جهينة نيوز:
بدد السيد الرئيس بشار الأسد في حواره مع التلفزيون العربي السوري أمس الكثير من الهواجس التي شغلت المواطن السوري حول ما يجري من أحداث والية التعامل معها وأعطى إجابات جازمة وواضحة للتساؤلات التي أثيرت في الأونة الأخيرة حول المستقبل السياسي لسورية الذي من المفترض أن ترسم ملامحه العامة حزمة الإصلاحات والقوانين الصادرة.
ووضع التحليل الموضوعي والشفاف الذي قدمه الرئيس الأسد للمواقف الدولية تجاه سورية وما حملته من تهويلات وتهديدات ومحاولات سافرة للتدخل بالشأن الداخلي السوري في إطارها الطبيعي وزاويتها الضيقة ضمن أساليب الحرب النفسية التي تتعرض لها سورية منذ فترة طويلة وواجهها الشعب السوري بعزيمته القوية وتكاتفه ليخرج قوياً من الأزمة كما كان عهده في جميع الأزمات السابقة.
ووصف عمر أوسي رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين في تصريح لوكالة سانا إن الرئيس الأسد شخص الأوضاع وشرح أبعاد وتداعيات المؤامرة والضغوطات الخارجية التي تتعرض لها سورية قيادة وشعبا وموقف سورية الثابت من هذه المؤامرة والضغوطات.
وأشار أوسي إلى أن الرئيس الأسد أوضح أن معالجة الأوضاع على الساحة السورية تسير بشكلها الصحيح سواء من خلال التعامل مع بعض المواضيع والأحداث الأمنية أو حزمة الإصلاحات ومكافحة الفساد والقوانين الصادرة والتي تشمل مختلف قطاعات الحياة للمجتمع السوري بكافة شرائحه.
وأكد أن من جملة ما لفت الانتباه إليه في الحوار هو تحديد الرئيس الأسد جدولا زمنيا لاتخاذ الخطوات العملية المتعلقة بتطبيق وتنفيذ القوانين والمراسيم التي صدرت مؤخرا وخاصة تلك المتعلقة بقانون تشكيل الأحزاب والإدارة المحلية والانتخابات والإعلام وغيرها مشيرا إلى أن وصف الرئيس الأسد للضغوطات الأمريكية والدول الغربية الاستعمارية التي تتعرض لها سورية بأنها صراع على سيادة سورية ومصادرة قرارها وضع الأمور في سياقها الحقيقي والواقعي.
ورأى رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين أن ما ذكره الرئيس الأسد حول المرسوم 49 لعام 2011 المتعلق بمنح الجنسية للمسجلين في سجل الأجانب بالحسكة ووصفه للأكراد السوريين بالوطنيين وأنهم جزء أساسي من النسيج السوري يلقى صدى إيجابيا جدا في الأوساط الكردية السورية.
من جهته رأى الأديب والكاتب جودت أبو بكر من محافظة إدلب أن الرئيس الأسد رسم صورة دقيقة و واضحة المعالم لمستقبل سورية من خلال الإفصاح عن حزمة الإصلاحات وجدية البرنامج الإصلاحي الذي تم وسيتم في المستقبل القريب مشيرا إلى أن الحديث يعكس الشفافية والموضوعية والقرب من الشعب وملامسة همومه ومشاكله.
وأضاف أن الحديث تميز بدلالاته ورسالته الاجتماعية العميقة كونه ركز على أهمية التواصل بين القائد والشعب الأمر الذي جعله يترك صدى ايجابيا لدى مختلف شرائح المجتمع التي شعرت بالتفاؤل والطمأنينة تجاه امن واستقرار سورية.
وقال الدكتور فاروق اسليم رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بالمحافظة إن المتتبع لحديث الرئيس الأسد يلحظ أمرين رئيسيين الأول يتصل بمعالجة الدولة للازمة مع التأكيد على أنها معالجة سياسية وان الإجراءات الأمنية إنما تتخذ لنجاحها وليست بديلا عنها والثاني يتصل بإجراءات الإصلاح السياسي التي تمت وبتوجهاتها في الأيام والأشهر المقبلة.
