» و(الخربة». حيث يبرع الكاتب ممدوح حمادة في رسم شخصياته المركبة والتقاط اللحظات الكوميدية والمفارقات التي لا يتقنها أي كاتب، خاصة إذا علمنا أن حمادة وقبل أن يكتب للتلفزيون هو روائي وصحفي ورسام كاريكاتير درس الصحافة في جامعة بيلاروسيا الحكومية في العاصمة مينسك حيث تخرج فيها عام 1994 بدرجة دكتوراه، وبعد ذلك درس الإخراج السينمائي في أكاديمية الفنون الحكومية البيلاروسية وتخرج فيها عام 2009، وأخرج فيلمين أولهما هو «ضمانات للمستقبل» وهو فيلم روائي قصير مدته 30 دقيقة وكان مشروع تخرجه وهو من تأليفه وإخراجه، وأخرج فيلماً آخر مستمداً موضوعه من الحرب على سورية بعنوان «ما زلت على قيد الحياة» مدته 7 دقائق. وفي رصيده أعمال درامية معروفة نذكر منها: (عيلة ست نجوم، عيلة سبع نجوم، عيلة ثمن نجوم، بطل من هذا الزمان، قانون ولكن، مرزوق على جميع الجبهات، ضبو الشناتي).

أكد ممدوح حمادة أنّه يستقي شخصياته من عدّة مصادر، فهو على تواصل دائم مع الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والاطلاع على ما تكتبه الصحف، إلى جانب تجربته الشخصية، ومنها معايشته لأجواء الحرب الأهلية اللبنانية عن قرب، مشيراً إلى أنّه يضع نفسه دائماً مكان شخصياته، ويمثّل أدوارها أثناء كتابتها، وأنّ «الواق واق» يطرح فرضية حول مدى مقدرتنا كشعوب عالم ثالث على إعادة بناء مجتمعاتنا بصيغة جديدة، إذا تسنى لنا ذلك.

أما الليث حجو الذي أكد أن كتابة «الواق واق» استغرقت حوالى عامين، فهو من المخرجين المبدعين الذين لقيت أعمالهم قبولاً كبيراً وحظيت بمتابعة كثيفة، وقد عمل لفترة طويلة مخرجاً مساعداً لكبار المخرجين في سورية قبل أن يقدم مسلسله التلفزيوني الأول «بقعة ضوء 2001»، ويقدم تالياً أعمالاً مهمة نذكر منها: (بقعة ضوء 2002، عالمكشوف 2003، بقعة ضوء 2004، خلف القضبان 2005، أهل الغرام 2006، الانتظار 2006، وبعدها.. ضيعة ضايعة، فنجان الدم، تقاطع خطر، أرواح عارية، سنعود بعد قليل، الحقائب، الندم).. وغيرها.

وأوضح حجو أن «الواق واق» هو مجرد مكان افتراضي غير معروف يجمع عدداً من المهاجرين الذين سافروا في البحر باحثين عن مكان آمن وفيه مستقبل أفضل، والعمل كوميدي كما جرت العادة في أعمال الكاتب حمادة إلا أنه بالوقت ذاته مملوء بالجدية وفلسفة الكاتب الخاصة، مشيراً إلى أنه يستمتع بالشراكة مع الكاتب ممدوح حمادة وكتاباته التي تحرض الخيال ولها متعة خاصة ما بين السطور.

وفي هذا العمل الذي تنتجه شركة «إيمار الشام» لموسم دراما 2018، يستكمل حجو شراكته مع الكاتب ممدوح حمادة، بتقديم أعمال تطرح تساؤلات حول آليات التفكير في منطقتنا، وبنيتها الاجتماعية، ضمن إطار من الكوميديا السوداء. بدأت الحكاية في «ضيعة ضايعة» بجزأيه الأوّل 2008 والثاني 2010، ثم كانت المحطّة الثانية «الخربة» 2011، والثالثة «الحقائب- ضبّوا الشناتي» 2014، وهذا الموسم يأتي «الواق واق» ليطرح أسئلة جديدة: «ماذا لو سنحت لنا الفرصة لنعيش في مكان آخر نبنيه بأنفسنا؟ فهل سنحقق حلمنا بحياة أفضل؟ وأين تكمن المشكلة: في المكان أم الأشخاص؟».

