جهينة نيوز
أعلن العلماء الروس عن سبب غير متوقع لارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل عام والقطب الشمالي بشكل خاص.
كشف الخبراء الروس عن سبب ارتفاع درجة حرارة منطقة القطب الشمالي في أواخر القرن العشرين، معتبرين أن بين الأسباب المطروحة هي الزلازل القوية التي هزت الكرة الأرضية خلال الفترات الماضية.
وذكرت وزارة العلوم والتعليم العالي الروسية في تقرير أعده الخبراء أن الاحتباس الحراري الحديث مرتبط بالنشاط البشري وكل ما يتعلق بمعدل الكربون الصناعي في المجال الجوي، لكن العلماء طرحوا نسخًا بديلة من أسباب تغير المناخ، حيث اقترحوا فرضية جديدة تسمى فرضية الزلازل التي لها بحسب رأيهم تأثير متوقع على المناخ في القطب الشمالي وتجلى ذلك عامي 1979-1980، بالإضافة إلى التدمير المكثف للأنهار الجليدية في القطب الجنوبي في نهاية القرن الماضي.
كما تم الحديث عن دراسة لعلماء الأرض من معهد شيرشوف لعلم المحيطات وجامعة تومسك الحكومية ومعهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا ومعهد نظرية التنبؤ بالزلازل والجيوفيزياء الرياضية، بالإضافة إلى مشاركة ومعهد أبحاث الطاقة الحرارية الأرضية ومصادر الطاقة المتجددة ومعهد ديناميات الغلاف الجوي، حيث أجمع هؤلاء على أن الزلازل هي التي أعطت بداية حادة لارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي في أواخر السبعينيات.
وبهذا الصدد قال الأكاديمي في الأكاديمية الروسية للعلوم ليوبولد لوبكوفسكي: "من وجهة نظر المفهوم البشري، يصعب تفسير هذه الزيادة في درجة الحرارة، منذ ذلك الحين لم تكن هناك زيادة كبيرة في الإنتاج الصناعي ولإثبات فرضية الزلازل كان من الضروري معرفة ما إذا كان هناك ارتباط مكاني - زماني بين بداية ارتفاع الحرارة في القطب الشمالي وأقوى الزلازل في منطقة الاندساس القريبة من الجرف القطبي الشمالي.
ووفقًا له، وجد العلماء بالفعل مثل هذه الصلة، حيث يتجلى الارتباط في تحول زمني يبلغ حوالي 20 عامًا، كما تشير البيانات التاريخية إلى أن أقوى الزلازل حدثت في منتصف القرن الماضي في فترة زمنية ضيقة نوعًا ما بين 1957-1965 وهذا مرتبط بالموجات التكتونية التي تتحرك بسرعة حوالي 100 كيلومتر في السنة وتغطي مسافة حوالي ألفي كيلومتر بين قوس ألوشيان والجرف القطبي في غضون 20 عامًا بالضبط.
كما ساهمت هذه الموجات بتدمير هيدرات الغاز الثابتة الموجودة في الصخور المتجمدة في الجرف القطبي الشمالي أي "الخزانات" الطبيعية للميثان. ونتيجة لذلك، دخل هذا الغاز إلى الغلاف الجوي مما ساهم في ارتفاع درجة حرارة مناخ القطب الشمالي بشكل ملحوظ.
كما حدثت بداية مرحلة ارتفاع غير الطبيعي للحرارة خلال عام 1960 في الجزء الأوسط من المنطقة التشيلية بالقرب نسبيًا من القارة القطبية الجنوبية التي حدث فيها أقوى زلزال بقوة 9.5 على مقياس ريختر وبدأت زيادة ملحوظة بشكل خاص في درجات الحرارة في القارة الجنوبية في العقود الأخيرة على خلفية التكثيف الحاد لتدمير الجروف الجليدية.
كما لاحظ الخبراء أن آلية الزلازل التي اقترحوها تجعل من الممكن تفسير سبب ارتفاع الحرارة في المناطق القطبية للأرض بشكل أسرع بكثير من الجزء الرئيسي من كوكبنا.
وفي سياق متصل يتنبأ النموذج الجيوديناميكي الجديد للعلماء الروس بتسارع إضافي في تدمير الأنهار الجليدية وارتفاع الحرارة في القارة القطبية الجنوبية في المستقبل القريب بسبب زيادة غير مسبوقة في وتيرة أقوى الزلازل في جنوب المحيط الهادئ في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين.
وتم دعم الدراسة من قبل جامعة تومسك الحكومية في إطار برنامج الأولوية 2030 لوزارة التعليم والعلوم، وكذلك بدعم جزئي من مؤسسة العلوم الروسية