التشكيلية رانيا المدرس سيلفا.. روءية خاصة لعالم المرأة

شارك |

جهينة نيوز: بعيدا عن الاسلوب الفنى لوالدها الفنان التشكيلى الراحل /فاتح المدرس/ قدمت الفنانة التشكيلية /رانيا المدرس سيلفا/ اسلوبها الفنى الخاص والمميز عبر معرضها حاليا فى صالة رواق القشلة فى دمشق القديمة عن طريق عشر لوحات حوت اثنى عشر بورتريه لرجال ونساء بحالات مختلفة. اتسم اسلوب الفنانة /رانيا/ بالاختزال اللونى والحس الغرافيكى والمبالغة فى حجم البورتريه وجمال الوجوه وان تنوعت الحالات النفسية لابطال اللوحات معتمدة على تقنية المواد المختلفة على الورق وعلى الحجم الوسط لكل الاعمال. وجاء مكان المعرض الفريد ليزيد من خصوصية المعرض فهو ملجأ قديم تحول من فترة قصيرة الى صالة عرض فنية بالتعاون بين محافظة دمشق وموءسسة الفنان /مصطفى على/ وينقسم هذا المكان الى عدة مقصورات يربطها دهليزان امامى وخلفى ما جعل لكل لوحة حيزا من الفراغ اعطاها عمقا فى المشاهدة. وقالت الفنانة /رانيا/ لوكالة /سانا/ ان لوحات هذا المعرض لا تختلف عن الاعمال السابقة ولكنى هذه المرة ركزت على البورتريه وتعمدت تقديم شخصية انثوية واحدة فى عدة حالات نفسية فى اختزال لعالم المرأة بحالات مختلفة. واضافت انها حاولت من خلال اللوحات ان تكسر النمط التقليدى للبورتريه باسلوب يحمل المفاجاة والصدمة احيانا كما يعتمد على الجمال المفتعل بشكل ملحوظ لتكون حالة من الالفة مع الشخصية الانثوية توءدى الى احساس بالاكتفاء من الوجه فى حالاته المتنوعة. واوضحت الفنانة /رانيا/ انها لاول مرة تقدم بورتريه لشخصيات ذكورية وانها اعتمدت فى لوحاتها الى حد ما الحالة المسرحية كونها فى الاصل دارسة لتصميم الازياء المسرحية وهذا تطلب اختزالا فى الخطوط اكثر وتعبيرية خاصة حوت البساطة. وبينت التشكيلية السورية ان الاسلوب الذى تعمل عليه يساعدها على اكتشاف ذاتها بشكل افضل كما يمكن المشاهد ليرى جوانب من عالم المرأة بعمق واحساس عال معتمدة فى ذلك على معرفتها بهذا العالم المركب وبالمقابل فان روءيتها الخارجية والجمالية لعالم الرجل لا تزال تشوبها الغرابة وهذا يتضح من خلال الاعمال المعروضة. وقالت التشكيلية /رانيا/ ان دراستها فى فرنسا شجعتها على تقديم نفسها كفنانة تشكيلية تحمل روءية فنية خاصة بها كونها هناك لم تعامل على اساس انها ابنة التشكيلى الكبير /فاتح المدرس/ واخذت توقع كل لوحاتها باسم /سيلفا/ وهو الاسم الثانى لابنها لتحمى المشاهد المحلى من الانطباع المسبق عن اعمالها. واوضحت الفنانة السورية ان والدها اثر فى بناء شخصيتها الفنية بشكل كبير ما اعطاها ارضية فنية قوية واغنى لديها الحس البصرى والفنى كما حملها مسوءولية كبيرة تجاه هذا الاسم المهم فى الحركة التشكيلية السورية فحاولت العمل ضمن مساحة حرية اكبر وبتقنية خاصة تجتهد فى تطويرها. وبينت التشكيلية /رانيا/ ان الجمهور الفنى فى الغرب يمتلك عينا نقدية صعبة فهو الف الفن منذ زمن طويل واعتاد عليه بسبب الزخم الفنى الكثيف والتقاء مختلف المدارس الفنية موضحة انها ترسم باسلوبها ذاته فى اى مكان ولكنها ترتاح للعمل وعرض لوحاتها فى بلدها سورية. واوضحت الفنانة السورية ان المكان الذى اختارته لمعرضها كان مهما جدا لاعمالها فالدهليز يعطى احساس الخصوصية والاختلاس للوحة التى اخذت حيزا خاصا بها وهو اشبه بالمسرح وفيه نوع من الالفة الموجودة فى البيت اكثر من صالة العرض التى يشعر فيها المشاهد بالغربة والاهم انه ليس مكانا تجاريا. من جانبه قال التشكيلى /مصطفى على/ ان الفنانة /رانيا/ فاجاتنى باعمالها الفنية كونى اشاهد عملها بعد عودتها من الخارج ولاحظت ان لديها جرأة مميزة وحسا غرافيكيا عاليا وتمتلك اسلوبا فنيا خاصا ومميزا كما ان تركيزها على البورتريه من خلال المبالغة والتضخيم والالوان البسيطة اوصل الحالة التعبيرية التى ارادتها. واضاف ان الفنان حاليا يقدم عمله الخاص بعيدا عن المدارس الفنية فلكل فنان تجربته التى تتداخل فيها الاساليب الفنية المتنوعة ليقدمها بطريقته الخاصة وهذا ما شاهدناه فى معرض الفنانة /رانيا/. واوضح التشكيلى /على/ ان رواق القشلة مكان جميل تم تحويله من ملجأ قديم فقد مهمته الى صالة عرض فنية بعد جهود بالتعاون مع محافظة دمشق مشيرا الى انه من الافضل الاستفادة من هذه الاماكن لتكون مراكز فنية تستقطب الفنانين والجمهور وتقدم فيها كل انواع الفنون. يستمر المعرض حتى الثامن والعشرين من الشهر الجارى. والفنانة رانيا المدرس سيلفا دارسة لتصميم الازياء فى دمشق وللدراسات المسرحية فى باريس ولها معرض فردى واحد بدمشق.