أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال إقامة مراسم النوروز بحضور جمع من السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المقيمين في طهران، ووزراء وكبار المسؤولين في البلاد أن إيران ملتزمة بالدبلوماسية ومستعدة لتجربة طريق المفاوضات غير المباشرة.
واستعرض عراقجي في كلمة له تطورات العام الإيراني المنصرم الذي اعتبره عاماً حافلاً بالأحداث والتحديات لإيران والمنطقة، مؤكداً تصميم الجمهورية الإسلامية الإيرانية على المضي قدماً بسياساتها المبدئية والمسؤولة في العام الجديد (آذار/مارس 2025 – آذار/مارس 2026).
وأشار إلى المآسي الإنسانية التي سببتها شرارة الحرب وجرائم الكيان الصهيوني في غزة ولبنان وسوريا، وكذلك التصريحات غير المسؤولة للولايات المتحدة ضد اليمن. وأكد عراقجي على ضرورة التضامن والتعاون بين الدول لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المظلوم ووقف عدوان الكيان الإسرائيلي على لبنان وسوريا.
كما لفت عراقجي إلى النهج المسؤول والحكيم الذي تتبعه الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه التطورات الدولية، موضحاً أن رد إيران على رسالة الرئيس الأمريكي جاء متناسباً مع مضمون رسالته ولهجتها، وفي الوقت نفسه، تم الحفاظ على فرصة اللجوء إلى الدبلوماسية.
وفي هذا السياق، رأى وزير الخارجية الإيراني أنه من حيث المبدأ، فإن المفاوضات المباشرة مع طرف يهدد باستمرار باللجوء إلى القوة في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة ويعبر عن مواقف متناقضة من قبل مسؤوليه المختلفين ستكون بلا جدوى، مضيفاً أن إيران ما زالت ملتزمة بالدبلوماسية ومستعدة لتجربة طريق المفاوضات غير المباشرة.
وفي تذكيره بالطبيعة السلمية الكاملة للبرنامج النووي الإيراني، قال عراقجي: “سبق لإيران أن اعتمدت مجموعة من التدابير الطوعية في إطار خطة العمل المشترك الشاملة للاطمئنان على طبيعة برنامجها النووي، لكن الولايات المتحدة هي التي انسحبت من جانب واحد من تلك الاتفاقية. والآن، وبعد هذه التجربة، نحن على استعداد لمواصلة الحوار حول برنامجنا النووي ورفع العقوبات على أساس قاعدة بناء الثقة مقابل رفع العقوبات القمعية عن إيران.”
ومضى قائلاً: “في حين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملتزمة بطريق الدبلوماسية والحوار لحل سوء التفاهم وحل النزاعات، فهي في نفس الوقت مستعدة لجميع السيناريوهات الممكنة. وكما أنها جادة في الدبلوماسية والتفاوض، فإنها ستكون أيضاً حاسمة وجادة في الدفاع عن مصالحها وسيادتها الوطنية.”
وختم عراقجي كلمته مشيراً إلى مبادئ السياسة الخارجية الإيرانية تجاه جيرانها وأجزاء أخرى من العالم، معرباً عن أمله في أن يشهد العام الجديد توسعاً في العلاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.