السيد الحوثي: واشنطن و’تل أبيب’ حوّلتا الإغاثة في غزة إلى أداة إبادة

الخميس, 12 حزيران 2025 الساعة 18:46 | سياسة, عربي

السيد الحوثي: واشنطن و’تل أبيب’ حوّلتا الإغاثة في غزة إلى أداة إبادة

أكّد قائد حركة أنصار الله اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي اليوم الخميس أن الاحتلالَين الأميركي والإسرائيلي يعملان على استغلال المعاناة الإنسانية في غزة لتحويل الإغاثة إلى وسيلة إبادة أخرى، في انتهاك صارخ لكل القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية.

وأضاف السيد الحوثي في كلمته أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة دخل شهره العشرين وسط تصعيد همجي ووحشي غير مسبوق مشيراً إلى أن حصيلة جرائم الاحتلال خلال الأسبوع الجاري وحده بلغت أكثر من 2400 شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال.

وشدد السيد الحوثي على أن نسبة الإبادة بين سكان غزة بلغت نحو 9%، في واحدة من أعلى النسب المسجلة في الحروب المعاصرة، معتبرًا ذلك "كارثة إنسانية لم يشهد لها العالم مثيلاً".

وأضاف أن الولايات المتحدة تلعب دورًا رئيسيًا في هذا العدوان، من خلال ما وصفه بـ"هندسة عملية الإبادة" عبر التجويع والقتل، وتحويل توزيع المساعدات إلى "مصائد موت ومراكز إعدام جماعي".

ودعا السيد الحوثي الشعوب الحرة وقوى المقاومة إلى تحمّل مسؤولياتها في مواجهة هذا العدوان، مؤكدًا أن "جريمة التجويع بحق الشعب الفلسطيني تمثل أقسى أشكال الحصار والقتل الجماعي، وتتنافى مع كل الأعراف والقوانين الدولية".

وأكد السيد الحوثي، أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من خلال تحويل نقاط توزيع المساعدات الإنسانية إلى مصائد للموت ومراكز للإعدام، في تجاوز خطير لكل القوانين والأعراف الدولية.

وقال السيد الحوثي، إن قوات الاحتلال تتحكم بعملية توزيع المساعدات، وتقوم بإطلاق النار بشكل مباشر وعشوائي على الفلسطينيين الجائعين لحظة تجمعهم لاستلام المعونات، واصفًا تلك المشاهد بأنها "مأساوية وتكشف فظاعة الجريمة".

وأضاف أن الشعب الفلسطيني يعيش بين خيارين قاتلين: إما الموت جوعًا، أو التوجه إلى ما يسمى بمراكز توزيع المساعدات التي تحوّلت فعليًا إلى ساحات قتل جماعي، في جريمة وصفها بأنها من أبشع صور الاستغلال والإذلال الإنساني.

وأشار السيد الحوثي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول المساعدات عبر الأمم المتحدة منذ أكثر من 100 يوم، وهو ما جعل من مراكزه الخاصة أداة إضافية للإبادة الجماعية، بدعم أميركي مباشر، ضمن سياسة تهدف لإخضاع الفلسطينيين عبر الحصار والتجويع والقتل.

كما تطرّق في كلمته إلى الانتهاكات المستمرة في القدس والضفة الغربية، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي يواصل عمليات الهدم والتهجير وتوسيع المستوطنات، مع تصعيد الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي، في إطار خطة تهويد شاملة وإنهاء عملي لما يُسمى بـ"حل الدولتين".

وأشار إلى أن قرار الاحتلال بإنشاء 22 مغتصبة جديدة في الضفة الغربية يشكل نسفًا كليًا لأي حلول سياسية، مؤكدًا أن العدو لم يكن جادًا يومًا بفكرة الدولة الفلسطينية، بل تعامل معها "كخدعة مرحلية" لخدمة أطماعه التوسعية.

وأكد قائد حركة أنصار الله، أن التخاذل العربي والإسلامي يُعدّ من أبرز العوامل التي دفعت الاحتلال الإسرائيلي إلى الاستمرار في ارتكاب المجازر والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني دون رادع.

وقال السيد الحوثي، إن غالبية الأنظمة العربية والإسلامية لا تقدم الحد الأدنى من الدعم للشعب الفلسطيني، بل لا تتخذ أي مواقف عملية في مواجهة الجرائم المتصاعدة، مشيرًا إلى أن التجاهل والتواطؤ قد بلغا حدًّا جعل مواقف كثير من الدول غير الإسلامية أكثر فاعلية من مواقف تلك الأنظمة.

وأضاف أن هذا التخاذل يشكّل تفريطًا خطيرًا في المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية، ويُسهم في تعريض الأمة كلها لمخاطر جسيمة تهدد أمنها ومصالحها، مؤكّدًا أن "الخطورة تتعاظم نتيجة السكوت والتقاعس، مع أن الأمة قادرة على الفعل لو تحركت بإرادة حقيقية".

واتهم السيد الحوثي بعض الأنظمة العربية والإسلامية بـالتواطؤ الصريح مع العدو الإسرائيلي، من خلال تصنيف فصائل المقاومة الفلسطينية ضمن قوائم الإرهاب، لافتًا إلى أن هذا المستوى من الانحدار السياسي والأخلاقي يكشف واقعًا مؤسفًا لا يقتصر على الحكومات فقط، بل يمتد أيضًا إلى قطاعات واسعة من الشعوب التي تراجعت فيها روح المسؤولية.

ودعا السيد الحوثي الأمة إلى التحرك الجاد والفاعل نصرةً لفلسطين وشعبها المظلوم، محذرًا من أن الاستمرار في حالة اللامبالاة لن يؤدي إلا إلى مزيد من الخسارة والانهيار في حاضر ومستقبل الأمة.

وأكد السيد الحوثي، أنّ الشراكة الأمريكية مع الكيان الإسرائيلي تشكل دافعًا رئيسيًا لتصعيد العدوان وتجاوز القوانين الدولية.

وأشار إلى فشل العدو في القضاء على المقاومة في غزة رغم الدعم الأمريكي الهائل والتفوق العسكري، مؤكدا أن هذا الصمود "نموذج ناجح" يستحق الدعم الكامل.

ودعا السيد الحوثي الشعوب والحكومات العربية إلى اتخاذ موقف جاد في نصرة القضية الفلسطينية، التخاذل الكبير من بعض الأنظمة العربية، في مقابل تحركات شعبية واسعة في دول عربية وغربية دعمًا لفلسطين.

وفي سياق التصعيد العسكري، كشف السيد الحوثي عن تنفيذ قواته 11 عملية خلال الأسبوع الحالي، باستخدام صواريخ باليستية وفرط صوتية وطائرات مسيرة استهدفت مواقع في حيفا ويافا وأسدود، إضافة إلى خمس ضربات على مطار اللد.

وأكد أن إحدى هذه العمليات، مساء الثلاثاء، تسببت في إرباك الدفاعات الإسرائيلية وأدت إلى تفعيل صافرات الإنذار في مئات المستوطنات.

كما شدد على استمرار العمليات في البحر الأحمر وباب المندب ضمن الحصار البحري المفروض على الكيان الإسرائيلي، مؤكداً أن هذه التحركات تأتي ردًا على "جرائم الإبادة" التي يرتكبها العدو في غزة.

وفي ختام خطابه، دعا السيد الحوثي إلى مسيرات مليونية في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات يوم غد الجمعة، نصرةً لفلسطين، مؤكدًا أن "الاستمرار والثبات هو خيار إيماني وإنساني"، معتبراً أن التضحيات التي قدمها اليمن "مثمرة ولها نتائجها في الدنيا والآخرة".


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا