جهينة نيوز: في خطوة انفرادية مفاجئة، استدعت إيطاليا سفيرها في دمشق بحجة الأحداث الدائرة في حماه وأعلنت خارجيتها بعد بيان الاستدعاء، أنها تدعو كل دول الاتحاد الأوروبي لسحب سفرائها من دمشق غير أن هذا الإعلان الإيطالي المزدوج لم يَرُقْ فرنسا، الدولة التي تشكل رأس الحربة في الهجوم الدبلوماسي والسياسي والإعلامي على سوريا وعلى رئيسها بشار الأسد. ورأت صحيفة الانتقاد اللبنانية الالكترونية أن هذا التصعيد الإيطالي سببه العلاقات الفرنسية الإيطالية المتوترة في موضوع الثورات العربية والتي لم تخرج للعلن لولا الأزمة الاقتصادية الإيطالية الخانقة وحاجة روما إلى المساعدات المالية الأوروبية. أما السبب الأساس لهذا التوتر الشديد، فهو التدخل العسكري الفرنسي في ليبيا الذي أزعج روما ولم يأخذ مصالحها في الحسبان. وبينت الصحيفة أن إيطاليا التي تعتبر المستثمر الأوروبي الأول في ليبيا ظهرت كمن يحاول إحراج فرنسا ورد الكيل لها عبر خطوة استدعاء سفيرها من دمشق ودعوة الفرقاء الأوروبيين الى اتباع خطوتهم، غير أن إسراع الخارجية الفرنسية إلى رفض الاقتراح الإيطالي، اخرج إلى العلن ما كان الجميع يحاول إخفاءه، فروما بهذه الخطوة تريد حشر باريس في الزاوية عبر استخدام المسألة السورية المختلفة كليا عن نظيرتها الليبية بحجم الدولة وقوة النظام وتماسك الجيش ووجود الحلفاء الأقوياء، وهي، أي روما، تريد دفع باريس الى مواجهة مع سوريا تكون أبعد من المواجهة السياسية. وقالت أوساط فرنسية إن فرنسا منهكة حاليا بحرب في ليبيا، وقيامها بسحب سفيرها من سوريا يعني فتح باب جهنم على الوجود الفرنسي في المنطقة وخصوصا في لبنان، فضلا عن فقدان أي ورقة ضغط دبلوماسية على الرئيس السوري ورمي الأوراق كلها بين يدي دعاة الحسم الصارم في دمشق. وتضيف المصادر الفرنسية المطلعة بأن هذا من شأنه توريط ساركوزي في أزمة جديدة مع ما يعانيه من أزمة هزيمة قريبة في ليبيا، وهذا يصب في مصلحة إيطاليا التي أعلنت مرارا أنها تريد وقف الحرب في ليبيا، وهي بالفعل سحبت حاملة طائراتها الوحيدة من الخدمة في الحرب على القذافي، كما إن طائراتها تقوم بطلعات استطلاع جوي ولا تشارك منذ مدة في قصف قوات العقيد القذافي. وختمت الصحيفة "من هنا ومن باب المصالح الذاتية لكل دولة على حدة نجد سر الحملات الغربية في العالم العربي الممتطية أحصنة الثورات وسيلة للتدخلات السياسية والعسكرية" متسائلة: هل من يعي في العرب ما يحاك لهذه الأمة.
06:27