كشفت الشهادات التي حصلت عليها وكالة “رويترز” من سكان حي القدم بدمشق عن أن العنف الطائفي امتد بالفعل إلى أطراف العاصمة الجنوبية، على بُعد بضعة كيلومترات فقط من القصر الرئاسي، وهي تفاصيل لم يسبق الإبلاغ عنها.
وقال أحد السكان الذي خطف أحد أقاربه المهندس إحسان زيدان (48 عامًا): “كانوا يكسرون الأبواب في أي منزل علوي، ويأخذون الرجال الموجودين داخله… أخذوه فقط لأنه علوي”.
وجميع الشهود الذين تحدثوا لـ”رويترز” طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم خوفًا من الانتقام.
ووفقًا لروايات السكان، فقد تم اعتقال ما لا يقل عن 25 رجلًا، تأكد لاحقًا مقتل ثمانية منهم على الأقل، بعد أن تعرف أقاربهم وجيرانهم على جثثهم عبر صور أو عُثر عليهم مقتولين في محيط الحي، بينما لا يزال مصير الباقين مجهولًا.
وأفاد أربعة من الشهود بأن بعض المسلحين الذين نفذوا المداهمات قدّموا أنفسهم على أنهم عناصر من “جهاز الأمن العام”، وهو جهاز أمني جديد يضم مقاتلين سابقين من الفصائل المعارضة.
ونفى متحدث باسم وزارة الداخلية، التي يتبع لها الجهاز، أن تكون الاستهدافات ذات طابع طائفي، وقال: “القوات تصادر الأسلحة من جميع الطوائف”، دون أن يجيب على أسئلة أخرى، من بينها سبب اعتقال رجال غير مسلحين، وبحسب جميع الشهود، فإن السكان من الطائفة العلوية يشعرون بضغط شديد يدفعهم لمغادرة الحي، وقد غادرت بالفعل بعض العائلات.
من جانبها، قالت امرأة ستينية إنها تبحث عن مشترٍ لبيتها، خوفًا على زوجها وأبنائها من المصير ذاته، وأضافت: “بعد ما حصل، كل ما أريده هو مغادرة هذه المنطقة”