جهينة نيوز- ربى القدسي:
الرأسمال البشري أهم ثروة يمكن أن تحظى بها أية دولة من دول العالم، فالعديد من الدول تفوّقت حضارياً بسبب استثمارها لمواردها البشرية، ولطالما تحدثت السيدة أسماء الأسد عن هذا الأمر، فهي التي آمنت بالطاقة الخلاقة الكامنة في أبناء مجتمعاتنا، وبأهمية استثمار هذه الطاقة لتسهم في عملية التنمية.
وتأتي كلمة السيدة أسماء الأسد اليوم في افتتاح المؤتمر السنوي لجمعية خريجي هارفرد العرب، الذي انعقد تحت رعايتها الكريمة لتؤكد مجدداً إيمانها العميق بالطاقات الشابة، التي وصفتها بأنها "رصيد" لنا يتوجّب علينا استثماره، مؤكدة أن الغد ليس لنا لنفرضه، بل هو ملك للجيل القادم منذ هذه اللحظة، داعية للعمل معهم يداً بيد لتطوير الأدوات وتوفير المساحة، ومنحهم الثقة التي تمكّنهم من اكتشاف عالمهم ومقدراتهم وهويتهم بأنفسهم وبشكل أفضل.
كما تحدثت السيدة أسماء عن الهوية التي رأت بأنها ما نصنعه عبر المواقف والسلوك، فهي ليست ثابتة أو ساكنة، وفي سورية كما قالت فإن الشباب يساعدون في صوغ الهوية عبر عملية التنمية الوطنية.. والرحلة التي يقوم بها شبابنا نحو التشارك والاعتماد على الذات تصبّ في سياق الرحلة الأكبر لتنمية سورية.
وذكرت السيدة أسماء الأسد في هذا السياق قصة الشاب أحمد أحد متطوعي مسار، الذي قال لها ذات مرة: "ربما لم نتمكّن من تغيير أي شيء من حولنا، ولكننا بالتأكيد تمكنّا من تغيير أنفسنا"، لقد فهم أحمد الرسالة وهذا هو المفتاح لفهم عملية التغيير والهوية حسب ما رأت.
وأشارت السيدة أسماء الأسد إلى أن الوقت قد حان لكي نتعامل مع الهوية لا على أنها وليدة الصدفة والظروف، بل على أنها عنصر فاعل ومتمّم لمجتمع ديناميكي، وباعتبارها ضرورة لا غنى عنها في بناء مستقبل مستدام.
هارفرد ومسار
ليست هذه المناسبة الأولى التي يتم فيها اللقاء بين السيدة أسماء الأسد ومجموعة هارفرد، فقد كانت المرة الأولى في نيسان عام 2008 عندما تناولت مدرسة هارفرد للأعمال مشروع مسار بين حالاتها الدراسية، وفي كلمتها أشارت السيدة أسماء إلى أهمية هذا اللقاء، وتحدثت عن دور مشروع مسار في استثمار الطاقة الهائلة الكامنة في البلاد، قائلة: في تلك المناسبة جلست لحضور درس البروفيسور إيكيليس عبر الاتصال المصور بالفيديو، وشاركت في النقاش لأؤكد أن الرحلة الذاتية التي يقوم بها شبابنا نحو التشارك والاعتماد على الذات تصبّ في سياق الرحلة الأكبر لتنمية سورية، لكن لابد لي من القول إنني أكثر سعادة هذه المرة لتواجدي معكم في العالم الحقيقي لا الافتراضي.
الحوار والتواصل أدوات النجاح
المؤتمر السادس لجمعية خريجي هارفرد العرب انعقد تحت عنوان "الشباب العربي اليوم ومستقبل العالم العربي" بمشاركة مجموعة من المسؤولين والأكاديميين والخبراء، ويهدف إلى فتح أبواب الحوار الهادف بين قادة من داخل العالم العربي وخارجه في مجالات الفكر والرأي والسياسة والاقتصاد والتعليم والرعاية الصحية والمعرفة المعلوماتية، لتسليط الضوء على أهم القضايا التي تواجه العالم العربي اليوم، وطرح حلول عملية وجذرية لمعالجة هذه التحديات بهدف تشكيل ملامح مستقبل أفضل لعالمنا العربي، وقد تضمّنت الجلسات مناقشات حول الأجيال الشابة في الدول العربية وأهم التحديات التي تواجهها، ورأت رئيسة المؤتمر رانية سكر أن المؤتمر فرصة لبحث ومناقشة هذه التحديات وأن نجاحه يتوقف على المشاركة والتواصل بين الحضور الذين ينبغي أن يخرجوا من المؤتمر أكثر إلهاماً ومشاركة حول التطلعات المستقبلية للأجيال الشابة.
ورأى البروفيسور جورج دومينغيز نائب عميد الجامعة للشؤون الدولية أن التعليم في جامعة هارفرد لا يعني إقحام المعلومة في رأس الطالب، وإنما يعني حرية العقل والتفكير، مشيراً إلى أن كل محاضرة في الجامعة هي حوار متناغم، ومنافسة في الأفكار الخلاقة للوصول إلى الحقيقة.
وأكد أن علاقة الجامعة مع العالم العربي علاقة عميقة وقوية ومستمرة، مشيراً إلى أن عدد الطلاب العرب في الجامعة قد تضاعف خلال عشرة أعوام، وأن أبواب الجامعة مفتوحة أمام أي شخص موهوب.
يذكر أن جمعية خريجي هارفرد العرب تأسّست عام 2001 بهدف العمل على تحقيق محورين أساسيين، الأول هو تمتين الصوت العربي في جامعة هارفرد، والثاني هو بناء شبكة تواصل بين خريجي هارفرد المهتمين في العالم العربي.
وتضم الجمعية 750 عضواً من مختلف الدول العربية ومن أوروبا وآسيا وأميركا، ويرى رئيس الجمعية شهم الوير أنه قد تم تحقيق العديد من رؤى الجمعية على مدى الأعوام العشرة الماضية، وخصوصاً على صعيد خلق الحوار بين العقول وبين أجيال اليوم والأمس.
15:01