"العهد": هل ينهار اتفاق إدلب؟

الخميس, 19 آذار 2020 الساعة 19:53 | اخبار الصحف, الصحف العالمية

جهينة نيوز

"بعد الاتفاق الروسي ـ التركي الأخير في موسكو حول إدلب، والذي جاء نتيجة العملية العسكرية الناجحة التي قادتها وحدات الجيش العربي السوري وحلفائه بدعم روسي، ونتج عنها تحرير القسم الأكبر والأكثر أهمية في الشمال السوري من سيطرة الإرهابيين، كان واضحاً أن هناك بنوداً أساسية من هذا الاتفاق تعدّ بنود مفاتيح، وعليها يمكن الاستناد لتقييم الاتفاق بالنجاح أو بالفشل.. فما هي هذه البنود المفاتيح؟ وكيف يمكن أن تؤثر في نجاح أو فشل الاتفاق؟".. يبدأ ‫شارل أبي نادر مقالته المنشورة في موقع "العهد" الإخباري، ويتابع: إضافةً إلى بند متابعة محاربة الإرهاب الذي يشكل ـ وكعنوان أساس لتغطية جميع الاتفاقات التي توافق عليها الدولة السورية – حاضنةً فاعلة لإكمال التحرير على الرغم من المعوقات، كان هناك البند المتعلق بخلق منطقة آمنة على الطريق أم 4 (اللاذقية – حلب)، ما بين سراقب وعين الحور، بعرض 12 كلم مقسومة شمال وجنوب الطريق، مع تغطيتها بدوريات مؤللة ومشتركة من وحدات روسية وتركية، للتحقق من أنّها آمنة، ولتشكيل نقطة ارتكاز قوية للانطلاق بمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق "اتفاق موسكو الأخير"، وأيضاً لتنفيذ ما يرتبط به من بنود تابعة لاتفاق سوتشي السابق، والذي تم التأكيد عليه بأغلب بنوده في الاتفاق الاخير في موسكو.

ويضيف الكاتب: تقوم فلسفة هذا البند المركب من المنطقة الآمنة ومن الدوريات المشتركة على الطريق الرئيس فيها، على إجراءات عملية على الأرض تقوم بها تركيا بشكل أساس، لضبط حركة المسلحين "الإرهابيين وغير الإرهابيين" ومنعهم من التحرك أو تنفيذ أي عمل أو اجراء ميداني أو أمني أو إرهابي، وذلك في منطقة واسعة من مناطق انتشارهؤلاء في إدلب، وذلك استناداً لتعهّد تركي أساس في الاتفاق.

ويبين الكاتب: هذا التّعهد التركي والذي هو أساس في الاتفاق، جاء بعد أن وصلت أنقرة إلى طريق مسدود في محاولتها لعرقلة أو منع أو تأخير تقدم الوحدات الشرعية السورية لتحرير المنطقة بالكامل، وما ذهبت إليه تركيا من عدوانية شرسة باستهداف قاذفات وطوافات الجيش العربي السوري ومراكزه الحساسة، كان الورقة الأخيرة التي جربتها لتنفيذ تلك العرقلة، وكان الموقف الروسي معروفاً بثباته في دعم الجيش العربي السوري في تلك المواجهة.

ويتابع الكاتب: الاختبار الأول لهذا البند تمثل بتعثر أول دورية مشتركة على الطريق المذكور، وذلك بعد قيام مجموعات من "المعارضة" السورية وهذا غطاء للإرهابيين ولاسيما "جبهة النصرة" بتنفيذ احتجاجات عنيفة على الطريق في مدينة أريحا، مما تسبب بتغيير مسار الدورية واختصار مسلكها وقطعه بشكل أساس، على الرغم من التحضيرات اللوجستية والعملانية التي تم تنفيذها وبتغطية إعلامية لافتة، الأمر الذي استدعى الاجتماع الفوري بين القادة العسكريين الروس والأتراك لتقييم الوضع وأخذ الإجراءات المناسبة بعد إفادة رؤسائهم.

ويوضّح الكاتب أنه في دراسة ميدانة وعسكرية للبقعة المذكورة والمنوي خلقها منطقة آمنة، يتبين أنّها تشكل المنطقة الأكثر حساسية لانتشار الإرهابيين التي تحضن مدينتي أريحا وجسرالشغور، إضافة إلى معسكر المسطومة الواقع جنوب مدينة إدلب، ولمدينة محمبل التي تربط الطريق الرئيس (ام 4) بمداخل سهل الغاب الشمالية، وبالتالي ستكون خسارتهم لهذا الخط الحيوي، بعد أن تُفرض على انتشارهم فيه منطقة آمنة، خسارة ميدانية لا تُعوّض، ولاسيّما بعد أن خسروا في المواجهة الأخيرة الخط الأساس الأوّل (معرة النعمان – سراقب – الشيخ أحمد – الزربة).

ويضيف الكاتب: في الواقع، تأتي صعوبة اقتناع الإرهابيين بتسليم تلك المنطقة إلى النفوذ الروسي – التركي المشترك، والذي يعدّونه نفوذاً روسياً – سورياً، وفي خسارة هذه البقعة الحيوية لانتشارهم، والتي هي عملياً منطقة واسعة بمساحة جغرافية لا يستهان بها (طول 70 كلم بعرض 12 كلم)، سيعدّون أنهم خسروا نقطة ارتكازهم الأخيرة في إدلب، وبالتالي ستكون مفتاحاً لبداية اندحارهم بالكامل، من جهة أخرى، يبدو أن الروس قد أعطوا أنقرة آخر فرصة لتنفيذ ما كان يجب تنفيذه بموجب تعهداتهم في “سوتشي”، وكان واضحاً أن هذه الفرصة التي أعطيت للأتراك، هي البديل الوحيد لإكمال الأعمال العسكرية الأخيرة لوحدات الجيش العربي السوري، وحيث على الأتراك التصرف بسرعة باتجاه دحر سيطرة الإرهابيين عن المنطقة الآمنة المذكورة، على أنقرة اتّخاذ القرار والإجراءات الآيلة إلى تطبيق هذا البند، الذي كما يبدو لن تفلح أنقرة بتطبيقه إلّا بالقوة ورغماً عن الإرهابيين.

ويختم الكاتب مقالته بالقول: هل تعمد تركيا إلى القوة العسكرية بمواجهة الإرهابيين لفرض المنطقة الآمنة التي يستشرس هؤلاء في المحافظة عليها، أم أنها سوف تماطل وتناور كالعادة ومثلما تصرفت في أغلب الاتفاقات السابقة، وبالتالي سيفشل اتفاقها الأخير مع موسكو، وسيكون البديل المعروف جاهزاً وينطلق مباشرة وبسرعة، والذي هو عملية عسكرية واسعة يقوم بها الجيش العربي السوري وحلفاؤه بدعم من الروس لتحرير ما تبقى من الشمال السوري؟ ربما الإجابة عن ذلك لن تطول كثيراً.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا