جهينة نيوز:
النباتات اللاحمة أو النباتات آكلة اللحوم أو النباتات آكلة الحشرات: هي النباتات التي تستمد بعض أو أغلب العناصر الغذائية ولكن ليس الطاقة، من حصر واستهلاك الحيوانات مع التركيز الأكثر على الحشرات والمفصليات الأخرى، وتنمو عادة في أماكن تربة رقيقة أو فقيرة في قيمتها الغذائية من المواد العضوية، لذلك نراها قد زودت بما يمكنها من اقتناص الحشرات، وامتصاص أجسامها ، وخاصة النيتروجين، مثل المستنقعات الحمضية وصخور السربنتين، ويعتقد أنها تطورت في ما لا يقل عن عشر سلالات منفصلة من النباتات، وهي تمثل أكثر من اثنتي عشرة نوعاً في خمس أسر. وتشمل هذه الأنواع نحو 625 فصيلة جاذبة ومفترسة في فخ تنتج الانزيمات الهاضمة، وتمتص العناصر الغذائية المتاحة الناتجة.
وهي كجميع النباتات الأخرى تنتج غذاءها ذاتياً عن طريق تحويل الطاقة الضوئية (الشمس) إلى طاقة كيماوية (في وجود الماء وبعض العناصر)، ولكن لديها أعضاء متحورة تمكنها من اقتناص بعض الحشرات والحيوانات الصغيرة ومن ثم افتراسها لتكون مصدراً إضافياً للتغذية، والأساس البيئي لذلك هو أن هذه النباتات تنمو في ترب ومستنقعات فقيرة في النيتروجين الميسر لذلك لها اطراف بصورة معينة لتتمكن في نهاية المطاف من التهام الفرائس الصغيرة معوضة النقص في احتياجاتها النيتروجينية، وأهم ما تتصف به هذه النباتات هو مقدرتها على هضم جسد الفريسة من خلال إفراز إنزيم محلل، ولكن بعضها يعتمد على أنزيمات تنتجها البكتيريا، تقوم بتحليل الفريسة فيمتص النبات الجزيئات المتحللة.
بالمقابل هناك مفترسات تعتمد على كل من إفرازها للأنزيمات وعلى تحليل أنزيمات البكتيريا, ومن الطرق الغريبة ما يسمى البق الحشاش الذي يزحف حول فخ النبات المفترس ويتناول وجبة دسمة من الحشرات المأسورة في الفخ دون أن يقع، ثم يلقي بغائطه في الفخ فيقوم النبات بامتصاصه لكونه وجبة متحللة جاهزة للهضم.
وتتحرك تلك النباتات وتطبق على الفريسة بسرعة مذهلة بطريقتين علماً بأنها لا تملك أنسجة عضلية، الأولى: هي حركة نتيجة التبدل المفاجئ في ضغط الماء، فعندما تلمس الفريسة الفخ تقوم خلايا الجدر الداخلية بنقل الماء إلى الجدر الخارجية فينتج تقلص حاد وسريع. والثانية: تنتج عبر نمو الخلايا في أحد جوانب المجس أسرع من الجانب الآخر ما ينتج منه إطباق الجانب النامي.
ويعد خناق الذباب على صغر حجمه الأكثر رهبة في وحشية الأداء، ومن يرى أنيابه الورقية وهي تطبق بسرعة وبطريقة مرعبة على أسر الفريسة يعتقد أنه إزاء فك نمر كاسر. وهو نبات لاحم يوجد في منطقة صغيرة من المناطق الساحلية في ولايتي كارولينا الشمالية والجنوبية، في الولايات المتحدة الأمريكية, حيث يمسك الحشرات بين أوراقه ويقوم بهضمها، ويصل ارتفاعه إلى حوالي 30 سم، ويتركب نصل الورقة من صمامين يتحركان على عرق أوسط, وبالسطح العلوي لكل صمام ثلاث شعيرات حساسة، أما الحواف فهي محوطة بأشواك حادة، وعندما تمس حشرة ما إحدى هذه الشعيرات، ينغلق الصمامان بحيث يحبسان الحشرة بداخلهما.
ومن أنواعه أيضاً نبات ندى الشمس الذي يعيش في جنوب أفريقيا حيث يرسل هذا النبات مادة لاصقة من شعيراته لتلتصق الضحية ولا تتمكن من الفرار ثم يطبق عليها ويلتهمها أيضاً بعصارة هاضمة ويحصل على النيتروجين الذي يدخل في تركيب البروتينات المهمة لنموه.