تجربة نوعية في التصوير الضوئي لثمانية فنانين هواة في اللاذقية

الأربعاء, 10 آذار 2010 الساعة 00:23 | , فن وتشكيل

تجربة نوعية في التصوير الضوئي لثمانية فنانين هواة في اللاذقية
جهينة نيوز: يأتي المعرض المقام حالياً في مقهي /ناي آرت/ في اللاذقية تتويجاً لورشة عمل متخصصة في حقل التصوير الضوئي أدارها الفنان أنس إسماعيل بمشاركة ثمانية فنانين من الشباب الهواة. وتناولت الورشة التي استمرت شهرا كاملا ثلاثة محاور أساسية هي الطبيعة والبورتريه والتجريد نتج عنها أربعة وعشرين عملاً ضوئياً بسويات فنية عالية. وركزت الورشة التفاعلية التي حملت شعار /تعلم ثم تمرد/ خلال أسبوعها الأول على المفاهيم النظرية لفن التصوير الضوئي والتي جرت حولها سلسلة من الحوارات والنقاشات المطولة بين الفنانين قبل أن تنتقل إلى الحيز العملي حيث جرى اختبار العديد من أساليب وطرق التصوير الضوئي وخاصة الحداثوية منها. وقال الفنان /أنس إسماعيل/ لوكالة سانا: أن الأعمال المقدمة في المعرض هي حصيلة جهد مكثف للفنانين المشاركين أحال عين كل منهم إلى عدسة حساسة تلتقط الأفق الجمالي الممتد حوله والذي يعكس في أبعاده البصرية مجموعة من الأفكار والفلسفات والمضامين المهمة. وأضاف إسماعيل أن فن التصوير الضوئي الذي يعد فناً حديثاً على مستوى العالم يتطلب من الفنان ثقافة بصرية عالية تؤهله لاختيار الكادر الفني للصورة الملتقطة من حيث زاوية الرؤية والنور والظل والضوء المنعكس المناسب وهي العناصر التي يبرز من خلالها إبداع الفنان وخصوصيته في وقت اتسعت فيه دائرة التصوير الضوئي كفن مواز في أهميته للفنون الأخرى. وأشار إسماعيل إلى أن الورشة اتخذت في أحد جوانبها بعداً توثيقياً أرشفت فيه العديد من المناطق الجغرافية الساحلية مثل ميناء ابن هانئ وصلنفة وغابات الفرلق وقلعة المرقب ومنطقة مشقيتا إلى جانب البحر والأسواق الشعبية دون إغفال الوجوه التي عكست في ملامحها وتعابيرها مجموعة من الحالات الإنسانية والاجتماعية المختلفة. بدورها أوضحت الفنانة الشابة هيا العش أنها تركز في لوحاتها على التفاصيل الصغيرة سواء في صور الطبيعة أو البورتريه ففي الأولى يختزل كل جزء في الطبيعة صورة كاملة عنها من حيث الخطوط والألوان والتضاريس وفي البورتريه تعكس ملامح الوجه وتعابيره شكل الحياة التي يعيشها صاحبها وصورة عوالمه الداخلية كاملة. وأضافت العش أنها شاركت خلال السنوات الثلاث الماضية في أكثر من ورشة عمل في /ناي آرت/ وهو ما أتاح لها فرصة تعلم أبجديات هذا الفن واكتساب المزيد من مهاراته وبالتالي التفكير بالانتقال من حيز الهواية إلى الاحتراف. من جهتها أوضحت الفنانة بانة ماخوس أنها تفضل الاشتغال على الجانب التجريدي في التصوير كما يظهر في أعمالها بحيث تصبح الصورة أقرب إلى العمل التشكيلي من حيث مفرداته التي تنتقل في حال تجريدها من حالتها الواقعية إلى حالة أخرى مفترضة توحى بتشكيل ما سواء للعين التي التقطت الصورة أو لتلك التي ستقوم باستقبالها. وأشارت ماخوس إلى أن العمل بهذا الأسلوب يخرج الصورة عن تقليديتها ما يمدها بأبعاد جديدة تحرض مخيلة المتفرج وتدفعه إلى إجراء أكثر من قراءة للصورة أمامه مشيرة إلى أنه من غير الضروري أن تتطابق رؤية الفنان مع مخيلة المتلقي التي تتاح له الفرصة أمام أي صورة تجريدية للتعبير عن إحساسه الخاص حولها. وفي الإطار ذاته قال الفنان اسبر الريم أن التقنيات الحديثة ومنتجات التكنولوجيا المتسارعة وسعت من إمكانات فن التصوير الضوئي وخياراته ما أفرز جيلا من الشباب المصور مضيفاً أن هذه التقنيات رغم وجهها الايجابي إلا أنها غيبت جانبا من الإبداع الفردي للفنان ما يتطلب معه جهدا أكبر وعينا أكثر حساسية لالتقاط التفاصيل. أما الفنانة هبة محمد فأكدت ضرورة دعم الفنانين الشباب من قبل المؤسسة الثقافية لتتاح لهم فرصة الوصول إلى دائرة الضوء وتجسيد إبداعاتهم ليتمكن كل منهم من إيجاد الحافز المناسب لتطوير قدراته بما يتلاءم وتنوع شريحة المتلقين وما تنطوي عليه من خلفيات ثقافية متباينة. وقالت محمد: أن الثقافة البصرية للمصور تؤدي دوراً أساسياً في اختيار اللحظة الفريدة التي يلتقط خلالها صورته التي عادة ما يرى فيها ما لا يلاحظه الآخرون وهو ما يجعل الصورة ذاتها تختلف من فنان إلى آخر في حال سعى الجميع إلى التقاط التفاصيل ذاتها. ولفت الفنان باسم عبد الله إلى أن الصورة في مجملها هي اختزال فني لجغرافية الساحل السوري وخروج عن التسجيل الكلاسيكي لمواطن الجمال فيها مشيرا إلى أن الفنان الحقيقي يستطيع أن يجمع تفاصيل المشهد المراد تصويره في مخيلته قبل التقاط الصورة بحيث لا يفاجأ لدى النظر إليها بعنصر لم يلحظه سابقاً. واختتم بأن ورشات عمل من هذا النوع تعمل على سد الفجوة الحاصلة في عملية تأهيل وتدريب المصورين الضوئيين حيث تفتقد الساحة الثقافية إلى أنشطة مماثلة ما يجعل من هذه التجربة التي تكرر للمرة الثالثة فقط في اللاذقية فرصة سانحة للهواة لتطوير مهاراتهم في هذا الجانب. يذكر أن مقهى /ناي آرت/ الثقافي أحدث مؤخراً موقعاً الكترونياً خاصاً بـ /أصدقاء ناي  للتصوير الضوئي/ حيث يوفر الموقع معرضاً دائماً للصور الضوئية وورشة عمل مفتوحة باستمرار تتيح لكافة الهواة إرسال صورهم لتقييمها من قبل لجنة مختصة وعرض الجيد منها في المعرض الالكتروني كما يتيح الموقع لرواده حواراً احترافياً حول مختلف القضايا الفنية ذات الصلة.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا