تغيرت لهجة الصحف البريطانية بخصوص السماح لنظام كييف بإستخدام صاروخ ستروم شادو لضرب العمق الروسي.
ورأت صحيفة "تايمز" أن استهداف عمق روسيا بصواريخ "ستورم شادو" البريطانية يعكس محاولة الغرب وقف التقدم السريع للقوات الروسية مشيرة إلى أن هذه الصواريخ لن تؤثر جذريا في مجريات الصراع.
وقالت الصحيفة في مقال نشرته يوم الخميس: "إن موافقة بريطانيا على تنفيذ كييف ضربات باستخدام صواريخ من طراز "ستورم شادو" بعيدة المدى داخل الأراضي الروسية تعكس محاولة الغرب وقف تقدم القوات الروسية".
ونقلت الصحيفة عن الباحث في المعهد الملكي البريطاني لدراسات الأمن والدفاع ماثيو سافيل قوله: "إن هذه الصواريخ لن تُحدث تغييرا جذريا في مجريات الصراع، نظرا لامتلاك أوكرانيا عددا محدودا منها".
وبحسب سافيل، "لم يتبقَ أمام أوكرانيا سوى الأمل في شتاء معتدل وطرق موحلة قد تُبطئ وتيرة خسارة الأراضي التي تسيطر عليها السلطات الأوكرانية".
وأضاف :"نحن لا نتحدث عن انهيار شامل، لكن هناك خطر الانسحاب الحتمي وفقدان المزيد من الأراضي.. ولكن خلال الشهر الماضي، تسارعت وتيرة التقدم الروسي.. الأوكرانيون منهكون، ولا يستطيعون استبدال الوحدات الموجودة على الخطوط الأمامية.. إنهم مستنزفون جسديا ومعنويا، وليس لديهم أي فرصة لالتقاط الأنفاس".
وفي ذات السياق اعتبرت صحيفة "الغارديان" أن استخدام صواريخ "ستورم شادو" البريطانية ضد أهداف في العمق الروسي سيؤدي فقط إلى تفاقم الأزمة الأوكرانية ولن يؤثر بشكل استراتيجي على الوضع في ساحة المعركة.
وأشار الصحفي سايمون جنكينز في مقال نشرته الصحيفة إلى أنه "مع انقطاع التيار الكهربائي في فصل الشتاء، قد يكون لدى سكان أوكرانيا فكرة أن القادة الغربيين، فيما هم يوافقون على توجيه ضربات في العمق الروسي، يستخدمونهم كأداة في حربهم بالوكالة ضد روسيا ولا يهتمون بأي حال من الأحوال برفاهيتهم".
وأوضح جنكينز أن "جميع التحركات الغربية خلال العامين الماضيين أدت إلى تعزيز موقف القيادة الروسية التي تمكنت من كسب التأييد داخل البلاد وتعزيز العلاقات مع الصين والهند وإيران وكوريا الشمالية إلى مستوى جديد".
وأكد أنه "يتعين على الغرب أن يدرك ضرورة بدء عملية تفاوض بشأن أوكرانيا والتخلي عن الخطوات العدائية التي لا تؤدي إلا إلى زيادة احتمال نشوب صراع نووي".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد اليوم الخميس أن المنشآت العسكرية الروسية في مقاطعتي بريانسك وكورسك تعرضت لهجوم بصواريخ غربية بعيدة المدى، مشيرا إلى أن القوات الأوكرانية هاجمت الأراضي الروسية بتلك الصواريخ.
وقال الرئيس بوتين إن الأهداف التي حددها العدو عندما ضربت الصواريخ الغربية البعيدة المدى روسيا، لم تتحقق. مشددا على أن هذه الصواريخ لا يمكن أن تؤثر على مسار العملية الخاصة.
كما لفت الرئيس الروسي إلى أن الصراع في أوكرانيا بعد الهجوم بالصواريخ الغربية على الأراضي الروسية اكتسب طابعا عالميا، لافتا إلى أن من المستحيل استخدام صواريخ بعيدة المدى دون متخصصين من البلدان التي صنعت فيها وهذا أمر معروف.
وشدد على أن روسيا تعتبر نفسها "صاحبة حق في استخدام أسلحة ضد منشآت عسكرية لدول تستخدم أسلحتها ضدها"، وقال إن القوات المسلحة الروسية شنت ضربة على منشأة للصناعات الدفاعية الأوكرانية ردا على هجمات بأسلحة أمريكية وبريطانية على روسيا.
وحذر من رد روسي حاسم وبطريقة مماثلة في حالة تصعيد الأعمال العدوانية، وقال: "أوصي بأن تفكر النخب الحاكمة في تلك الدول التي لديها خطط لاستخدام قواتها العسكرية ضد روسيا، بجدية في هذا الأمر".