رئيسة تحرير "تشرين" لـ "الأخبار" اللبنانية: لأنني امرأة أتعرض لحرب أشباح لاأخلاقية.. ومادة وحيدة نشرت عن مجلة "جسد" في الصحيفة

شارك |

جهينة نيوز: قالت رئيسة تحرير صحيفة تشرين الرسمية "سميرة مسالمة" أنها تتعرض لحرب شخصية "لا أخلاقية، تبدو كحرب الأشباح لأنهم لا يملكون الجرأة لتوقيع ما يكتبون بأسمائهم". واعتبرت الصحيفة أن تسلم مسالمة لرئاسة تحرير تشرين "أحدث زلزالا في الإعلام الرسمي السوري الذي يغرق في ركوده.. وتدافعت بعض الأقلام للرد عليها من منابر أخرى" مشيرة إلى أنه "رغم أن افتتاحيات رؤساء تحرير الصحف الرسمية في سوريا لا تزيد عادةً عن فسحة لتلميع وجه السلطة، والدفاع عن قرارات الحكومة مهما كانت جائرة في حق المواطن". وكان رئيس مجلس الوزراء محمد ناجي عطري أصدر قرارا في كانون أول 2008 سمى بموجبه مسالة رئيسا لتحرير تشرين بعد سنوات على عملها في صحيفة "الاقتصادية" المحلية. وأشارت الصحيفة في لقائها إلى تصويت مجلس الشعب السوري على قرار فصلها من عملها إثر مادة نشرتها الجريدة بشأن حل التشابكات المالية "كتبها منير الوادي"، وهو ما اعتبره المجلس مساساً بهيبته فصوَّت على فصل المسالمة والوادي من عملهما، ثم عاد في اليوم نفسه ليصوِّت على الاكتفاء باعتذار الجريدة، وأضافت ""وهنا، تقول المسالمة: "لا يحدّ حرية الإعلام سوى المصلحة الوطنية، الذهنية التي أعمل بها تتيح المجال لانتقاد أي كان انتقاداً بنّاءً، ثم إن حرية الإعلام الرسمي يجب أن تفوق حرية الإعلام الخاص، عكس ما يروّج لأنّ الصحف الرسمية تعمل من دون خوف من الإغلاق مثلاً". ودعت مسالمة إلى التفريق بين الإعلام الحكومي وإعلام الدولة، على اعتبار أن الإعلام الحكومي ليس ضرورياً أن يدافع عن السلطة، بل يمكنه انتقادها بصورة خلاقة من دون المساس بالمصالح الوطنية". من جانب آخر، يأخذ بعضهم على المسالمة موافقتها على نشر مادة نقدية وحيدة عن مجلة "جسد" التي ترأس تحريرها الشاعرة جمانة حداد وذلك على صفحات ملحق «تشرين» الثقافي. ويعتبر هؤلاء أنّ هذا الأمر يُعد ترويجاً للمجلة التي تتناول بعض التابوهات، ولا يجوز التطرق لها على واجهة الإعلام الرسمي السوري. وسط كل هذه الحملات، تبدو المسالمة مصرّة على الاستمرار في تطوير خطواتها ضمن الإمكانات المتاحة. ها هي تدرس إمكان إطلاق موقع جديد مستقل لـ«تشرين» يمكّنها من الترويج للملاحق المتخصصة التي تصدر عن الجريدة. وعزت مسالمة "الأشكالية الحقيقية" التي تحكم ما وصفته بـ "الحرب" إلى أنّها "أول امرأة تتسلّم منصباً يشغله عادة الرجال". وقالت الأخبار تحت عنوان "إمرأة تنفض الغبار عن الإعلام الرسمي": "ما أن استلمت سميرة المسالمة دفّة صحيفة (تشرين)، حتى بدأت الردود على افتتاحياتها وانهالت الاتّهامات ضدّها: من تشجيع التطبيع إلى... السلفيّة". وأشارت الصحيفة إلى حملة تشن ضد مسالمة على الإنترنت "وبلغت أوجها منذ أيام قليلة، إذ راحت بعض المقالات المجهولة تهاجمها ودخلت في إطار المهاترات الشخصية والشتائم". وكشفت مسالمة في حديثها لـ "الأخبار" عن معاناتها لمشاكل عدة منذ تسلمها عملها كرئيسة تحرير ومنها تلك "الحروب التي تشن عليها". وأوضحت مسالمة ما هية هذه الحرب بالقول: "دخلوا في حرب شخصية لا أخلاقية، تبدو كحرب الأشباح لأنهم لا يملكون الجرأة لتوقيع ما يكتبون بأسمائهم". وكان موقع "جهينة نيوز" نشر رزمة من المقالات لمجموعة من الزملاء في صحيفة تشرين وخارجها أشاروا من خلالها إلى تسلل ثقافي منظم إلى صحيفة "تشرين" الرسمية عبر ملحقها الثقافي "أبواب". وأشار الكاتب "سعيد الشريفي" في مقال له نشر على الموقع أسبابا ملتبسة لمنعه من الكتابة في صحيفة "تشرين" عن الغزو الثقافي الممنهج الذي يتلمسه في بعض المقالات الصحفية حاليا، فيما تناولت الدكتورة رغداء مارديني في مقال بعنوان "من يدفع أجر العازف" بعض المؤشرات على تسلل الثقافة المفخخة إلى عالمنا العربي، كاشفة عن "مسؤولية المخابرات الأميركية في تأسيس منظمة الثقافة الحرة التي غابت الآن وتركت لفروعها السرطانية في الوطن العربي أن تقوم بدورها". ومن الأسماء البارزة التي تناولت المخاطر الثقافية" التي تحيق بالعالم العربي والإسلامي، أشارت الدكتورة ناديا خوست في مقال بعنوان"الحرب دون صواريخ" إلى مشروع اليونيسكو لتثقيف العرب والمسلمين بالهولوكست، مشيرة إلى أنه "يلامس جزءا فقط من المساحة الواسعة التي تجري فيها الآن حرب غير عسكرية على الوجدان العربي". كما تناولت الكاتبة المعروفة مريم خير بك في مقال بعنوان "الكتابة عن الجوائز المشبوهة خط أحمر في تشرين" حدود المسؤولية الثقافية مبينة أن "أي انفتاح يجب أن يكون لمصلحة الوطن، وأي اختلاف يجب أن يكون من اجل بناء هذا الوطن". وطرحت خير بك سؤالا استنكاريا "ماذا حدث، ويحدث في تشرين؟!!!" مستهجنة عزل الدكتورة رغداء مارديني عن رئاسة القسم الثقافي في الصحيفة بسبب موقفها من بعض الجوائز الثقافية التي تقف وراءها مؤسسات غربية لا يؤتمن جانبها. وتساءلت خير بك في مقالها: "هل الكتابه عن الجوائز خط أحمرفي سياستنا، بحيث أثار حفيظة "الآمرين بالنشر" في تشرين؟ فإن كان هو السبب، أسأل هنا سؤالا آخر: هل سياسة تشرين في النشر غير تابعة لسياسة القطر السوري في الإعلام والمرتبطة بثوابت وطنية وقومية معروفه؟!".  وفي مقال آخر، تحدث الزميل علي هاشم عبر "جهينة نيوز" عما إذا كانت مجلة "جسد" اللبنانية تمثل النموذج الثقافي المرتجى ترويجه في صحيفة رسمية كـ "تشرين"، متسائلا عن المعنى من ضم مدينة اللاذقية صاحبة الأبجدية الأولى إلى تل أبيب المستوطنة الحديثة، كما فعلت رئيسة تحرير جسد "جمانة حداد" في مجموعة "مدينة... قصص مدن من الشرق الأوسط".   "الأخبار": خطوات هامة لمسالمة في "تشرين" وقالت الأخبار في معرض تقديمها للسيدة مسالمة :"تعتبر المسالمة أنها أنجزت خطوةً هامةً من خلال صدور مجموعة من الملاحق التابعة للجريدة، منها الملحق الرياضي، والاقتصادي وملحق الدراما، والملحق الثقافي. ورغم كل ما يثار في الفترة الأخيرة، تقول المسالمة إنّها تركت الفرصة لمن يود الحوار الفكري أن يدلو بدلوه على صفحات جريدتها، وتضرب مثالاً على ذلك مقالات ناديا خوست التي نشرتها «تشرين» رغم أنّها كانت تنتقد المسالمة والصحيفة. وقالت الصحيفة: "ربما أخطر الاتهامات التي واجهتها الجريدة في عهد المسالمة هو التطبيع مع إسرائيل من خلال احتضانها كتّاباً نالوا جوائز «مشبوهة» حسب أصحاب الاتهامات. ومن هؤلاء الزميل خليل صويلح الذي نال أخيراً «جائزة نجيب محفوظ». يومها، اعتبرتها بعض الأصوات بأنها تسهم في التطبيع على اعتبار أنها تنظّمها «الجامعة الأميركية في القاهرة» ويشرف عليها مدير النشر في الجامعة الأميركي مارك لينز، كذلك، فإنّ الكاتب نبيل سليمان صاحب «قصة المدينة القرمزية» التي دخلت في كتاب "مدينة... قصص مدن من الشرق الأوسط" إلى جانب قصّة الكاتب الإسرائيلي يتسحاك لاؤور، وهو ما كان يجهله سليمان على حد تعبيره. هنا تقول المسالمة «رغم إشباع هذا الموضوع بالحديث عنه، إلا أنه يثار الآن لأسباب مفتعلة هدفها حملة انتخابية لاتّحاد الكتاب العرب، وهي تشبه إلى حد ما اتهام جائزة "بوكر" العربية بأنها منحت خلال الحرب على غزة، وهو أمر مختلف ليس له تلك الأبعاد".

أخبار ذات صلة

• كيف يسيء هذا الكاريكاتير لأحاسيس السوريين يا رئيسة تحرير تشرين؟؟!!... بقلم :د. رغداء مارديني
• لماذا اتفقت تشرين مع "كيكا"؟.د. رغداء مارديني
• هل احترق "أبواب" في أتون "جسد".. ؟! علي هاشم
• من يدفع أجر العازف..؟ بقلم: د. رغداء مارديني
• الحرب دون صواريخ!.... بقلم: د. ناديا خوست