جهينة نيوز:
بحضور وزير السياحة محمد رامي رضوان مارتيني ورئيس جامعة دمشق الدكتور #محمد أسامة_الجبّان نظمت صباح الخميس كلية السياحة بجامعة دمشق محاضرة ألقاها الدكتور علي إسماعيل المدير التنفيذي لمؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية بعنوان" السياحة الثقافية في مرحلة اعادة الإعمار أسواق حلب القديمة أنموذجا" ضمن اللقاءات الحوارية التي تقيمها الكلية.
وفي معرض المحاضرة التي ألقاها الدكتور علي إسماعيل تحدّث عن تجربة مؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية في ترميم أسواق مدينة حلب حيث اختاروا السوق الأكثر حاجة للمجتمع المحلي وخاصة أن حلب تمتلك أطول أسواق مغطاة في العالم، ليقع الاختيار على سوق السقطية في حلب والذي يعتبر معدة المدينة القديمة موضحاً أنه يعدّ مشروعاً وطنيّا بامتياز بخبرات وأيادي محلية اشتغلت به أيادي طلاب كليتي الهندسة المعمارية والهندسة المدنية في جامعة حلب.
وأضاف الاسماعيل أن مشروع سوق السقطية اكتسب شهرةً عالمية من خلال فوزه بجائزة ايكروم الشارقة كأحد أهم مشاريع الترميم والحفاظ على التراث الثقافي معتبراً أنه مشروع رائد في مرحلة إعادة الإعمار وتحقيق الهدف المنشود على المستوى الوطني في إحياء التراث الثقافي وتحقيق تنمية مستدامة متوازنة وشاملة ليكون لها مساهمة فاعلة في الدخل القومي على كافة أراضي الجمهورية العربية السورية.
وأشار الدكتور علي إسماعيل إلى أن حجم الدمار كان كبيراً في السوق وكان من الصعب تغيير الصورة السوداوية الموجودة على أرض الواقع للصورة الجديدة التي تم تخيلها معتمداً في ذلك على صور توثيقية تم عرضها خلال المحاضرة ولكن خلال ستة شهور تمت دعوة الأهالي في مدينة حلب لمشاهدة الصورة الجديدة لسوق السقطية على أرض الواقع كما أشار إلى جهود المجتمع المحلّي بنجاح عمليات الترميم.
وعن أهم الصعوبات التي واجهتها مؤسسة الأغا خان في عمليات الترميم هي مسح الأضرار وهجرة الحجّارين خلال فترة الأزمة، وقال الدكتور إسماعيل عن ذلك" إن التجربة والخطأ في اماكن التراث أمر غير مسموح وإن أبسط ما كان يمكن ان تقدمه المنظمة هو ترميم الفاقد واهم ما واجهنا هو هجرة خبراء الحجر" فقامت المنظمة باستخدام الدرونات في مسح الأضرار، وتم نقل الضرر من المشاهدة البصرية إلى وثائق بدقة عالية جداً واستطاعوا نقلها كما تم تأهيل عدد من الشباب خلال أربعة شهور ليكونوا قادرين على افتتاح ورشات عمل بالحجر.
وأكد المدير التنفيذي لمؤسسة الآغا خان الثقافية في سورية الدكتور علي اسماعيل أن الهدف الأساسي من إقامة هذه المحاضرة تقديم الإفادة لأوسع شريحة من الطلاب وتعريفهم بالمشاريع الميدانية التي قامت بها المؤسسة في مجال الثقافة السياحية والفكرة الأهم أن الفرص متاحة لدخولهم سوق العمل في ظل توفر الإمكانيات والأدوات الأمر الذي يسهل عليهم هذا السبيل.
وتمنّى اسماعيل من الطلاب والخريجين في كلية السياحة الاستفادة من المعلومات التي تم عرضها في هذه المحاضرة وأن يمتلكوا الأفكار الخلاقة بعيدا عن الاسلوب النمطي التقليدي مما يساعدهم في شق طريقهم نحو مستقبل أفضل وخاصة وأن سورية تمتلك اقدم حضارة في العالم ومن المهم جدا أن يعي الخريجون والاختصاصيون العاملون المجال السياحي والإدارة السياحية أهمية الأدوات والمفردات الموجودة لدينا وأهمية الدور الذي سيقومون به في هذا المجال.
الدكتور رسلان خضور عميد كلية السياحة لفت في تصريح صحفي أن النشاط العلمي الثقافي لكلية السياحة يندرج ضمن اللقاءات العلمية للكلية من خلال خطتها الحالية لاستضافة واستقبال شخصيات وممثلين عن جهات حكومية ومنظمات دولية لها تجربتها وخبرتها العلمية والميدانية في المجالات السياحي والثقافية بغية صقل وتعزيز المعلومات النظرية والأكاديمية لطلاب الكلية وأساتذتها وتعزيزها بالخبرات الميدانية والتجارب الغنية التي تمتلكها هذه الشخصيات أو الجهات مؤكدا أهمية تفعيل التعاون مع مؤسسة الأغا خان من خلال تكثيف النشاطات العلمية والثقافية لما لها من فائدة على كلية السياحة وأساتذتها وطلابها.
حضر الفعالية الدكتور محمد فراس الحناوي نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا وعدد من أساتذة كلية السياحة وطلابها من المرحلتين الأولى و الدراسات العليا.
جهينة نيوز- عبادة محمد