وأضاف أن هذه الإجراءات والتوجهات تتضمن محورين هامين الأول الحرص على التأكيد أن الإصلاح مسالة داخلية تستجيب لمتطلبات المرحلة التي تمر بها سورية وهي تقبل محاورة الأصدقاء والأشقاء للتوضيح والإقناع لكنها ترفض كل شكل من أشكال التدخل الخارجي في الشأن السوري في حين يعكس المحور الثاني حرص الرئيس الأسد على أن يكون الإصلاح مؤسساتيا وشعبيا وعقلانيا يستجيب لضرورات المصلحة الوطنية لا لضغط العاطفة والإملاءات.
وقال الدكتور عدنان عويد أستاذ محاضر في جامعة الفرات إن الحوار عكس الثقة العالية بواقع سورية رغم كل ما تقوم به قنوات التجييش الإعلامي والدبلوماسية العالمية من تحريض وركز على أن قوة سورية ومناعتها تأتي من قوة شعبها وتلاحمه ووحدته الوطنية وإيمانه بعراقته الحضارية الممتدة إلى عمق التاريخ.
وأشار زبير سلطان كاتب إلى أن هذا الحوار حدد البرنامج الزمني للإصلاحات و وضع قطارها على السكة الصحيحة مشيرا إلى أهمية ما طرحه الرئيس الأسد حول الحوار الشامل في المحافظات والحوار الوطني الجامع الذي يشكل حصنا للوطن في وجه المخططات والمؤامرات الخارجية بالاستناد إلى الوعي الوطني.
وأوضح الدكتور غسان فندي نقيب أطباء اللاذقية أن حوار الرئيس الأسد امتاز بحجم المعلومات الذي قدمه ليضع النقاط على الحروف ويؤكد أن سورية قوية بشعبها ومن يملك هذا التاريخ لا يمكن تهميشه أو تجاوزه وأن سورية ستصبح مثالا يحتذى به بين الدول وأننا نشارك الغير في آرائهم ونشاركهم في عقولهم ولكن القرار يبقى في النهاية لنا و أن الأمن والكرامة هي قبل لقمة العيش ومن يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع لا خوف عليه.
ورأى الدكتور سامر أحمد أن رسالة الرئيس الأسد كانت قوية و واضحة و حددت معالم أساسية للمرحلة الحالية و المستقبلية ترتكز على الاستمرار بالإصلاح السياسي و الاقتصادي انطلاقا من قناعته بأنها مصلحة ومطلب شعبي و تأكيد على ثوابت السياسة السورية في الحفاظ على الحقوق الوطنية والقومية ودعم المقاومة وهو ما يستند إلى قوة سورية الحقيقية في وحدتها الوطنية وجيشها العقائدي واقتصادها القوي.
ولفت الدكتور سعيد نحيلي عميد كلية الحقوق بجامعة البعث بحمص إلى أن الحوار أوضح الكثير من الأمور التي كانت منتظرة من قبل الشعب لاسيما فيما يتعلق بالجدول الزمني للإصلاحات وخصوصا ما يتعلق بتعديل الدستور وإجراء الانتخابات التشريعية مؤكداً أن الرئيس الأسد عزز الأمل في نفوس السوريين بمستقبل أفضل وخاصة عندما تحدث عن نجاح الجيش والقوى الأمنية في التعامل مع المسلحين وحديثه عن وطنية وقوة الاقتصاد السوري القائم على الاكتفاء الذاتي و انه بدا يتعافى من آثار الأزمة مشيرا إلى أن ذلك ولد الشعور بان الأمان سيبقى عنوانا لسورية لان أي إصلاح يحتاج إلى حالة الأمن والاستقرار.
ووصفت طبيبة الأسنان نهلة عيسى حسن حوار الرئيس الأسد بأنه كان واقعياً وطمأن الشعب السوري بأن سورية بخير ولن تهزها العواصف الخارجية مهما كانت قوية وأكد ثقة الشعب السوري بأمنه وباقتصاده القوي وان سورية ستبقى قوية ذات سيادة وصاحبة القرار ولن تسمح لأي جهة خارجية بالتدخل في شؤونها الداخلية.
المصدر: سانا