
أعلنت وزارة الدفاع التايلاندية، اليوم الخميس، مقتل 9 جنود تايلانديين هذا الأسبوع في الاشتباكات الحدودية التي اندلعت مجدداً مع كمبوديا.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الدفاع التايلاندية، سوراسانت كونغسيري، في مؤتمر صحافي، إلى أن إجمالي عدد الإصابات بلغ أكثر من 120 جندياً مصاباً.
يأتي ذلك في وقت تتصاعد حدة القتال الحدودي بين تايلاند وكمبوديا، فيما يتم إجلاء مئات الآلاف من المدنيين على جانبي الحدود.
وقد اندلعت هذه الاشتباكات، الناتجة من نزاعات إقليمية طويلة الأمد، بعد مناوشة وقعت يوم الأحد الماضي، وأسفرت عن إصابة جنديين تايلانديين.
وتعدّ المناوشات التي جرت انتهاكاً واضحاً لوقف إطلاق النار الذي دفع به الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منهياً 5 أيام من القتال في شهر تموز/يوليو الماضي.
بدوره، أفاد ترامب بأنه يتوقع التحدث هاتفياً مع قائدي البلدين اليوم الخميس، معبراً عن ثقته الكاملة بأنه سيتمكن مرة أخرى من إقناع الطرفين بوقف القتال.
وكان رئيس وزراء تايلاند، أنوتين شارنفيراكول، قد تعهد بمواصلة القتال، فيما وعد رئيس مجلس الشيوخ القومي في كمبوديا هون سن برد قوي.
وشكّل النزاع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا أحد أطول الخلافات الإقليمية في جنوب شرق آسيا، إذ تكرر خلال العقود الماضية اندلاع اشتباكات محدودة بسبب مناطق حدودية متنازع عليها، وخصوصاً في محيط المعابد التاريخية والممرات الجبلية.
ورغم المحاولات السابقة لتهدئة التوتر، بقي خط الحدود الممتد بين البلدين عرضة لانفجارات مفاجئة للعنف، ما أدى في كثير من الأحيان إلى سقوط ضحايا من المدنيين والعسكريين ونزوح السكان من المناطق المتاخمة.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2025، نجح البلدان في توقيع معاهدة سلام برعاية دولية بحضور الرئيس ترامب، في خطوة وُصفت حينها بأنها "اختراق دبلوماسي" مهم أنهى سنوات من التوتر المزمن.
وشملت الاتفاقية آليات لمراقبة وقف إطلاق النار، وترسيم حدود مؤقتة، وتعزيز التعاون الأمني لمنع تكرار الاشتباكات. غير أن التطورات الأخيرة تشير إلى هشاشة هذا السلام، مع تجدد التوترات وعودة الاتهامات المتبادلة بين الجانبين حول المسؤولية عن إطلاق النار على الحدود.