يشار إلى أن جميع مشاهد المسلسل صوّرت في جزيرة نائية، وفي مواقع مختلفة من الجزيرة، وتم اختيار اسم «الواق واق»، لأنَّه يرمز للمجهول، وعن معنى كلمة «الواق واق» ورمزيتها، فهي مجموعة من الجزر ذُكرت في كتب التراث العربي القديم، وحتى الآن لم يتم العثور على أي شيء مادي يؤكد وجودها، ولا نستطيع التأكيد إن كانت حقيقية أم إنها من وحي الخيال. وترمز جزر «الواق واق» في الكتب التراثية العربية إلى البلاد البعيدة، والتي يصعب، أو يستحيل الوصول إليها.

أما أحداث المسلسل فتنطلق من غرق سفينة تقل فيها مجموعة من المهاجرين قبالة إحدى الجزر النائية حيث وصلوا إليها بمحض المصادفة. وما يحدث أن السفينة تغرق وينجو ركابها السوريون ليجدوا أنفسهم على متن جزيرة معزولة. وتبدأ الحكاية من هنا، حيث تحدث المفارقات فيما بينهم بالنقاشات والمشاجرات على كيفية إدارة شؤون الجزيرة وطبيعة الحكم والعلم والمفاصل الرئيسية لترؤس الجماعة في إسقاطات واضحة على الواقع السوري المعقد.

كما تتلخص فكرة «الواق واق» في أن: «الإنسان لا يمكن أن يحدث التغيير إذا لم يكن ذلك في عقله وفي نظام سلوكه وتفكيره، فأبطال العمل الذين تتوفر لهم أرض خالية من السكان يصبحون هم أسيادها من دون تخطيط مسبق، ويكون لديهم الإمكانية لبناء مجتمع مثالي تتوفر لأفراده كل الإمكانيات المطلوبة لذلك، من أرض تعج بالخيرات وجمال الطبيعة وإمكانية الحياة المرفهة، ولكنهم رغم قلة عددهم وتوفر كل شيء لهم، لا يتمكنون من السيطرة على أطماعهم الشخصية، كما لا يستطيعون التخلص من الأمراض الاجتماعية المتأصلة فيهم، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار هذا المجتمع أمام الطموحات المريضة للبعض، والتقاعس الموروث للبعض الآخر».

شخصيات الـ«واق واق» التي بدت كأنها هاربة من التاريخ، وشهدت الشواطئ التونسية، وتحديداً قرية بني مطير وجبال مدينة عين دراهم وبنزرت، عملاً مكثفّاً لبناء فضاء درامي مناسب يعبّر عنها، يجسدها عدد من نجوم الكوميديا في سورية، فالفنان باسم ياخور يؤدي شخصية «كابتن طنوس شيخ البحر»، وهو قبطان فاشل يتهرب من المسؤولية، وقد صدم شكل الشخصية الجمهور كونها بدت كوميدية ومختلفة عما قدمه ياخور في أعماله السابقة، الذي وصف شخصية «الكابتن طنّوس» بأنها ترمز لـ»حالة الفساد المستشري في دول العالم الثالث»، مؤكداً أنّ هذا العمل وإن كان كوميدياً لطيفاً، لكّنه يحمل همّاً اجتماعياً عميقاً.

أما الفنان رشيد عسّاف الذي يؤدي شخصية «المارشال عرفان الرقعي» وهو قائد السفينة التي تحمل على متنها النازحين وتحط بركابها في جزيرة مهجورة، ويرمز إلى سلطة الهزائم في دول العالم الثالث، فيرى أن ما شجّعه على تكرار التجربة مع الليث حجو في «الواق واق»، هي النقلة النوعية التي حققها بالتعاون معه في مسلسل «الخربة».

وعن هذه الشخصية الإشكالية أوضح ممدوح حمادة أن ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام حول التشابه بين شخصية المارشال عرفان الرقعي وبين الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي غير صحيح، حيث كتب على صفحته على فيس بوك: «الحقيقة هي أن شخصية المارشال لا تمت إلى القذافي بصلة، فهي لضابط مغمور لم يكن له أي سلطة في حياته» وأضاف: و»لأن الشيء بالشيء يذكر فإنني أنوه بأنني في جميع الأعمال أتحدث عن الظواهر ولا أتحدث عن الأشخاص، لأن الأشخاص هم نتاج الظواهر وليسوا صناعها، وفي حال قررت السخرية من شخص محدّد فإنني سأختار شخصاً على قيد الحياة وعلى رأس عمله وليس شخصاً غير موجود على قيد الحياة».

فيما كشف رشيد عساف أن الكاتب تقصد في «الواق واق» أن يقدم مجتمعاً بديلاً عن المجتمع الذي كانت تعيش فيه شخصيات العمل قبل وصولها إلى الجزيرة. وأضاف: «حمادة عودنا على الابتسامة والضحك في كتاباته، كما لديه مساحة من النقد والجدية، لذلك الجمهور يستمتع بمشاهدة مواقف من السخرية اللاذعة ضمن قالب كوميدي على مبدأ «شر البلية مايضحك». ويرى عساف أن «عرفان الرقعي» هو شخص مهزوم بالرغم من أن الجمهور سيراه شخصية قوية ومسيطرة، وهو ليس شخصاً فاسداً في وطنه بل هو عاجز، لذلك يحاول التخلص من عجزه في هذه الجزيرة ويحاول ضبط العلاقات والأمور وفرض سيطرته حتى لو مارس بعض التجاوزات.

وتؤدي الفنانة شكران مرتجى شخصية «سناء»، وهي محامية تخطط للهجرة إلى بلاد «العم سام» بحثاً عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص كونها متعصبة جداً لها، نتيجة شعورها بالغبن في البلاد التي هاجرت منها، وتؤكد مرتجى أنّها تعلمت في مدرسة «الواق واق» كيف تكون «عفوية الأداء: مدروسة، ومنظمّة»، مضيفة: «أشعر وكأنني أشارك في ورشة تمثيل أعادت هيكلة أدواتي كممثلة».

أما الفنان جرجس جبارة فيؤدي شخصية الدكتور «معيط»، وهو رجل غني وصاحب رأس مال يحاول دائماً اقتناص الفرص لفرض سيطرته وتحقيق منافعه الشخصية، كما هي الحال في تركيبة كل المجتمعات، مؤكداً أن «الواق واق» مجتمع قائم بذاته يضم كل الشرائح التي من الممكن مشاهدتها في العالم والمتمثلة بكل شخصية من شخصيات المسلسل، مشيراً إلى أن الكاتب ممدوح حمادة قدم من خلال هذا العمل قيمة فكرية مهمة ضمن قالب كوميديا سوداء ساخرة.

وتجسد الفنانة رواد عليو شخصية دكتورة تدعى «سماهر»، تغادر البلاد عن طريق البحر بحثاً عن مستقبل أفضل، لتغرق السفينة وتلجأ مع الشخصيات الأخرى إلى جزيرة تبدأ معهم مرحلة تأسيس مجتمع خاص بهم، وتكون هي محور أساسي لهذه الشخصيات كونها الدكتورة الوحيدة على تلك الجزيرة.

الفنان حسين عباس الذي يؤدي شخصية «عبدو غلاصم» وهو بحار عتيق ومساعد قبطان السفينة اعتاد مناورة غدر البحر، فهو شخص يدّعي المعرفة برغم جهله ويبالغ في كل الأمور. مؤكداً أن معرفته الذاتية بهؤلاء الأشخاص (البحارة) كونه ابن اللاذقية، ساعده كثيراً في تجسيد هذه الشخصية بكل تفاصيلها من الناحية الشكلية والنفسية، مضيفاً: «البحارة الذين أعرفهم لديهم طريقة خاصة في المشي واستخدام المفردات وحتى طريقة التفكير».

يُذكر أن الموسيقا التصويرية للمسلسل هي للفنان طاهر مامللي، وأن الفنان العراقي كاظم الساهر سيغني شارة «الواق واق» المأخوذة عن كلمات للشاعرة سهام الشعشاع.

المصدر : مجلة جهينة

http://jouhina.com/magazine/article.php?id=4057


أخبار ذات صلة


أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا